من انتشار القوات الأمنية العراقية في مناطق عدة من العمارة ومدن محافظة ميسان/ إرفع صوتك
من انتشار سابق للقوات الأمنية العراقية في مناطق عدة من العمارة ومدن محافظة ميسان/ إرفع صوتك

ميسان- حيدر الساعدي:

ما زالت مخاوف المواطنين في محافظة ميسان، قائمة من تجدد النزاعات العشائرية المسلحة، على الرغم من انطلاق العملية الأمنية الأخيرة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، بمشاركة أفواج النخبة التابعة لقيادة عمليات الرافدين والشرطة المحلية ومساندة طيران الجيش، لضبط الأمن وملاحقة العناصر الخارجة عن القانون ومصادرة الأسلحة المتوسطة والثقيلة والأعتدة التي بحوزة العشائر للحد من نزاعاتها المسلحة التي أسقطت هيبة الدولة في مناطق عدة من المحافظة، ومنها قضاء الكحلاء وحي الصادق في مركز مدينة العمارة بعد خلاف نشب بين عشيرتين على قضايا تجارية تتعلق بمنفذ الشيب الحدودي مع ايران.

"شعرت بالارتياح وأنا أرى تلك الآليات الخضراء المحملة بالجنود وهم يطرقون أبواب المواطنين في إحدى مناطق مركز مدينة العمارة، لتنفيذ عمليات دهم وتفتيش بحثا عن أسلحة مخبأة ومطلوبين للقضاء" يقول الموظف الحكومي سليم ياسين موظف حكومي.

التفاؤل الشعبي بمشاهد انتشار القوات المسلحة في محافظة ميسان عائد إلى "معاناتنا كثيرا من النزاعات المسلحة وأستهتار البعض ممن يملكون النفوذ والقوة والمال وغياب من يردعهم" يضيف ياسين.

لا ثقة بالمؤسسات المحلية

ويجمع كثيرون من أبناء محافظة ميسان على حاجتهم إلى السلام، عبر وجود فاعل وحقيقي للأجهزة الأمنية، فتقول الشابة نور المنشداوي "على القوات عدم التعامل بمحسوبية ومنسوبية مع العناصر المنفلتة والمسيئة، فنحن بحاجة إلى إستمرار الخطة الأمنية، ولابأس بما تحقق هذه الإيام من هدوء نسبي نوعا ما ".

وباتت النزاعات المسلحة الداخلية تهديدا جديا للسلم الأهلي في ميسان "لدينا قلق كبير من حيازة العشائر لمختلف أنواع الأسلحة، فضلا عن انتقال نزاعاتها من مناطق الأقضية والنواحي إلى العمارة مركز المحافظة وعدم قدرة الاجهزة الامنية في التعامل معها بحزم وقوة "، بحسب الرأي الغاضب للمواطن باقر محمد.

ويطالب مواطنون بضرورة استمرار العملية الأمنية التي بدأت قبل إسبوعين، وأن تكون القوات الحكومية في مقرات ثابتة قريبة من مناطق النزاعات لتتمكن من التدخل السريع واعتقال العناصر المتسببة بالنزاع، ومصادرة أسلحتهم.

ويزيد المواطن سعد ياسين والذي يعمل بائعاً للخضار في سوق الكحلاء على تلك المطالب، بدعوته إلى " ترحيل المعتقلين إلى العاصمة بغداد" في إشارة إلى التدخلات السياسية والعشائرية في المحافظة وبموجبها تضيع العدالة وتتراجع الحقوق العامة واستقلال القضاء.

 

أسلحة ثقيلة ومتوسطة في الصراع العشائري

وفيما تتواصل العملية الأمنية في ميسان تم القبض على عشرات المطلوبين قضائيا من مثيري النزاعات، ومروجي المخدرات، فضلا عن مصادرة كميات كبيرة من الاسلحة الثقيلة والمتوسطة التي كانت بحوزة العشائر ومصادرة أكثر من خمسين مركبة غير مرخصة، بحسب ما كشفه لموقعنا قائد "عمليات الرافدين" اللواء علي ابراهيم المكصوصي.

وعن منفذ الشيب الحدودي مع إيران الذي يشهد حركة تجارية واسعة، وهيمنة بعض الجهات العشائرية والحزبية عليه لأسباب تتعلق بما يدره من عوائد مالية كبيرة، قال المكصوصي "لا نمتلك الصلاحيات بدخول المنفذ الحدودي، كونه يقع ضمن الادارة الاتحادية وبحاجة إلى أوامر من الحكومة المركزية، الا أن قطعات من القوة الأمنية باشرت مهام عملها بالقرب من المنفذ، لمنع انتقال الصراعات في المنفذ إلى مناطق أخرى تضر بالمواطنين العزل".

ويشير أحد وجهاء محافظة ميسان ورئيس لجنة حل النزاعات العشائرية في قيادة عمليات الرافدين السيد عباس السيد سروط إلى وجود تعاون من قبل شيوخ العشائر وكبارها لفرض القانون، لكنه يطالب باستقدام قطعات عسكرية إلى المحافظة كي تكون قادرة على ضرب الأهداف الخارجة عن القانون.

صراع تجاري مسلح!

وحمّل مجلس ميسان، الحكومة المركزية مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية في المحافظة، فيقول نائب رئيس المجلس جواد رحيم أن النزاعات الأخيرة التي حصلت في ميسان كانت بين جهات بهدف الهيمنة على حركة التجارة مع إيران داخل منفذ الشيب، مشددا في حديثه لموقع (ارفع صوتك) على ضرورة "قيام الحكومة المركزية بتحمل مسؤولياتها وفرض سيطرتها داخل منفذ الشيب أو منح الحكومة المحلية صلاحيات بالتدخل وترتيب الأوضاع فيه".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.