بقلم علي قيس:
غادر كاروان حبيب (32 عاما) وعائلته قضاء طوز خورماتو صباح الاثنين، بعد سقوط "سبع قذائف هاون" على مركز القضاء، وهي المرة الثالثة الذي يشهد فيه القضاء هجوما بقذائف الهاون خلال أسبوعين.
يقول حبيب، وهو شاب كردي، "غادرنا خوفا من ردة الفعل، فبسبب الصراع بين الكرد والتركمان يدفع المواطنون الثمن".
وما يزيد الأمر سوءا تحوّل الصراع بين "مجاميع كردية مسلحة وفصائل الحشد الشيعي التركماني"، التي تتواجد في القضاء، من المواجهة "بواسطة الأسلحة المتوسطة والخفيفة إلى تبادل القصف بالهاونات"، وفقا للمواطن الكردي.
ويوضح حبيب "مصدر القذائف في المرات السابقة كان من خلف الجبال الواقعة إلى شرق القضاء، لكن اليوم سقطت سبع قذائف هاون من خلف قضاء طوز".
ولفت إلى أن القذائف سقطت بشكل عشوائي، في أحياء عربية وكردية وتركمانية.
ويتابع حبيب "البعض يقول إن مسلحي داعش والجهات الأمنية تتهم مسلحين مجهولين، أما الحشد التركماني الموجود فيتهم الأكراد النازحين من الطوز بإطلاق قذائف الهاون".
قذائف من الاتهامات
وأثارت قضية استهداف القضاء تبادلا للاتهامات على المستوى السياسي بين ممثلي الأكراد والعرب والتركمان في مجلس النواب.
وفي هذا الشأن، اتهم النائب التركماني جاسم محمد جعفر، ما وصفها بأنها "عصابات" كردية بتنفيذ تلك الأعمال، مطالبا رئيس الحكومة بإرسال "قوة عسكرية بشكل فوري لتلك المناطق للحد من هذه الانتهاكات".
بالمقابل، قال النائب عن محافظة كركوك شاخوان عبد الله إن "دورا ومبان عائدة لمواطنين كرد، تتعرض للحرق والنهب في قضاء طوز خورماتو".
وأشار في مؤتمر صحافي عقده بمجلس النواب إلى أن "استجابة الحكومة لقصف الدواعش على مركز القضاء، يكون بقصف قرى كردية في ناحيتي زنانة وتاودة وقرى تابعة لناحية قادر كرم".
بدوره يقول النائب التركماني أرشد الصالحي إن "التركمان هم أكثر من دفع ثمنا لتلك الانتهاكات".
ويوضح في حديث لموقع (ارفع صوتك) "نحو ألفي شخص تركماني قتلوا بسبب الصراعات بين الأكراد والتركمان في هذا القضاء، وفقا للوثائق الرسمية، بالإضافة إلى هدم وحرق أكثر من 100 دار لعوائل التركمان".
ويعتبر الصالحي أن الأكراد لم يتعرضوا لأي انتهاكات وما حصل من نزوح للعوائل الكردية سببه "الخوف من القوات العراقية التي قدمت إلى القضاء وفرضت السيطرة عليه بعد أن كان خاضعا لقوات الأمن الكردية".
وكانت القوات الأمنية المشتركة سيطرت، في 16 تشرين الأول/ديسمبر من العام الماضي، على قضاء طوز خورماتو ضمن خطتها لإعادة سيطرت السلطة الاتحادية على محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، بحسب توجيه رئيس الوزراء حيدر العبادي، ما تسبب بمواجهات مسلحة بين مجاميع كردية وفصائل الحشد والقوات الاتحادية الموجودة في القضاء.
تشكيل لجنة تحقيقية
ومن أجل الوقوف على تفاصيل ما يحدث في القضاء، أتم مجلس النواب الاثنين التصويت على قرار نيابي بتشكيل لجنة تحقيقية تضم لجان الأمن والدفاع والقانونية وحقوق الإنسان والمهجرين والثقافة والإعلام، بشأن احداث طوزخورماتو وضمان عودة النازحين إليها بشكل عاجل، ورصد الانتهاكات ومحاسبة المسيئين.
ورحب النواب التركمان وأكراد بتشكيل هذه اللجنة. ويقول الصالحي "هناك تبادل مستمر للاتهامات، نؤيد تشكيل لجنة للتحقق من كل هذه الأمور، ومحاسبة من كان مسؤول عن هذه الأحداث".
من جانبه، قال النائب الكردي فرهاد قادر إن "كل هذه الأحداث تقول علينا الإسراع بتشكيل اللجنة والمباشرة بكشف الحقائق".
ورجح أن يصدر الأمر خلال الأسبوع المقبل، موضحا في حديث لراديو سوا، "سيكون هناك تقرير مفصل يقدم لرئاسة البرلمان من أجل إصدار توصيات يتم التصويت عليها من قبل أعضاء المجلس، لإلزام الحكومة المركزية بوضع إجراءات تحد من تلك الانتهاكات".
السياسيون هم السبب
يقلل المواطن عبد الهادي ياسين من دور اللجنة المشكلة من قبل البرلمان في حل الانتهاكات التي تحصل في قضاء طوز خورماتو.
ويقول في حديث لموقعنا، "أساس مشكلة القضاء سياسية، ونواتها بدأت منذ 2003، كيف سيتمكن من تسبب بالأزمة على حلها".
ونزح عبد الهادي وهو من عرب طوز خورماتو إلى العاصمة بغداد قبل عامين، بعد اعتقاله لمرتين من قبل البيشمركة، حيث كانت تمسك الملف الأمني في القضاء.
ويقول عبد الهادي الذي يعمل خبازا في فرن لبيع الصمون، "اعتقلوني أثناء عودتي من عملي لأسباب قومية ليس أكثر، وأطلقوا سراحي في نفس اليوم بعد إهانتي".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659