متابعة: علي عبد الأمير
كشف الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية الأمن القومي لإدارته، مبينا الأسس والأولويات التي من شأنها دفع السياسة الخارجية الأميركية خلال فترة حكمه.
وعرض الخطة ضمن خطاب حاكى أجواء حملته الانتخابية الذي كرر خلالها شعار "أميركا أولا"، ولم يدخر فيه تعبيرات ناقدة لسياسات أسلافه، وتحديدا الرئيس السابق باراك أوباما.
أدناه خمس قضايا تضمنتها استراتيجية ترامب للأمن القومي الأميركي:
* الأمن الاقتصادي هو أمن وطني
وتركز استراتيجية ترامب بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية الأميركية مع دول أخرى، ضمن مفهوم يقرأ الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة على أنه أساسي للأمن القومي.
وتوضح الوثيقة أن "أميركا أولا" هي أكثر من مجرد شعار في حملة انتخابية، فالسعي الحالي للإدارة هو في تحويل ذلك إلى قوة توجيه في صنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وتحذر استراتيجية ترامب من الاختلالات التجارية الأميركية مع الدول الأخرى مثل الصين باعتبارها تمثل مصدرا لمخاوف أمنية قومية رئيسية لأميركا.
وتتطلب الاستراتيجية تصديق الكونغرس كي تغدو أمرا ملزما، وهي تتوافق مع اهتمام ترامب بالتجارة الخارجية منذ توليه منصبه، بل حتى في حملته الانتخابية، عبر محورين:
1- تجارة عادلة ومتبادلة.
2- التصدي للانتهاكات أو الغش أو العدوان الاقتصادي.
وهنا عرض الرئيس ترامب نجاحاته في السنة الأولى من وجوده في البيت الأبيض، لتدعيم الاقتصاد الأميركي الذي يشهد مؤشرات ازدهار حالية، بكونها مؤشرات لدعم الأمن الوطني الأميركي.
* الصين وروسيا قوتان منافستان
وصفت وثيقة الأمن القومي الأميركي كلا من الصين وروسيا باعتبارهما "دولتين تتحديان قوة الولايات المتحدة ونفوذها ومصالحها، وتحاولان تقويض الأمن والازدهار الأميركيين".
وستظل الصين، بحسب الوثيقة، هدفا رئيسيا لتركيز الإدارة على حماية الأمن الاقتصادي الأميركي من ممارسات تجارية صينية مسيئة مثل سرقة الملكية الفكرية للشركات الأميركية.
وتشير استراتيجية ترامب بقلق إلى السلوك الروسي المزعزع للاستقرار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك انتهاكاتها لسيادة دولتي أوكرانيا وجورجيا.
وتلفت الوثيقة الانتباه إلى المحاولات الروسية للتدخل في الديمقراطيات الغربية، مشددة على أن الولايات المتحدة ستبقى حذرة من التوسع الروسي، وهو ما يبدو موقفا جديدا من الرئيس الذي شكك بتدخل روسيا في انتخابات 2016 التي أوصلته إلى البيت الأبيض.
وفي هذا الصدد أوردت الوثيقة "تستخدم روسيا فضاء المعلومات كوسيلة هجومية للتأثير على الرأي العام في جميع أنحاء العالم، وتعزيز نفوذها عبر مزيج من عمليات الاستخبارات السرية والحسابات الشخصية الكاذبة على الإنترنت ووسائل الإعلام الممولة من الدولة (قنوات "أر تي" نموذجا)، وحسابات مقرصنة على مواقع التواصل الاجتماعي".
أهم التهديدات: الإرهاب وكوريا وإيران
على رأس قائمة إدارة ترامب كتهديدات تتعرض لها الولايات المتحدة تأتي "الأنظمة المارقة": وهي كوريا الشمالية وإيران.
وأوضحت الوثيقة أن الأسلحة النووية الكورية الشمالية وصواريخها البالستية أصبحت باعث قلق للأمن الوطني الأميركي، كما إن دعم ايران للجماعات الإرهابية ومحاولاتها لتوسيع نفوذها فى الشرق الاوسط من عناصر القلق الرئيسية لدى الإدارة.
ولمواجهة خطر "الإرهاب الجهادي"، تدعو استراتيجية إدارة ترامب إلى مواصلة العمل العسكري الأميركي ضد الجماعات الإرهابية مثل داعش، ومكافحة التطرف.
وتشدد الاستراتيجية على أهمية الأمن الرقمي وتعديل قوانين الهجرة، و إقامة جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
إسقاط خطر التغير المناخي
ناقضت استراتيجية ترامب ما ذهبت إليه إدارة أوباما بأن "التغير المناخي يشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي".
واكتفت الوثيقة بالإشارة إلى "أهمية الإشراف البيئي" ضمن برامج لاستغلال موارد الطاقة المحلية في الولايات المتحدة، بما في ذلك الوقود الأحفوري مثل "الفحم والغاز الطبيعي والنفط".
نقد الأسلاف
في تقديمه لاستراتيجيته، حمل الرئيس ترامب على أسلافه بقوة، منددا بـ "إخفاقات الماضي"، وتحديدا على سلفه الأكثر مباشرة، الرئيس باراك أوباما.
وقال ترامب "لقد أهملوا تهديدا نوويا من كوريا الشمالية، وقدموا صفقة كارثية ضعيفة وسيئة كليا مع إيران، وسمحوا للإرهابيين مثل داعش بالسيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي في جميع أنحاء الشرق الأوسط".