مسيحيون عراقيون يحضرون قداس أم مريم المقدسة في كنيسة مارم شموني في أربيل/وكالة الصحافة الفرنسية
مسيحيون عراقيون يحضرون قداس أم مريم المقدسة في كنيسة مارم شموني في أربيل/وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم علي قيس:

الاستقرار والسلام هما ما وضعهما بطريرك الكلدان في العراق شليمون وردوني كحاجة أساسية للمسيحيين، قبل الأموال.

وقد طلبت الولايات المتحدة تخصيص قسم من مساهمتها في برنامج الأمم المتحدة للتنمية إلى المسيحيين والأيزيديين في العراق، بحسب ما أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي هذا الأسبوع.

وأكد مسيحيون وأيزيديون أن ما تحتاجه الأقليات الدينية في العراق لا يقتصر على الأموال.

ويقول وردوني "المسيحيون بحاجة إلى الاستقرار والسلام قبل كل شيء"، فمنذ أكثر من أسبوعين تنتشر قوات مشتركة من الفرقة الذهبية والبيشمركة منتشرين في أربع قرى مسيحية شمال العراق، هي تلسقف والقوش وباقوفه وباطنايا.

هذا الانتشار تسبب بخوف لدى المسيحيين الذين صرفوا آخر ما يمتلكون من أموال في إعمار منازلهم التي تضررت بسبب داعش، بحسب وردوني الذي يشير إلى أن تلك القرى شهدت خلال الفترة الأخيرة عودة 1500 عائلة نازحة.

وفيما اعتبر الحقوقي المختص بالشأن الأيزيدي والأقليات في العراق صائب خدر أن تخصيص هذه الموال هو خطوة مهمة ومفيدة ستدعم الأقليات الدينية في العراق، إلا أنه توقع وجود عوائق تقف في طريق استثمار هذه المبالغ، في مقدمتها "الفساد المالي والإداري، وكيفية توزيع هذه الأموال ولمن يتم توزيعها وماهي المشاريع التي ستدفع لها".

"توزيع أمثل"

وخلال لقائها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أوضحت سفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الدولية، "علينا أن نضمن أن يتم توزيع تمويلنا بالشكل الأمثل".

وتابعت أن "المبادرة الأميركية بدفع أموال أكبر إلى أقليات دينية في العراق مؤاتية جدا، فتنظيم الدولة الإسلامية الحق أضرارا جسيمة بهذه الحضارات القديمة".

ويؤكد الحقوقي صائب خدر "نحتاج من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، الإشراف المباشر على التصرف بالأموال" وأن يتم التركيز على البنى التحتية في المشاريع الاستثمارية، فضلا عن عدم اختيار مشاريع عبثية كما حصل مع المشاريع الصغيرة التي مولتها الأمم المتحدة سابقا.

يضاف إلى ذلك الاهتمام بالمشاريع التي توفر فرص عمل لأبناء الأقليات الدينية خصوصا من تضررت أعمالهم بسبب التنظيم.

"هذه الوعود ليست الأولى"

وحيث أكدت هايلي أن "أمامنا فرصة الآن لمساعدة هؤلاء الأشخاص حتى يعودوا إلى مجتمعاتهم والمنظمات الأميركية الموجودة على الأرض تريد مساعدتهم"، أبدى نائب بطريرك الكلدان شليمون وردوني، أسفه لما يشهده سهل نينوى (شمال العراق) والكثير من القرى والبلدات المسيحية التي فيه، من اضطرابات أمنية بسبب الأزمة الناجمة عن تنظيم إقليم كردستان استفتاء على الانفصال في نهاية أيلول/سبتمبر الماضي.

ويقول وردوني "كل مرة يعدون المسيحيين بحياة جديدة لكننا لا نلمس ذلك على أرض الواقع، الأموال قد تساعد المسيحيين على العودة إلى مناطقهم لكن ملف الأمن هو الأهم".

فيما يلفت الحقوقي الأيزيدي صائب خدر إلى أن الشيء الأهم من الأموال الذي تحتاجه الأقليات الدينية في العراق، هي "حقوق المشاركة في منظومة التشريع والقرار ونسب انتخابية صحيحة في البرلمان وتمثيل حقيقي في المؤسسات الحكومية".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.