بقلم علي قيس:
منذ بداية ظهور تنظيم داعش، انضم إلى صفوفه نحو 40 ألف مقاتل أجنبي من مختلف أنحاء العالم للقتال في سورية والعراق. ونشط داعش على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية ليجنّد المئات عبرها.
وفي روايات الناجين والناجيات من داعش، حكايا عن متطرفين من جنسيات مختلفة ارتكبوا الجرائم بحق المدنيين. واليوم، ما زال مقاتلون أجانب يقاتلون في آخر تحصيناتهم، فيما يبقى مصير الآخرين مجهولا.
وتشير مجموعة صوفان -وهي منظمة بحثية مقرها في نيويورك ولها مكاتب إقليمية في العديد من الدول، وتقدم خدمات أمن استراتيجية للحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات- إلى أن ما بين 27 ألف شخص و31 ألف شخص قد سافروا إلى سورية والعراق منذ 2014 وحتى أواخر 2015، للانضمام إلى تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى في المنطقة.
ويصعب التأكد من أرقام دقيقة حول عدد المقاتلين الأجانب في سورية، وكذلك أعداد الذين يعودون إلى بلدانهم الأصلية.
ويقول المحلل السياسي السوري عفيف دلة في حديث لموقع (ارفع صوتك) أنه لا توجد إحصائية دقيقة للمقاتلين الأجانب "لأن حالات التدفق كانت مستمرة لمقاتلي داعش عبر الحدود العراقية والتركية وحتى الأردنية".
لكن أعداد المقاتلين الوافدين إلى سورية والعراق كانت كبيرة، وتختلف وفقا للأهداف التي جاءت من أجلها، كما كانت الأعداد تختلف وفق للمعارك التي تشهدها مواقع تواجد أولئك المقاتلين.
ويضيف دلة "المعلومات التي لدينا أن عددا ليس بالقليل من قيادات داعش الأجنبية تم ترحيلها إلى خارج الأراضي السورية، دون معرفة تفاصيل كافية عن أماكن تواجدهم حاليا".
وكما يحدث في كل المعارك، "هناك قيادات أجنبية في داعش تم اعتقالها من قبل الجيش السوري"، وفقا للمحلل السياسي عفيف دلة، موضحا أنهم يخضعون للإجراءات القانونية المتعارف عليها.
ووفقا لتقرير مجموعة صوفان فإن المقاتلين الأجانب كانوا يأتون مما لا يقل عن 86 دولة، والدول العشر التي تتصدر قائمة المقاتلين الأجانب في العراق وسورية تشمل:
تونس (6500)، السعودية (2500)، روسيا (2400)، الأردن (2250)، تركيا (2100)، فرنسا (1700)، المغرب (1350)، لبنان (900)، مصر (800) وألمانيا (760).
ماذا عن العراق؟
أما في العراق فـ"الموضوع مختلف عن سورية"، كما يصف المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي، فالعمليات العسكرية التي انتهت بتحرير كل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم "أسفرت عن مقتل الآلاف منهم، ومن تبقى هرب إلى سورية".
ويقول الزبيدي في حديث لموقع (ارفع صوتك) "ما تبقى من مقاتلين أجانب هم بعدد قليل، متمثل بخلايا منتشرة في مناطق متفرقة، والأجهزة الأمنية تنفذ عمليات تفتيش للبحث عنهم".
في الوقت ذاته هناك أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب المنتمين لداعش سلموا أنفسهم للبيشمركة خلال عمليات تحرير تلعفر، فضلا عن آخرين سلموا أنفسهم للقوات الأمنية العراقية خلال عمليات تحرير والحويجة والجزيرة، وفقا للمتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة.
ويوضح الزبيدي "هم عناصر إرهابية قاتلت داخل الأراضي العراقية، وعملية إحالتهم إلى الجهات القضائية العراقية شيء طبيعي جدا"، مضيفا أن أمر تسليمهم إلى دولهم من عدمه "متروك للحكومة العراقية".
وكانت السلطة القضائية قد أعلنت في كانون الأول/ديسمبر الماضي أن "المحكمة الجنائية المركزية في بغداد أصدرت حكماً بالإعدام بحق متهم روسي الجنسية ينتمي لتنظيم داعش".
وقال بيان لمجلس القضاء الأعلى إن المتهم الروسي كان ينتمي لـ"كتيبة الزرقاوي" وتم اعتقاله خلال حملة استعادة السيطرة على مدينة الموصل.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659