بقلم راشد العساف:
يتخوف مهند الحمصي، 45 عاما، من انتقال طفليه إلى مدرسة بعيدة عن بيته، في منطقة جرينة بمحافظة مادبا جنوب العاصمة الأردنية عمان.
الآن، يوصل اللاجئ السوري أبناءه إلى المدرسة التي لا تبعد سوى مسافة قليلة عن بيته سيرا على الأقدام.
لكن ابتداء من الفصل الدراسي الثاني، في شباط/فبراير المقبل، يتوقع أن ينتقل أطفاله إلى مدرسة ثانية، في منطقة الفيصلية التي تبعد بنحو 10 كيلومترات.
تحتضن هذه المدرسة أعدادا أكبر من الطلبة السوريين، لذا تفكر وزارة التعليم الأردنية في دمجها مع مدرسة أبناء مهند.
يقول مهند إن نية الوزارة دمج طلبة المدرستين تشكل له هاجسا. يتساءل كيف سيذهب طفلاه، وهما في المرحلة الأساسية، إلى المدرسة خاصة أن الأطفال اللاجئين يدرسون في الفترة المسائية.
لا توجد وسيلة نقل للطلبة ولا يملك اللاجئ السوري أموالا كافية لنقل اطفاله بنفسه.
يقول مهند، الذي لجأ من مدينة حمص السورية إلى الأردن عام 2012، إن المدرسة الحالية قريبة جدا من مقر عمله في أحد المطاعم الشعبية، وبإمكانه انتظار أطفاله قبيل المغرب لإعادتهم للمنزل.
إغلاق مدارس
تقول مديرة إدارة التعليم زينب الشوابكة إن إغلاق بعض مدارس الطلبة السوريين يعود لقلة أعداد الطلبة فيها، وإن الهدف هو تخفيض النفقات.
ووعدت الشوابكة بأن تنقل الوزارة الطلبة إلى مراكز قريبة.
ويبدأ الفصل الدراسي الثاني في 7 شباط/فبراير المقبل. وإغلاق أي مركز من مراكز تدريس اللاجئين السوريين ودمجها مع مراكز أخرى يحتاج إلى دراسة مسبقة خصوصا أن الفترة المسائية تحتاج إلى كوادر بشرية إضافية، حسب الشوابكة.
130 ألف طالب سوري
يجلس على مقاعد الدراسة في الأردن نحو 130 ألف لاجئ سوري بمختلف المراحل التعليمية، موزعين على 42 مديرية. ويصل عدد مدارس السوريين إلى 209 مدارس بما فيها مدارس مخيمات اللجوء، حسب الشوابكة.
ويعفى الطلبة السوريون من كل التكاليف المالية سواء الرسوم المدرسية أو الكتب.
ويعمل نحو 5700 معلم ومعلمة من حملة شهادة البكالوريس في التخصصات المختلفة على نظام العمل الإضافي لتدريس الطلبة السوريين.
الأردن يطلب الدعم
كلف دعم اللاجئين السوريين في قطاع التعليم الخزينة الأردنية 138 مليون دولار خلال عام 2017، بحسب وزارة الخارجية الأردنية التي طلبت المساعدة من المجتمع الدولي.
وقدم الاتحاد الأوروبي، بداية هذا الأسبوع، منحة إضافية لبرنامج دعم وزارة التربية والتعليم الأردني بقيمة 20 مليون يورو.
وستصرف المنحة الأوروبية على ثلاث دفعات. الأولى بقيمة 10 مليون يورو للعام الدراسي (2017/2018)، ستحول قبل نهاية العام الحالي 2017. والثانية بقيمة 4.8 مليون يورو للعام الدراسي (2018/2019)، ستحول في الربع الثالث من العام 2018. أما الدفعة الثالثة فبقيمة 5 مليون يورو للعام الدراسي (2018/2019) أيضا، وستحول في الربع الأول من العام 2019.
وستغطي المنحة الأوروبية الرسوم المدرسية لنحو 36 ألف طالب سوري في المخيمات وتوفير كتب مدرسية، بالإضافة للتعاقد مع 1360 معلم و200 إداري في مدارس المخيمات، وتوفير خدمات مكتبية وحواسب في المدارس.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659