مسجد الروضة الذي تعرض لهجوم في سيناء
مسجد الروضة الذي تعرض لهجوم في سيناء/وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم صالح قشطة:

لم يعلن تنظيم داعش حتى الآن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف جامع الروضة في شبه جزيرة سيناء المصرية، خلال صلاة الجمعة. كان ذلك مغايراً للتوقعات، فقد اعتاد التنظيم المسارعة إلى تبني الهجمات التي ينفذها.

لكن التنظيم المتطرف سبق أن هدد بالاسم مسجد الروضة الذي يرتاده مصلون من الطريقة الجريرية، إحدى أكبر الطرق الصوفية في شبه جزيرة سيناء.

وفي مجلة يصدرها داعش، قال قيادي في تنظيم ولاية سيناء في كانون الأول/ديسمبر 2016، إن الزاوية الجريرية لها في مصر ثلاث فروع رئيسية "هي سعود (في الشرقية) والعرب (الإسماعيلية) والروضة (سيناء)" متعهدا بالقضاء عليها.

وقبل ذلك بشهر، كان داعش اختطف أحد كبار مشايخ الطريقة الجريرية، واسمه سليمان أبو حراز، 98 عاما، وأعدمه.

وقال القيادي في داعش إن "زاوية الروضة (في سيناء)، تتبعها زوايا كثيرة، كزوايا حي أبو جرير، والطويل، وصباح". ومسجد آل جرير المذكور في تصريح قيادي داعش هو الذي تم استهدافه.

وجاء الاستهداف في الذكرى الأولى لإعدام الشيخ سليمان أبو حراز.

ووجه القيادي، الذي لم تذكر المجلة اسمه، تهديدا صريحا لأتباع الطرق الصوفية، وكشف أن التنظيم قام بعد سيطرته على مناطق في محافظة سيناء بإلقاء القبض على زعماء التيار الصوفي وأرغمهم على التراجع عن انتمائهم الصوفي تحت التهديد بالقتل، مشددا على أن داعش يسعى إلى أن "لا تبقى (هناك) طرق صوفية".

وأوقع الهجوم على مسجد الروضة 305 قتلى، بينهم 27 طفلاً، بالإضافة إلى ما يتجاوز 120 جريحاً.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

جثث القتلى داخل مسجد الروضة في سيناء
جثث القتلى داخل مسجد الروضة في سيناء/وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم صالح قشطة:

حصد هجوم الروضة في شبه جزيرة سيناء أرواح 305 أشخاص بينهم 27 طفلا، ليكون الهجوم الإرهابي الأعنف من نوعه في مصر. مع ذلك، تاريخ البلاد مليء بالعمليات الإرهابية التي وصل بعضها إلى درجة اغتيال رئيس الجمهورية سنة 1981، وقبله رئيس الحكومة نهاية سنة 1948.

الإخوان والنظام الخاص

مع بداية أربعينات القرن الماضي، أسست جماعة الإخوان المسلمين تنظيما سريا موازيا أطلق عليه اسم "النظام الخاص"، ضم مجموعة من الشباب المنتقين بعناية والمدربين على استعمال السلاح. في سنة 1948، تورط التنظيم الموازي في اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي.

مؤسس الجماعة ومرشدها حسن البنا، سيتعرض بدوره للاغتيال شهرين فقط بعد اغتيال رئيس الحكومة.

بعد الإطاحة بالملكية، ورغم وجود علاقات سابقة بين جماعة الإخوان المسلمين والرئيس المصري الجديد جمال عبد الناصر، تورطت الجماعة سنة 1954 في محاولة اغتيال عبد الناصر، فيما عرف بحادثة المنشية. تعرضت الجماعة بعدها لحملة تضييق غير مسبوقة.

الجماعات الوليدة

عرفت سبعينات وثمانينات القرن الماضي نشاطا مكثفا لجماعات إسلامية تتبنى العنف مثل الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد، إضافة إلى تنظيمات صغيرة مثل "الناجين من النار" و"الشوقيين" و "طلائع الفتح". كثير من هذه الجماعات تبلورت أفكارها داخل السجون المصرية.

خلال هذه الفترة، نفذت هذه الجماعات عمليات اغتيال استهدفت إحداها وزير الأوقاف المصري محمد حسين الذهبي سنة 1977 على يد أفراد من جماعة "التكفير والهجرة". قبلها بثلاث سنوات، نفذت مجموعة يقودها صالح سرية (من أصول فلسطينية) عملية اقتحام لمستودع الكلية الفنية العسكرية في العاصمة المصرية القاهرة. كان الهدف الاستيلاء على أسلحة.

في سنة 1981، وقعت“حادثة المنصة" التي انتهت باغتيال الرئيس المصري محمد أنور  السادات خلال عرض عسكرى احتفالا بذكرى حرب أكتوبر.

موجة جديدة

مع بداية التسعينات، انطلقت مرحلة جديدة من نشاط الحركات الإسلامية العنيفة، خاصة في ظل عودة العشرات من المقاتلين من أفغانستان بعد انتهاء مرحلة "الجهاد الأفغاني".

لم تتأخر هذه الجماعات في تنفيذ عملياتها. وفي نهاية سنة 1990، نفذ أعضاء من جماعة الجهاد عملية اغتيال فاشلة استهدفت وزير الداخلية عبد الحليم موسى، لكنها انتهت بمقتل رئيس مجلس الشعب رفعت المحجوب الذي تم استهدف موكبه خطأ.

بعد سنتين، سيتورط أعضاء من الجماعة الإسلامية في مقتل المفكر المصري فرج فودة، ثم سيظهر اسم الجماعة الإسلامية مجددا في محاولة اغتيال الروائي المصري نجيب محفوظ سنة 1995.

في هذه السنة أيضا، تمت محاولة اغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك خلال زيارته العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحضور القمة الأفريقية.

وفي سنة عام 1997، استهدف هجوم إرهابي سياحاً في مدينة الأقصر المصرية، قامت "الجماعة الإسلامية" بتنفيذه، وراح ضحيته 58 سائحا أجنبيا.

انتهت المواجهات التي استمرت قرابة عقد بين السلطات المصرية من جهة والجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد من جهة ثانية بإعلان التنظيمين المتطرفين لمراجعات فكرية وإطلاق مبادرة لوقف العنف. أعلنت الجماعة الإسلامية مراجعاتها سنة 1997، فيما أعلن تنظيم الجهاد مراجعاته سنتين بعد ذلك.

القاعدة وداعش

لم تنجح المراجعات التي أعلنتها الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد في وقف نزيف العنف في مصر. وظهرت خلال السنوات الأخيرة حركات مسلحة أعلنت بيعتها لتنظيمي القاعدة وداعش. على رأسها أنصار بيت المقدس الذي ظهر عام 2011 كفرع لتنظيم القاعدة، قبل أن يعلن مبايعة داعش في نهاية عام 2014، ويغير اسمه إلى ولاية سيناء.

تسببت هذه الخطوة في انشقاق "كتيبة المرابطين" على يد الضابط السابق في الجيش المصري هشام عشماوي الذي تشبث ببيعة تنظيم القاعدة.

في سنة 2013، ظهر أيضا تنظيم أجناد مصر، كما ظهرت تسميات جديدة، مثل "العقاب الثوري" و"كتائب حلوان" و"جند الإسلام" و"أنصار الإسلام".

واتهمت جماعة الإخوان المسلمين بدورها باللجوء إلى العنف، عبر بوابة "حركة سواعد مصر"، وهو تظيم ينتهج مسلح يركز هجماته على رجال الشرطة.

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659