تظاهرات في السليمانية
تظاهرات في السليمانية

متابعة ارفع صوتك:

لليوم الثاني على التوالي، شهد إقليم كردستان العراق مظاهرات حاشدة الثلاثاء للمطالبة برحيل حكومة الإقليم. وخلفت المظاهرات خمسة قتلى وأكثر من 110 جرحى في صفوف المدنيين وقوات الأمن.

وسيطر المتظاهرون على مقرات أحزاب ومؤسسات حكومية في حلبجة ورانيا وجمجمال وكفري وكويسنجق وطقطق، وأضرموا النار فيها، بينما اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين.

واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بينما أعلنت السلطات المحلية في قضائي جمجمال وكفري حظر التجوال اعتبارا من مساء الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء بسبب المظاهرات والمواجهات.

وقال فرهاد رحمن، أحد سكان مدينة رانيه شمال مدينة السليمانية الذي شارك في المظاهرات، لموقع (ارفع صوتك) إن القوات الأمنية أطلقت النار على المتظاهرين عندما هاجموا المقرات الحزبية في المدينة. "قُتل العديد من المتظاهرين وأصيب آخرون بجروح، لكن المظاهرة لم تتوقف".

وأضاف أن اشتباكات مسلحة اندلعت مساء الثلاثاء في المدينة بين المتظاهرين وحراس المقرات الحزبية والحكومية في المدينة انتهت بسيطرة المتظاهرين على مقرات الأحزاب الخمسة (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية) وعدد من مباني المؤسسات الحكومية.

وقال المتحدث باسم المديرية العامة لصحة قضاء رانيه طه محمد "أسفرت المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية في رانية عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 80 آخرين بجروح".

في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة من مستشفى كويسنجق أن المستشفى استقبل الثلاثاء 19 جريحا من المتظاهرين، وأن ثلاثة من المتظاهرين كانت حالاتهم الصحية خطرة نقلوا على إثرها فوراً إلى مستشفيات مدينة أربيل. وفي الوقت ذاته أصيب أكثر من 10 أشخاص بينهم عناصر من القوات الأمنية خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في مدينة السليمانية.

إغلاق مجموعة قنوات NRT

واعتقلت القوات الأمنية الكردية الثلاثاء العشرات من المتظاهرين في مدن وبلدات  السليمانية وحلبجة من ضمنهم شاسوار عبد الواحد، رئيس كيان الجيل الجديد، والنائب رابون معروف القيادي في الكيان بعد اتهامات للكيان بالوقوف خلف المظاهرات. واقتحمت القوات الأمنية مساء الثلاثاء مجموعة قنوات NRT الفضائية في مدينة السليمانية وأغلقتها.

وقالت المجموعة في بيان عقب إغلاقها إن قوة أمنية يبلغ عددها نحو 200 مسلح اقتحمت في الساعة 6:45 مساء مبنى مجموعة قنوات NRT في مدينة السليمانية وحاصرت المنتسبين في مكاتبهم، وطلبت منهم إيقاف العمل قبل أن تحتجزهم في إحدى قاعات القناة وتشرع بمصادرة أجهزة البث وأجهزة القناة، ومن ثُم طلبت من العاملين في القناة مغادرتها.

وأضاف البيان الذي حصل موقع (ارفع صوتك) على نسخة منه "تحميل أجهزة الإعلام العراقية مسؤولية الأخطاء والخلافات والصراعات السياسية، إنما هي سياسة تضرب عرض الحائط التزامات القوى السياسية التي تحكم بالمواثيق الدولية المعنية بحفظ الرأي وصون الحقوق ورعاية الحريات".

واعتبرت حكومة إقليم كردستان في بيان لها ليلة الاثنين الثلاثاء التظاهر حقا شرعيا للمواطنين، لكنها عبرت عن قلقها من أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات، محذرة من استغلال مطالب المواطنين لممارسة العنف وإلحاق الاضرار بأملاك المواطنين.

وشدد البيان على أن "إثارة المشاكل وتخريب الأمن والاستقرار، خصوصا في الوقت الذي يمر الإقليم فيه بأوضاع صعبة ويواجه مخاطر تخريب وإفشال وتفكيك كيانه السياسي والدستوري لا يدر بالفائدة على أحد، لذا لا يمكن القبول به قطعا".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

متظاهرون في مدينة السليمانية خلال الاحتجاج ضد الفساد
متظاهرون في مدينة السليمانية خلال الاحتجاج ضد الفساد

متابعة ارفع صوتك:

شهدت مناطق عدة في محافظتي السليمانية وحلبجة في إقليم كردستان العراق مظاهرات شعبية واسعة الاثنين احتجاجاً على تأخر توزيع الرواتب وسوء الأوضاع المعيشية والفساد الإداري المتفشي.

وانطلقت المظاهرات في السليمانية ومدن كلار وجمجمال وسيد صادق وبيرَمكرون، وفي حلبجة ومدن ويسنجق ورواندز ورانية وسنكسر.

ولم تشهد محافظتا أربيل ودهوك أية تظاهرات لحد الآن.

واستخدمت الأجهزة الأمنية والشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ما أدى إلى حالات اختناق.

إحراق مقرات الأحزاب

وفي ناحية بيرَمكرون التابع لمحافظة السليمانية، أحرق متظاهرون مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب رئيس الإقليم السابق مسعود بارزاني) ومقرات الأحزاب الأربعة الرئيسية الأخرى في الإقليم (الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية) ومبنيي شرطة المرور والآسايش (قوات الأمن الكردية)، ومبنى ناحية بيرَمكرون وعدد من السيارات التابعة لهذه الأحزاب.

وقال عرفان صالح من مدينة السليمانية لموقع (ارفع صوتك) "نحن لسنا هنا هذه المرة للمطالبة برواتبنا فقط، بل جئنا لنقول للسلطات في الإقليم ارحلوا واتركوا كرسي الحكم فلقد سئمنا من الفساد وسوء الخدمات".

ووقع خلال كانون الأول/ديسمبر الحالي عدد من حالات الانتحار في الإقليم أقدم عليها عناصر من البيشمركة والشرطة والموظفين بسبب سوء الحالة المعيشية.

جبار ستار، وهو مواطن آخر يعمل معلما في احدى مدارس محافظة السليمانية، شارك في المظاهرات، وأوضح لموقع (ارفع صوتك) "لم أدفع ايجار المنزل منذ أكثر من تسعة أشهر، ولا أمتلك النقود لشراء وقود التدفئة. سيموت أطفالي من البرد، أين هي حكومة الإقليم؟! نحن نطالبها بالاستقالة فوراً".

وأضاف أنه لولا مساعدة أحد أقاربه لما استطاع أن يوفر وجبات الطعام اليومية لعائلته.

تأييد المحافظ

ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات "توقفوا وكفى"، وطالبوا حكومة الإقليم بالرحيل. ووصف محافظ السليمانية، هفال أبوبكر، في مؤتمر صحافي عقده في السليمانية، مطالبات المتظاهرين بالشرعية. وعبّر عن تأييده للنضال المدني من أجل نيل هذه المطالب والحقوق.

وأضاف "نحن في الحكومة المحلية في السليمانية وحكومة الإقليم نسعى لتقديم الخدمات للمواطنين وحماية السلم الاجتماعي ومؤسسات الإقليم من أعمال العنف والانهيار".

وتحشد المتظاهرون الاثنين في ساحة السراي وسط مدينة السليمانية مجدداً بعد أن اضطروا الى انهاء اعتصاماتهم بالقوة فيها عام 2011 التي تزامنت حينها مع ثورات الربيع العربي.

في غضون ذلك، هاجم المتظاهرون في قضاء جمجمال التابع لمحافظة السليمانية محطة الكهرباء الكهروغازية لكنهم لم يستطيعوا دخولها لأن القوات الأمنية أطلقت عليهم النار وأصابت اثنين منهم بجروح، بينما أصيب أحد عناصر قوات الأمن.

وفي الوقت ذاته قطع المتظاهرون الطريق الرابط بين السليمانية وكركوك ووضعوا عدة حواجز عليها.

ويشهد إقليم كردستان منذ بداية 2014 أزمة اقتصادية خانقة إثر تدهور العلاقات بين أربيل والحكومة الاتحادية حول النفط وتوزيع إيراداته.

وامتنعت بغداد عن إرسال حصة موظفي الإقليم من الموازنة الاتحادية. وطلبت من الإقليم أن يدفع رواتبهم من النفط الذي يصدره إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط عبر الأراضي التركية، لكن الإقليم أكد أن واردات نفطه لا تكفي لدفع رواتب موظفيه الذين يبلغ عددهم نحو مليون و400 ألف موظف.

مشاكل عميقة

ورغم التقارب الملحوظ بينهما خلال الحرب ضد داعش، لكن المشاكل بين الجانبين تعمّقت بشكل أكبر بعد أن أقدم الإقليم على تنظيم استفتاء الاستقلال في 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، الأمر الذي دفع ببغداد إلى إصدار مجموعة من القرارات كان أبرزها إغلاق مطاري أربيل والسليمانية الدوليين وإعادة القوات الاتحادية إلى المناطق المتنازع عليها واستعادة السيطرة على حقول النفط في كركوك والموصل.

واندلعت عدة معارك بين البيشمركة الكردية والقوات العراقية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي في المناطق الشرقية والشمالية والغربية من الموصل، وجنوب أربيل أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى بين الجانبين.

ومع تواصل الوساطة الدولية لحلحلة المشاكل بينهما، لكن الجانبين لم يتوصلا حتى الآن إلى اتفاق للجلوس على الطاولة وبحث المشاكل العالقة، بينما تزداد أوضاع المواطنين سوءا في الإقليم إثر الضغوطات التي تسلطها بغداد على أربيل من أجل تسليم المنافذ الحدودية للقوات وموظفي السلطة الاتحادية وإلغاء نتائج استفتاء الاستقلال.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659