أرغم العراق على دفع 52.4 مليار دولار كتعويضات للكويت بسبب حرب الخليج/ Shutterstock
أرغم العراق على دفع 52.4 مليار دولار كتعويضات للكويت بسبب حرب الخليج/ Shutterstock

بقلم أحمد المحمود:

عبرت دبابات الجيش العراقي في الثاني من آب/أغسطس 1990 الحدود الكويتية. استغرق الأمر يومين فقط للسيطرة على الدولة الخليجية الغنية بالنفط.

 كانت الخلافات حول النفط أحد أسباب الاجتياح، فقد اتهم صدام الكويت برفع إنتاجها عمدا للتسبب في انخفاض الأسعار إلى مستوى سبعة دولارات للبرميل، ما أضر بالاقتصاد العراقي الذي كان في مرحلة إعادة البناء بعد ثماني سنوات من الحرب مع إيران.

لذا، قبل أن ينهي صدام حسين احتلاله للكويت قرر إحراق أبار النفط الكويتية. وتم إضرام النيران في قرابة 730 بئرا، أي حوالي 80 في المئة من آبار النفط في الكويت.

اشتركت 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإخراج الجيش العراقي من الكويت بعد أن سيطر عليها لمدة سبعة أشهر. عقب ذلك، تشكلت لجنة مختصة في تقييم الأضرار والتعويضات اللازمة لدولة الكويت عن اجتياح أراضيها. وفرض مجلس الأمن على الحكومة العراقية دفع تعويضات وفق القرار رقم (692) القاضي بإنشاء صندوق الأمم المتحدة للتعويضات، تتولى إدارته لجنة أممية.

قدرت اللجنة التعويضات بـ52.4 مليار دولار، يتوجب على العراق دفعها من عائدات صادراته النفطية. ألزم القرار رقم (705) الصادر عام 1991 العراق بتخصيص نسبة 30 في المئة من عائدات إنتاجه النفطي للجنة التعويضات، على أن يبيع ما قيمته 2 مليار دولار كل ستة أشهر. في عام 1997، وفي إطار اتفاق النفط مقابل الغذاء، سمح مجلس الأمن للعراق برفع مبيعاته لتصبح 5,256 مليار دولار أميركي، تذهب 30 بالمئة منها للكويت.

وافقت الحكومة العراقية السابقة في الرئيس صدام حسين على قرارات مجلس الأمن. ودفعت حتى سنة 2001 قرابة 31.5 مليار دولار. وفي عام 2003، بعد سقوط النظام، أعلنت الأمم المتحدة أنها تلقت حوالي 738 مليون دولار تعويضات من العراق للكويت في ذلك العام.

ورث العراق الجديد 21 مليار دولار ديونا لصالح الكويت. وواصلت الحكومة العراقية تسديد باقي التعويضات المترتبة عليها حتى عام 2014، حيث اضطرت للتوقف بسبب الحرب على داعش الذي استطاع السيطرة على أهم الحقول النفطية العراقية، ما جعل الحكومة عاجزة عن سداد الديون فضلا عن كلفة الحرب المرتفعة وانخفاض سعر برميل النفط.

في أواخر عام 2014، صدر قرار دولي بتأجيل دفع التعويضات المستحقة على بغداد للكويت، والتي تبقى منها آنذاك 4.6 مليار دولار. ووافقت الكويت على تأجيل دفع التعويضات طيلة السنوات الماضية.

 قبل يومين فقط، أعلنت الحكومة العراقية استئناف دفع التعويضات بنسبة 0.5 في المئة من إجمالي عائدات إنتاج النفط.

وذكرت لجنة الأمم المتحدة للتعويضات في بيان لها أن "المدفوعات التي توقفت منذ أكتوبر تشرين الأول/أكتوبر 2014 بسبب تحديات أمنية ومشاكل في الميزانية واجهها العراق في حربه ضد تنظيم الدولة الإسلامية، ستبدأ (في السداد) بنسبة 0.5 بالمئة من إيراداته النفطية في عام 2018 وستزيد سنويا حتى نهاية عام 2021".

وقالت ليا كرافت، المسؤولة القانونية للجنة التعويضات في الأمم المتحدة، في حديث لوكالة رويترز، إن الاتفاق الجديد يمتد لأربع سنوات، على أن تزيد نسبة إلى 1.5 في عام 2019، و3 في المئة لعامي 2020 و2021.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

 

مواضيع ذات صلة:

أنابيب في حقل باي حسن للنفط، غرب مدينة كركوك
أنابيب في حقل باي حسن للنفط، غرب مدينة كركوك

كركوك - محمد عبد الله:

بعد مباحثات مع العراق استمرت لأكثر من عام شاركت فيها أحزاب من التحالف الوطني العراقي والأكراد، وتمخضت مؤخرا عن توصل وزارتي النفط العراقية والإيرانية إلى اتفاقي مبدئي، من المتوقع أن تحصل طهران يوميا على ما يقارب ٦٠ ألف برميل من النفط الخام من حقول كركوك.

ومنذ نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي بدأت بغداد بتصدير النفط من حقول كركوك إلى أربعة مصافي إيرانية عبر الصهاريج التي تتجه من مدينة كركوك باتجاه السليمانية ومنها إلى إيران من خلال معبر باشماخ الحدودي الذي عاودت طهران افتتاحه بعد أن أغلقته على خلفية استفتاء الاستقلال الذي أجراه الإقليم في ٢٥ أيلول/سبتمبر الماضي.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين عراقيين ومصادر تجارية أنه في البداية ستستقبل إيران 15 ألف برميل من النفط يومياً ستُنقل بواسطة شاحنات لترتفع تدريجياً إلى 60 ألف برميل يومياً.

اتفاقية رباعية

ويبين مسؤول عراقي أن نفط كركوك سيُنقل عن طريق أنابيب الخط الاستراتيجي إلى تركيا عبر الموصل بدلا من إقليم كردستان بعد إصلاح وإعادة ترميم الخط المذكور الذي تعرض لأضرار بليغة إثر سيطرة داعش على الموصل خلال السنوات الثلاثة الماضية.

ويؤكد المسؤول العراقي لموقع (إرفع صوتك)، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن أنقرة لن ترضى بخسارة نفط كركوك، لكنها تعلم أن الموضوع مؤقت وسيعود التصدير إلى ميناء جيهان مرة أخرى في المستقبل القريب.

وزار وفد تركي من قطاع الطاقة العراق الخميس، 16 تشرين الثاني/أيلول، والتقى بمسؤولين كبار من قطاع النفط العراقي في بغداد لمناقشة قضايا من بينها استئناف صادرات نفط كركوك عبر ميناء جيهان التركي.

اقرأ أيضا:

بغداد تبسط سيطرتها على معظم المناطق المتنازع عليها مع الكرد

وكشف المسؤول العراقي عن وجود اتفاقية رباعية بين العراق وتركيا وإيران وقطر لتصدير نفط كركوك إلى الموانئ القطرية، موضحا أن "إيران ستتفاهم مع تركيا لتصدير نفط كركوك إلى الأسواق العالمية".

وأضاف المسؤول أن تصدير نفط كركوك إلى إيران ليس بجديد، موضحا أن بعض الأحزاب الكردية بدأت منذ عام ٢٠١٥ بتصدير النفط عبر صهاريج إلى إيران بمعدل ٣٥ صهريجا يوميا، لكن بعد أن سيطرت القوات العراقية ومن ضمنها الفصائل الشيعية على كركوك أصبحت هذه العملية بيد هذه الفصائل، بينما تعمل الحكومة العراقية من أجل تقنين هذه العملية وإعطائها الشرعية.

اقرأ أيضا:

الدولار يهرب من العراق صوب إيران

الضغط على أربيل

ويعتبر الباحث والمختص في التنمية الاقتصادية ماجد أبو الكلل أن تصدير نفط كركوك الى إيران و وسيلة أخرى من الوسائل التي تستخدمها بغداد للضغط على أربيل على خلفية استفتاء الاستقلال، مؤكدا أن العراق سيعاود تصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي بمجرد توصل بغداد وأربيل وأنقرة إلى اتفاقية بهذا الشأن.

وشدد وزير النفط العراقي جبار لعيب خلال زيارته إلى كركوك، في ١٣ تشرين الثاني/ نوفمبر، على حرص وزارته على رفع إنتاج نفط كركوك من ٤٢٠ ألف برميل إلى مليون برميل يوميا.

وبيّن خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في المدينة أن العراق سينقل ١٥ ألف برميل نفط يوميا إلى إيران عن طريق الصهاريج، وأن وزارة النفط تسعى إلى زيادة كمية النفط المصدر من كركوك إلى إيران الى نحو ٦٠ برميل يوميا في المستقبل القريب.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيقواتسابعلى الرقم 0012022773659