لم يشهد جلال خليل منذ طفولته الاحتفال بأعياد ديانته علنا. يبلغ خليل الآن 47 عاما، ظلت ديانته فيها من الممنوعات.
خليل هو ممثل الديانة البهائية في محافظة كركوك.
23 تشرين الأول/أكتوبر 2017 كان يوما مختلفا في حياته، فقد احتفل بهائيو العراق بأحد أعيادهم علناً (المئوية الثانية لمؤسس الديانة).
يقول إن الاحتفال لم يقتصر على البهائيين وحدهم، ويضيف "حققنا بذلك الهدف الرئيسي للدين البهائي وهو وحدة الجنس البشري".
البهائيون في العراق
يحتل العراق مكانة خاصة في تاريخ الديانة البهائية، ففيه أعلن (بهاء الله) مؤسس الديانة دعوته العلنية سنة 1863.
وكان العراق مركزا للديانة البهائية على مدى 10 أعوام من 1853 إلى 1863 وهي المدة التي قضاها بهاء الله منفيا في البلاد.
لكن طوال هذه المدة لم تعلن البهائية عن نفسها بهذا الاسم، بل كانت دعوة سرية تحت غطاء الدعوة التي مهدت لظهورها وهي البابية.
ومكّن الاعتراف بالتعددية الدينية في دستور العراق عام 1925 البهائيين من ممارسة ديانتهم بحرية. ويحتضن العراق بعض أهم المراكز المقدسة لدى الديانة البهائية.
بعد سقوط النظام الملكي، حُظر النشاط البهائي وتحديدا عبر قرار من وزارة الداخلية استنادا إلى قانون السلامة الوطنية لسنة 1965 (أشبه بقانون طوارئ). وبناء على ذلك، حُلّ المحفل المركزي في بغداد الذي يطلق عليه البهائيون حظيرة القدس، كما أُغلقت باقي المحافل المحلية وتمت مصادرة محتوياتها.
وفي عام 1970، صدر قانون تحريم النشاط البهائي رقم (105) الذي نصّ في مادته الأولى على أنه "يحظر على كل شخص تحبيذ أو ترويج البهائية أو الانتساب لأي محفل أو جهة تعمل على تلقين أو نشر البهائية أو الدعوة إليها بأي شكل من الأشكال".
ونصّت المادة السادسة على أنه "يعاقب المخالف لأحكام هذا القانون بالحبس مدة لا تقل عن 10 أعوام"، وتحول هذا الحكم إلى الإعدام فيما بعد.
لا يزال البهائيون حتى الآن تحت طائلة عدم الاعتراف الرسمي كأقلية، رغم الإطاحة بحكم صدام حسين عام 2003، كما لم يستعيدوا الممتلكات التي صادرتها الأنظمة السابقة، ولا يسمح لهم بإدراج ديانتهم في خانة الديانة ضمن الوثائق الثبوتية الرسمية، لذلك لا تتوفر أي إحصائيات رسمية أو غير رسمية بأعدادهم.
ويحتفل البهائيون بـ11 مناسبة دينية سنوياً، يُحرم العمل في 9 منها، ثلاثة من هذه المناسبات حزينة يتذكر فيها أتباع الديانة وفاة بهاء الله ومقتل (حضرة الباب) المبشر عند أتباع الديانة، ووفاة عبد البهاء. أما المناسبات الأخرى فتتوزع ما بين ولادة وإعلان دعوة وعيد فطر ورأس السنة وعيد رضوان.
رؤيا جديدة عن الديانات
يؤكد ممثل الديانة البهائية في كركوك جلال خليل، أن ديانته جاءت برؤية جديدة عن الديانات الأخرى. ويوضح "يعتبر الدين البهائي الرسالات السماوية واحدة والسبب أنها مبعوثة من إله واحد، لذلك جاء ديننا بمبدأ وحدة الجنس البشري رغم اختلاف العقائد والأعراق والألوان".
ويعتبر نور نجدت، أحد أتباع الديانة في كركوك أن فرصة الاحتفال بالعيد (الذكرى المئوية الثانية لميلاد بهاء الله) هذا العام علناً كانت ثمينة للبهائيين.
ويضيف لموقع (ارفع صوتك) "هذا الاحتفال منح للكل فرصة التعرف على هدف رسالة بهاء الله الإلهية، الذي يؤكد على ضرورة العمل المشترك من أجل بناء عالم أفضل تسوده المحبة والاتحاد".
ويخشى البهائيون من الإقصاء الذي تتعرض له ديانتهم في العراق، والاضطهاد الذي يتعرضون له في إيران وفي اليمن. ويقول ضياء يعقوب، أحد أتباع الديانة في العراق، لموقع (ارفع صوتك) "أمنيتي ألا أكون غريباً في وطني فأنا جزء منه وأسعى من خلال معتقدي لرقيه وتقدمه".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659