وقفة احتجاجية لبهائيين وناشطين أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء مطلع نيسان/أبريل 2016
وقفة احتجاجية لبهائيين وناشطين أمام المحكمة الجزائية المتخصصة بصنعاء مطلع نيسان/أبريل 2016

صنعاء - غمدان الدقيمي:

قضت محكمة يمنية بإعدام المواطن البهائي حامد بن حيدرة (52 عاما) بتهمة “التخابر مع إسرائيل”.

ما فعله حيدرة في الحقيقة هو التواصل مع مؤسسات دينية في حيفا وعكا، حيث توجد الأماكن المقدسة للبهائيين، وفق المبادرة اليمنية للدفاع عن حقوق البهائيين.

وإلى جانب حامد بن حيدرة، تعتقل الاستخبارات اليمنية في صنعاء ستة بهائيين يمنيين، أربعة منهم مخفيون قسرا، وترفض السلطات في صنعاء الحديث عنهم، حسبما يؤكد عبد الله العلفي، وهو المتحدث باسم الجماعة البهائية في اليمن.

وحسب بهائيين يمنيين، تعرض حيدرة، خلال مدة احتجازه المستمرة منذ أربعة أعوام، للتعذيب وسوء المعاملة والحبس الانفرادي.

إيران طرف

ويرى العلفي أن إيران وهي حليف إقليمي لجماعة الحوثيين “طرف في الحكم على إعدام حامد بن حيدرة”.

وأضاف “هذا الحكم شبيه بما يجري من إعدامات للبهائيين في إيران، هم يقولون إن البهائية صناعة أميركية إسرائيلية هدفها تدمير المسلمين والإسلام، وهذا كلام غير صحيح”.

“نحن لا نحمل سلاحا ولا حقدا ولا نتمنى لبلدنا ومجتمعنا إلا السلام والرخاء، فليعدمونا جميعا إن أرادوا”، تابع العلفي الذي أكد أن “البهائيين اليمنيين يتعرضون لانتهاكات وملاحقات منذ 2008، لإجبارهم على ترك ديانتهم” التي يعود تاريخها إلى 1844.

ويقدر عدد البهائيين في اليمن بنحو ثلاثة آلاف شخص ينتشرون في المحافظات اليمنية وبدرجة رئيسية في العاصمة صنعاء، على حد قول العلفي.

عصور الظلام

من جانبه وصف عبدالباري طاهر، وهو نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، هذا الحكم بأنه “كارثة بكل المقاييس”.

وقال إن حكما قضائيا كهذا يفتح الطريق أمام “محاكمة الضمير وإعدام الناس على معتقداتهم”.

وأشار إلى أن اليمن يتحول الآن إلى غابة من الهمجية والعودة إلى “محاكم التفتيش إلى عصور الظلام العصور الوسطى”.

قيود على حرية الدين

وتراجعت الحريات الدينية على نحو لافت في اليمن خلال السنوات الأخيرة مع تصاعد نفوذ الجماعات الإسلامية المتشددة السنية والشيعية في ظل الفوضى التي تعصف بالبلاد منذ 2011.

وفي نهاية أيلول/سبتمبر الماضي، أعرب مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن قلقه البالغ إزاء القيود الشديدة المفروضة على حرية الدين في اليمن.

وتعرضت الطائفة اليهودية لموجة تهجير واسعة منذ فرضت جماعة الحوثيين التي ترفع شعار “الموت لإسرائيل”، سيطرتها رسمياً على محافظة صعدة قبل خمس سنوات.

وفي آذار/مارس 2016، كشفت الوكالة اليهودية المسؤولة عن تنسيق هجرة اليهود إلى إسرائيل، عن نقل 19 يهودياً من اليمن إلى تل أبيب. وحسب الوكالة، فإن قرابة 50 يهودياً اختاروا البقاء في اليمن.

وهاجر 51 ألف يهودي من أصول يمنية إلى إسرائيل منذ قيامها عام 1948.

وتقول منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن الحرب الدائرة في البلاد منذ منتصف 2015 أثرت “على المجتمع المسيحي في اليمن بصورة حادة”.

وقدرت المنظمة الدولية عدد المسيحيين في اليمن بنحو 41 ألف مسيحي من اليمنيين الأصليين واللاجئين، لكنها أفادت أن كثيرين منهم فروا إلى “خارج البلاد التي مزقتها الحرب”.

ويرى طاهر شمسان، وهو باحث يمني وناشط سياسي يساري أن مستقبل الحريات في اليمن بما في ذلك الحريات الدينية “مرهون بوجود دولة ضامنة توفر الحماية للجميع”.

وعلى الرغم من مصادقة اليمن على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية عام 1987، والذي تنص المادة 18 فيه على حق كل إنسان في حرية الفكر والوجدان والدين، يتضمن قانون العقوبات اليمني أحكاماً تفرض عقوبات جنائية على تحول المسلمين إلى أديان أخرى.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.