لقاء يجمع الملك سلمان برئيس وزارء لبنان سعد الحريري بعد يومين من تقديم استقالته من منصبه
لقاء يجمع الملك سلمان برئيس وزارء لبنان سعد الحريري بعد يومين من تقديم استقالته من منصبه

بغداد - دعاء يوسف:

أثارت الأزمة اللبنانية الأخيرة مع السعودية الكثير من المخاوف والتكهنات في الشارع العراقي من نشوب حرب طائفية بين الشيعة والسنة.

وبات رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في دائرة الحديث في مقاهي بغداد، حتّى حين ضرب الزلزال في العراق. "كنا نتابع الأخبار المحلية وصرنا أيضاً نتابع تفاصيل ما يحدث بلبنان"، يقول رشيد عبدالله، 49 عاما، الذي يدير أحد مقاهي بغداد.

ما يحدث من صراعات بين الدول المجاورة للعراق يثير قلق رشيد كثيراً "من أن شيئاً خطيراً سيحدث للبلاد".

ويقول في حديث لموقع (إرفع صوتك) إن هذه الصراعات تسهم بشكل كبير في تزايد النعرات الطائفية "لأن هناك تجاذباً بين الشيعة داخل البلاد مع شيعة الخارج وكذا الحال مع السنة".

ويضيف رشيد أنّه يراقب يوميا الجلسات في المقهى الذي يريده، مشيرا إلى أن النقاشات تحتدم بين الزبائن وتصل أحيانا إلى المشاجرة أو تبادل التهديدات بين مناصري إيران التي تدعم حزب الله وبين آخرين أكثر ميلا للسعودية.

لن تتجاوز العراق

شهد لبنان مؤخرا استقالة رئيس وزرائه الحريري التي أعلن عنها من الرياض. وبدأت بعدها الروايات عن أن الرجل "محتجز" في المملكة العربية السعودية، ولا يمتلك حرية القول والتصرف والتنقل. وساند رئيس الجمهورية اللبناني رواية الاحتجاز، لكن الحريري ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير نفياها.

ويصف علي جاسم، ٣٢ عاماً، الذي كان شقيقه متطوعاً في فصائل الحشد الشعبي التي شاركت في معارك تحرير المدن العراقية من سيطرة داعش، أن الأحداث التي تشهدها الدول المجاورة للبلاد تشعره بالقلق. "يصعب عليّ ألاّ أتوقع اندلاع حرب ما في المنطقة والتي حتماً لن تتجاوز العراق".

اقرأ ايضاً:

خبير: رغبات شخصية وموروثات دينية وراء التطرف

مسيحية: لا وطن لنا!

ويقول علي الذي ينتسب لوزارة الداخلية في حديث لموقع (إرفع صوتك) إن تسارع الأخبار الغامضة يربك فهم العراقيين للأجواء العامة ويدفعهم إلى التوقع أن هناك من يسعى لاندلاع الحرب بين الشيعة والسنة من خلال السعودية وإيران.

الطبيعة العشائرية

عاش العراق اقتتالا طائفيا بين عاميّ 2006 و2008، تجلّى من خلاله الانقسام بين السنة والشيعة في البلاد. ويعتقد المحلل السياسي حسام خالد، أن الأزمة الإيرانية-السعودية أسهمت بشكل كبير في تزايد الانقسام الطائفي بالعراق "وربما ستؤدي إلى حرب طائفية بين شيعة وسنة العراق بشكل أعنف من السابق".

ويرى خالد أن الطبيعة العشائرية للمجتمع العراقي وخاصة للذين شاركوا في معارك التحرير سواء ضد داعش أو معه لن تتجاوز ما يحدث من صراعات بين الطائفتين بسهولة.

ويشير إلى أن عائلات الضحايا الذين شاركوا في معارك القضاء على داعش ما زالوا حتى الآن ينتظرون إيجاد رفاة أبنائهم، كما أن الجرحى منهم يعانون من عدم قدرتهم على العلاج في بلد كان إرهاب داعش قد احتل الكثير من مدنه. "لهذا من الطبيعي أن يقلق العراقيون من الأزمات المجاورة، فبلدهم ما زالت جراحه حتى اللحظة تنزف من جراء الخلافات الطائفية".

تغليب الهوية الوطنية على الهوية الطائفية هو في النهاية ما قد يشكل الحل والوقاية للعراق، كما يقول خالد، مؤكدا "ليس فقط في العراق، بل في لبنان ودول أخرى أيضاً".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.