القوات الأمنية تلقي القبض على أشخاص مشتبه بانتمائهم إلى داعش في محافظة نينوى/وكالة الصحافة الفرنسية
القوات الأمنية تلقي القبض على أشخاص مشتبه بانتمائهم إلى داعش في محافظة نينوى/وكالة الصحافة الفرنسية

في منطقة الإسحاقي جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين، وقبل نحو أسبوعين، قتل عناصر داعش ثلاثة أشقاء.

وإلى الشمال قليلا من الإسحاقي وتحديدا في قضاء الحويجة، حيث لا تزال عمليات التطهير التي تنفذها القوات الأمنية مستمرة، قُتل خمسة أشخاص من قبل مفرزة وهمية نصبها عناصر التنظيم على طريق الرياض- كركوك.

تكررت حوادث القتل في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين ونينوى، ما استدعى القوات العراقية للقيام بعمليات عسكرية في هذه المناطق.

ويبدي مسؤولون محليون تخوفهم من عودة عناصر التنظيم إلى داخل المدن. وأشار عضو مجلس محافظة الأنبار المستقيل راجع بركات إلى أن عددا منهم عاد إلى المحافظة بصفقات سياسية.

وقال في حديث لبرنامج "شنو رأيك" على راديو سوا، "نعم موجودون (في إشارة إلى عناصر التنظيم)، بعضهم يدفع مبالغ ويخرج، وآخرون ينتمون لفصائل مسلحة حتى يتم العفو عنهم، والبعض مدعوم من أشخاص متنفذين في المحافظة، مقابل تقديم خدمات انتخابية".

إشاعات لا أكثر

لكن المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش الكربولي، أكد أن "الحديث عن الفساد في المؤسسة الأمنية بالأنبار مجرد كلام متداول بين الناس، حاله حال الحديث عن الفساد في كل مفاصل الدولة العراقية"، داعيا في حديث لموقع (ارفع صوتك) "كل من يتحدث عن هذا الفساد عليه أن يقدم أدلته إلى مجلس المحافظة أو أي جهة تحاسب الفاسدين لكي يقدم المتهم إلى القضاء وينال جزاءه العادل".

ويضيف الكربولي "بعض الأشخاص عندما يتحدثون عن دفع رشاوى ونطلب منهم الشهادة على الفاسد يتنصل عن القضية، لذلك كل هذه الأحاديث غير موثقة".

ماذا عن الموصل؟

الوضع لا يختلف كثيرا في محافظة نينوى، حيث يؤكد مواطنون وجود أشخاص كانوا منتمين لداعش أثناء فترة سيطرة التنظيم على المحافظة.

ويقول المواطن أسعد وهو من أهالي المحافظة لبرنامج "شنو رأيك"، "الدواعش موجودون داخل الموصل، يعتقلونهم وبعد فترة يطلقون سراحهم، لماذا لا يدعونا نرتاح؟".

ويروي أسعد أن القوات الأمنية اعتقلت شخص "جار لنا وأطلقوا سراحه، وهو الآن متواجد في المحلة ويمارس حياته بشكل طبيعي".

وأشار إلى أن الموجودين كثيرين ويتنقلون بين الجانبين الأيمن والأيسر، حتى يبتعدوا من أنظار القوات الأمنية".

الحمداني يرد

"أتحدى كل من يتحدث عن إطلاق سراح مقابل مبالغ مالية أن يعطيني اسما واحدا"، بنبرة جمعت بين الثقة والغضب رد اللواء واثق الحمداني قائد شرطة محافظة نينوى على ما ورد أعلاه، مضيفا في حديث لموقع (ارفع صوتك) عبر الهاتف "الدواعش الذين عليهم شهود يحكمون ولا يفلتون من العدالة، لكن في بعض الأحيان بعض المواطنين يخبرون عن شخص وينسحبون عند طلبهم للشهادة".

ويتابع الحمداني، "نحن نقدم جميع السجناء إلى القضاء والقاضي طبيعة عمله تعتمد على الشهود، فإذا لم تتوفر الأدلة والحقائق، لن يكون هناك دافع قانوني ليبقى معتقلا".

وأصدر القضاء في الموصل أكثر من 150 حكم إعدام بحق عناصر في داعش، معظمهم من قياديي التنظيم، فضلا عن أحكام تراوحت بين المؤبد السجن لأكثر من عشر سنوات لآخرين، وفقا للحمداني.

وفي مطلع العام الجاري، نفذت قيادة شرطة محافظة نينوى عملية عسكرية داخل الجزرة الوسطية في نهر دجلة وسط الموصل، بإسناد طيران التحالف، تمكنت خلالها من قتل 23 عنصرا بينهم القيادي المدعو أبو خطاب، كما ألقت القبض على 25 عنصرا خلال عمليات دهم نفذتها شرطة نينوى في مناطق مختلفة خلال الفترة ذاتها.

ويوضح قائد شرطة نينوى "نحن نتابع ونلاحق عناصر داعش في أي مكان حسب المعلومات المتوفرة، ونغير الخطط الأمنية حسب التطور على أرض الواقع، حتى لا نسمح للعدو بتنفيذ أي عملية".

الجهود الاستخباراتية قائمة

قيادة العمليات المشتركة بدورها، وبعد انتهاء العمليات العسكرية، نسّقت مع جميع الأجهزة الاستخباراتية الموجودة في عموم العراق، وباشرت بعمليات جديدة للقضاء على ما تبقى من عناصر إرهابية، معتمدة على الجهد الاستخباراتي.

ويقول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول الزبيدي "الجهود الاستخباراتية والملاحقة مستمرة، ونحن نعمل بشكل كبير في الفترة التي تلت انتهاء العمليات العسكرية بعمليات الجهد الاستخباراتي".

ويضيف الزبيدي "أطمئن الجميع أننا مستمرون بعملية متابعة وملاحقة والقضاء على الجماعات الإرهابية".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.