نساء عراقيات/وكالة الصحافة الفرنسية
نساء عراقيات/وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم علي قيس:

تصاعدت وتيرة الأصوات الرافضة لمشروع قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية، الذي صوت مجلس النواب على قبوله من حيث المبدأ، وربما ركز الرافضون لهذا المشروع على فقرة تسمح بتزويج الفتاة في سن التاسعة، فيما تغاضى المعترضون عن فقرة "لا تقل خطورة"، حسب نقيبة المحامين العراقيين أحلام اللامي.

وتكشف المادة الأولى في مسودة التعديل عن إشارات طائفية "يجوز للمسلمين الخاضعين لأحكام هذا القانون تقديم طلب لمحكمة الأحوال الشخصية وفقا لمذهبهم"، وهو ما تراه اللامي في حديثها لموقع (إرفع صوتك) " مسألة خطيرة جدا، تدفع بالطرفين (الزوجان) إلى الخلاف حول المذهب الذي يتم الزواج وفقه، وبما يناسب مصلحة كل منهما، وبالتالي سيؤسس القانون لعدم الزواج بين الطائفتين (السنة والشيعة)".

ويبدو التخوف الناتج عن هذا التعديل قد أكدته "الخبرة التي حصل عليها المحامون أثناء ممارستهم للمهنة. نحن لا نتكلم بلغة العاطفة بل بلغة الواقع"، كما تؤكد اللامي وهي تتحدث عن الثغرات في مشروع القانون والتي سيواجه المجتمع نتائجها.

وكانت نقابة المحامين قد رفعت توصيات إلى مجلس النواب ورئاسة الجمهورية بشأن المخاطر والثغرات الموجودة في مسودة تعديل قانون الأحوال الشخصية، فيما هددت بالتوجه إلى الطعن به في المحكمة الاتحادية، في حال تشريعه.

سحب لمناقشته

من جهتها، أعلنت رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب لمى الحلفي سحب رئاسة المجلس لمشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية من التصويت، وإرسالها إلى لجنتي المرأة والأوقاف، لإعادة النظر في المسودة وإجراء التعديلات اللازمة، حسب بيان نقلته نشرة أخبار "العراق اليوم" عبر "الحرة - عراق".

تلك الخطوة، اعتبرها عضو اللجنة القانونية البرلمانية حسن الشمري "خطوة جيدة"، كي تدرس لجنة المرأة والأسرة والطفولة مواد هذا القانون ووضع المعالجات والضوابط والشروط التي تعالج المخاوف التي أثارها التعديل.

وأوضح الشمري في حديث إلى "الحرة - عراق" أن "مشروع التعديل تم التصويت عليه من حيث المبدأ وهو في طور البحث لدى اللجان المختصة".

لا نعرف شيئا عن سحب المشروع

غير أن لجنة المرأة والأسرة والطفولة تنفي تسلمها لمشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية، وتؤكد عضو اللجنة ريزان الشيخ لموقع (إرفع صوتك) عدم علم جميع أعضاء لجنتها بموضوع سحب تعديل القانون.

أما في حال تسلم اللجنة للمشروع، وفقا للنائبة الشيخ، فإنها ستصوت بإجماع أعضائها على رفض مشروع التعديل بالكامل، ولن تقبل أي مناقشة لفقراته كما ورد على لسان الشمري.

خطوة إعادة مشروع القانون إلى لجنة برلمانية مختصة، لن تثني الساعين إلى تمريره.

استجابة أم تسويف؟

وتتباين الرؤى لدى ناشطات مدنيات في مجال حقوق المرأة، بشأن سحب مشروع التعديل في حال حصوله، بين اعتباره نوعا من الاستجابة للحراك الشعبي الرافض للتعديل، وتسويفا لمطالب هذا الحراك الذي يسعى إلى إلغاء مشروع قانون التعديل بالكامل.

وتعتقد أستاذة القانون في جامعة بغداد والناشطة المدنية في الحركة النسوية بشرى العبيد أن "الآليات التي يعمل بها مجلس النواب في تشريع القوانين، هي المصالح الشخصية والمساومات مع المنافسين السياسيين، وكسب الأصوات في الانتخابات".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659​

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.