طفل يمني يرفع علم بلاده في تظاهرة سابقة في أيار/مايو 2017/وكالة الصحافة الفرنسية
طفل يمني يرفع علم بلاده في تظاهرة سابقة في أيار/مايو 2017/وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم صالح قشطة:

"عندما كنت قائماً بأعمال السفارة الأميركية في صنعاء بين 2004 و2007، كانت لي علاقة جيدة مع علي عبد الله صالح، وكان التفاهم معه سهلاً"، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق نبيل خوري، في تصريح لموقع (ارفع صوتك).

بعد مغادرته صنعاء، واظب نبيل خوري على تتبع الشأن اليمني، من موقعه كخبير دبلوماسي وسياسي.

في تغريدته الأخيرة على تويتر عبر خوري عن "مشاعر مختلطة" حيال مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

​​

"كانت لدي علاقة شخصية مع صالح، أعرفه جيداً"، يقول خوري. ويتابع "مهما يكن للرجل أو عليه، فهو خبر صعب على اليمن ومعظم اليمنيين، لأن صالح يمثل أكثر من 30 عاماً من تاريخ البلاد. برغم كل أخطائه، فله أتباع كثر في اليمن".

ما بعد مقتل صالح

يرى الدبلوماسي الأميركي السابق أن وفاة صالح ستخلق "علامة استفهام كبيرة" في مصير حزب المؤتمر الشعبي العام.

ويرجع أسباب ذلك إلى فقد الحزب لكبار قادته، كياسر العواضي الذي قتل مع صالح وعبد الكريم الأرياني (توفي سنة 2015) الذي كان المدبر الرئيسي للحزب منذ فترة طويلة.

ويشدد خوري "اليوم لم تبق قيادات كبيرة.. الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لم يملأ الفراغ بعد ذهاب صالح عن الرئاسة، لا يستطيع أن يملأ الفراغ في الحزب".

الحل المثالي

يكمن "الحل الوحيد"، حسب  خوري، في تحقيق مصالحة وطنية شاملة بين الأطراف اليمنية، والاتفاق على نقل البلاد نقلة نوعية تتجاوز التحزبات والقبليات وتسليم السلطة إلى جيل جديد من الشباب.

لكن الدبلوماسي الأميركي السابق يبدو متشائما بخصوص تحقيق ذلك. "لا أرى على أرض الواقع أن بإمكانهم وقف القتال والذهاب إلى المصالحة الآن".

ويشدد على أن غياب "تفاهم أو اتفاق أو هدنة" بين الحوثيين والسعودية سيؤدي إلى استمرار الحرب خلال الأشهر أو حتى السنوات القادمة.

ورغم صعوبة  الوصول إلى تفاهم بين الحوثيين والسعودية إلا أن خوري لا يستبعد هذه الفرضية. "كانت هناك مفاوضات فيما بينهما قبل أن تبدأ الحرب في 2015، وليس هناك من مانع" من أن تستأنف من جديد.

شعبية عالية

وفي مقال سابق، تطرق الدبلوماسي الأميركي  إلى شعبية الرئيس السابق. يقول خوري "لو أقيمت انتخابات حرة في اليمن اليوم، فسيكون علي عبد الله صالح رئيساً مرة أخرى. فشعبيته تفوق الشخصيات الأخرى، وذلك لأنه اسم معروف وله تاريخ".

وفي ذات الوقت، أشار خوري إلى "فشل" صالح في لعب دور انتقالي عام 2011، لأن اليمن حينها بات بحاجة ملحة لدمٍ جديد وشباب "غير الطاقم القديم".​

​​

ليس الابن كأبيه!

وبينما يتوقع محللون أن يلعب نجل الرئيس السابق الأكبر أحمد علي عبد الله صالح دوراً رئيسياً في المشهد اليمني بعد مقتل والده، يستبعد خوري أن يكون الشاب جزءا من التغيير في اليمن. فهو لم يكن كفؤا في المعايير القديمة "التي برع فيها والده"، يقول الدبلوماسي الأميركي.

ويشدد خوري على عدم تمتع نجل الرئيس السابق بالثقة "التي تمتع بها والده"، مستشهداً بطرح موضوع أن يخلف والده في وقت سابق. "لكن الفكرة لاقت معارضة شديدة في اليمن لأن الشعب لا يريد الوراثة".

ومن بين أقارب الرئيس السابق، يرى خوري أن طارق صالح، قائد الحرس الخاص للرئيس السابق، يتمتع بمهارات سياسية وعسكرية أكبر. "بالنهاية يجب أن يكون هناك نوع من التفاهم السياسي بين كل الأطراف، وربما طارق يستطيع أن يقيم علاقات مع جميع الفرقاء، لكن الموضوع صعب".

ويؤكد خوري أن إمكانية لعب طارق لدور إيجابي في حل الأزمة تتوقف على موقف الحوثيين الذين عادوا للسيطرة على صنعاء. وكان الحوثيون قصفوا منزل طارق في وقت سابق.

ويتابع "إذا لم يتم التفاهم مع طارق فستستمر الحرب بين الطرفين".

الدور الأميركي

وحول الدور الأميركي في اليمن خلال المرحلة القادمة، يقول خوري "لنكن صريحين، الوضع في واشنطن ليس مستقراً، والسياسة الأميركية الخارجية غير واضحة المعالم حالياً".

ويتابع "أنا شخصياً أطرح منذ أن كنت في الخارجية أن الاستقرار في اليمن في مصلحة أميركا، وأن أميركا يجب أن تقدم الدبلوماسية على أي شيء آخر".

ولا يستبعد خوري وجود محاولات من الخارجية الأميركية لدفع العملية الدبلوماسية في اليمن، بمعنى التأثير على السعودية لطرح مبادرة دبلوماسية قوية بالمشاركة مع أميركا لحل الأزمة في اليمن.

​​

​​

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

علي عبد الله صالح ونجله أحمد عام 1984
علي عبد الله صالح ونجله أحمد عام 1984

المصدر: موقع الحرة

تصاعدت حدة التوتر في اليمن بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، واشتداد المواجهة بين أنصاره والحوثيين في العاصمة صنعاء.

يطوي اليمنيون حقبة طويلة من تاريخ البلاد كان لصالح دور في تشكيلها والتأثير في مختلف مناحي الحياة.

بعد أن قتل، يبرز اسم نجله أحمد علي عبد الله صالح، الذي بدأت الأنباء بعد ساعات من مقتل والده تفيد بوصوله إلى الرياض وكان والده في آخر أيامه قد دعا لفتح صفحة جديدة مع السعودية والانتفاض على الحوثيين.

وذكرت مصادر أن خالد أحد أبناء علي عبد الله صالح أصيب بجروح قبل أن يتمكن الحوثيون من أسره. وتحدثت الأنباء أيضا عن اعتقال نجلين آخرين لصالح هما مدين وصلاح.

​​أحمد، النجل الأكبر لصالح، هو الأكثر نفوذا بين إخوته حيث سبق له أن تولى قيادة الحرس الجمهوري إبان رئاسة والده للبلاد.

ولد أحمد علي عبد الله صالح عام 1974 في صنعاء وحصل على بكالوريوس في علوم الإدارة من الولايات المتحدة ثم حصل على الماجستير من الأردن وخاض دورات مختلفة في العلوم العسكرية في عدد من دول العالم.

وبعد نحو 10 سنوات على تولي والده رئاسة الجمهورية اليمنية، أصبح صالح الابن عضوا بمجلس النواب عام 1997.

لافتة لأحمد صالح مرشحا للانتخابات النيابية في 1997

عضوية البرلمان والترقي في سلم الرتب العسكرية، اعتبرت حينها خطوات من الرئيس صالح نحو توريث الحكم لنجله، حسب هيئة الإذاعة البريطانية.

بعدها بعام تولى أحمد قيادة قوات الحرس الجمهوري ذات النفوذ الواسع في البلاد.

أحمد صالح قائدا للحرس الجمهوري في 2001

​​وبعد مظاهرات حاشدة بالتزامن مع انتفاضة الربيع العربي مطلع 2011 أعلن الرئيس السابق أنه لا ينوي توريث الحكم لنجله.

رحل صالح عن الرئاسة في 2012، وتسلم عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم وأبعد أحمد عن القوات المسلحة في 2013، ليصبح سفيرا فوق العادة لبلده في الإمارات.

أحمد صالح ونائب رئيس الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم

​​ومع انطلاق العمليات العسكرية التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية في اليمن أقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أحمد صالح من منصبه، إلا أن السفير السابق بقي في الإمارات التي تشترك في التحالف الذي تقوده الرياض.

وبعد ساعات على مقتل والده، قالت وسائل إعلام يمنية إن أحمد صالح غادر الإمارات ليصل إلى الرياض، في انتظار فصل جديد من الصراع في اليمن.