كركوك ـ محمد عبد الله:
بعدما تحرش بها شخص متنفذ عبر الهاتف أثناء تقديمها طلبا للحصول على وظيفة حكومية في كركوك، قررت زهراء وسام، ٢٩ عاما، العزوف عن العمل على الرغم من حاجتها الماسة إليه.
لم تكن تلك المرة الأولى التي وجدت فيها زهراء نفسها ضحية للتحرش خلال سعيها للحصول على عمل تعيل به عائلتها التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
تروي زهراء لموقع (إرفع صوتك) أنّها تعرضت سبع مرات للمساومة على جسدها مقابل وعود بالحصول على عمل من أشخاص متنفذين في مؤسسات حكومية، مؤكدة أن ذلك أفقدها الثقة بأي مؤسسة سواء كانت حكومية أو في القطاع الخاص.
وتشير زهراء إلى أنها بعد تقديم سيرتها الذاتية لإحدى المؤسسات في كركوك، تلقت اتصالا هاتفيا من شخص مجهول الهوية، أبلغها أنه حصل على رقمها من السيرة الذاتية، وأخبرها أنها ستحصل على العمل فقط إن وافقت على إقامة علاقة معه.
اقرأ أيضا:
كركوكيات: القانون لم ينصف ضحايا التحرش
غياب الإحصائيات
المنظمات النسوية في العراق تشير إلى اتساع هذه الظاهرة في مختلف المناطق، لكنها لم تقدم حتى الآن أي إحصائيات دقيقة عن نسبة النساء المتعرضات للتحرش، فالإحصائية الوحيدة عن نسبة التحرش في العراق تتمثل في الإحصائية التي أصدرها المؤتمر العراقي الأول الخاص بظاهرة التحرش الذي عقد في أيلول/سبتمبر من عام ٢٠١٥، والذي كشف عن تعرض ٧٧ في المئة من العراقيات للتحرش.
وتؤكد رئيسة جمعية الأمل العراقية فرع كركوك سرود أحمد، أن أسباب عدم وجود إحصائية دقيقة تعود إلى تكتم معظم الفتيات والنساء اللاتي يتعرضن للتحرش على الحادثة خوفا من الأهل والمجتمع.
وتردف سرود لموقع (إرفع صوتك) "رصدنا عدة حالات في كركوك منها التحرش اللفظي والجنسي، والتحرش من قبل الأقارب"، مشيرة إلى أن الفتيات الصغيرات هن الأكثر تعرضا للتحرش، وأن جمعيتها تحول قسما من هذه الحالات إلى الشرطة المجتمعية وتوفر المساعدة القانونية للقسم الآخر.
اقرأ أيضا:
ما هي الأسباب برأيك وراء انتشار ظاهرة التحرش الجنسي في العراق؟
اتساع ظاهرة التحرش
تختلف أساليب التحرش الذي تجد النساء أنفسهن في مواجهتها. وتبدي شيماء حسين ٣٣ عاما استياءها من استغلال أصحاب العمل للنساء. وتقول لموقع (إرفع صوتك) إنها تقدّمت للحصول على فرصة عمل في محل للملابس النسائية، فرفض صاحبه طلبها وبرّر ذلك بأنّ "شكلها ليس جميلا".
بعض النساء لا يملكن الجرأة للبوح بما يتعرض له، لكن نوال ياسين، الموظفة في إحدى المؤسسات الحكومية في كركوك، استجمعت قواها بعد تعرضها للتحرش اللفظي بشكل متكرر من قبل زملائها الموظفين وسجلت شكوى لدى المدير.
قام المدير يعدها بتوجيه تحذير شفهي للمعنيين بأنه سيعاقبهم إداريا فيما إذا تكررت الشكوى ضدهم. لكن نوال تشير إلى أن التوبيخ خفض من نسبة التحرش، لكنه لم يضع حدا نهائيا له.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659