بقلم صالح قشطة:
"عندما كنت قائماً بأعمال السفارة الأميركية في صنعاء بين 2004 و2007، كانت لي علاقة جيدة مع علي عبد الله صالح، وكان التفاهم معه سهلاً"، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق نبيل خوري، في تصريح لموقع (ارفع صوتك).
بعد مغادرته صنعاء، واظب نبيل خوري على تتبع الشأن اليمني، من موقعه كخبير دبلوماسي وسياسي.
في تغريدته الأخيرة على تويتر عبر خوري عن "مشاعر مختلطة" حيال مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
"كانت لدي علاقة شخصية مع صالح، أعرفه جيداً"، يقول خوري. ويتابع "مهما يكن للرجل أو عليه، فهو خبر صعب على اليمن ومعظم اليمنيين، لأن صالح يمثل أكثر من 30 عاماً من تاريخ البلاد. برغم كل أخطائه، فله أتباع كثر في اليمن".
ما بعد مقتل صالح
يرى الدبلوماسي الأميركي السابق أن وفاة صالح ستخلق "علامة استفهام كبيرة" في مصير حزب المؤتمر الشعبي العام.
ويرجع أسباب ذلك إلى فقد الحزب لكبار قادته، كياسر العواضي الذي قتل مع صالح وعبد الكريم الأرياني (توفي سنة 2015) الذي كان المدبر الرئيسي للحزب منذ فترة طويلة.
ويشدد خوري "اليوم لم تبق قيادات كبيرة.. الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي لم يملأ الفراغ بعد ذهاب صالح عن الرئاسة، لا يستطيع أن يملأ الفراغ في الحزب".
الحل المثالي
يكمن "الحل الوحيد"، حسب خوري، في تحقيق مصالحة وطنية شاملة بين الأطراف اليمنية، والاتفاق على نقل البلاد نقلة نوعية تتجاوز التحزبات والقبليات وتسليم السلطة إلى جيل جديد من الشباب.
لكن الدبلوماسي الأميركي السابق يبدو متشائما بخصوص تحقيق ذلك. "لا أرى على أرض الواقع أن بإمكانهم وقف القتال والذهاب إلى المصالحة الآن".
ويشدد على أن غياب "تفاهم أو اتفاق أو هدنة" بين الحوثيين والسعودية سيؤدي إلى استمرار الحرب خلال الأشهر أو حتى السنوات القادمة.
ورغم صعوبة الوصول إلى تفاهم بين الحوثيين والسعودية إلا أن خوري لا يستبعد هذه الفرضية. "كانت هناك مفاوضات فيما بينهما قبل أن تبدأ الحرب في 2015، وليس هناك من مانع" من أن تستأنف من جديد.
شعبية عالية
وفي مقال سابق، تطرق الدبلوماسي الأميركي إلى شعبية الرئيس السابق. يقول خوري "لو أقيمت انتخابات حرة في اليمن اليوم، فسيكون علي عبد الله صالح رئيساً مرة أخرى. فشعبيته تفوق الشخصيات الأخرى، وذلك لأنه اسم معروف وله تاريخ".
وفي ذات الوقت، أشار خوري إلى "فشل" صالح في لعب دور انتقالي عام 2011، لأن اليمن حينها بات بحاجة ملحة لدمٍ جديد وشباب "غير الطاقم القديم".
ليس الابن كأبيه!
وبينما يتوقع محللون أن يلعب نجل الرئيس السابق الأكبر أحمد علي عبد الله صالح دوراً رئيسياً في المشهد اليمني بعد مقتل والده، يستبعد خوري أن يكون الشاب جزءا من التغيير في اليمن. فهو لم يكن كفؤا في المعايير القديمة "التي برع فيها والده"، يقول الدبلوماسي الأميركي.
ويشدد خوري على عدم تمتع نجل الرئيس السابق بالثقة "التي تمتع بها والده"، مستشهداً بطرح موضوع أن يخلف والده في وقت سابق. "لكن الفكرة لاقت معارضة شديدة في اليمن لأن الشعب لا يريد الوراثة".
ومن بين أقارب الرئيس السابق، يرى خوري أن طارق صالح، قائد الحرس الخاص للرئيس السابق، يتمتع بمهارات سياسية وعسكرية أكبر. "بالنهاية يجب أن يكون هناك نوع من التفاهم السياسي بين كل الأطراف، وربما طارق يستطيع أن يقيم علاقات مع جميع الفرقاء، لكن الموضوع صعب".
ويؤكد خوري أن إمكانية لعب طارق لدور إيجابي في حل الأزمة تتوقف على موقف الحوثيين الذين عادوا للسيطرة على صنعاء. وكان الحوثيون قصفوا منزل طارق في وقت سابق.
ويتابع "إذا لم يتم التفاهم مع طارق فستستمر الحرب بين الطرفين".
الدور الأميركي
وحول الدور الأميركي في اليمن خلال المرحلة القادمة، يقول خوري "لنكن صريحين، الوضع في واشنطن ليس مستقراً، والسياسة الأميركية الخارجية غير واضحة المعالم حالياً".
ويتابع "أنا شخصياً أطرح منذ أن كنت في الخارجية أن الاستقرار في اليمن في مصلحة أميركا، وأن أميركا يجب أن تقدم الدبلوماسية على أي شيء آخر".
ولا يستبعد خوري وجود محاولات من الخارجية الأميركية لدفع العملية الدبلوماسية في اليمن، بمعنى التأثير على السعودية لطرح مبادرة دبلوماسية قوية بالمشاركة مع أميركا لحل الأزمة في اليمن.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659