هز دوي انفجار قوي مدينة إدلب مساء الأحد. بعد دقائق قليلة انتشر الخبر في وسائل الإعلام، وتبين أن الانفجار استهدف مقرا لجماعة تدعى "أجناد القوقاز".
أدى الانفجار إلى مقتل عدد من مقاتلي التنظيم. وتقول إحصائيات الدفاع المدني إن ما لا يقل عن 30 شخصا قتلوا، بينهم مدنيون.
دمر الانفجار مبنى الجماعة، الواقع في شارع الثلاثين وهو أحد الشوارع الرئيسية في مدينة إدلب، بالكامل.
ولم تعرف هوية الفاعل، رغم أن إفادات الدفاع المدني في إدلب تقول إنه كان ناتجا عن قصف جوي.
من هم "أجناد القوقاز"؟
ينتشر "أجناد القوقاز"، وهم مقاتلون منحدرون من دول تقع على الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا مثل أذربيجان وأرمينيا وجورجيا والشيشان، في إدلب وريفها، خاصة في منطقة جسر الشغور. وتقدر أعدادهم بنحو 1000 مقاتل.
يعملون بشكل متكتم، ولا يختلطون بأحد. لهم مقرات عسكرية مستقلة، ومركز صحي خاص بجرحاهم ومرضاهم.
أهالي إدلب لا يعرفون الكثير عنهم، سوى أشكالهم وطريقة لباسهم. غير ذلك خصوصيات لا يبوح بها أفراد الجماعة لغيرهم، يقول إعلامي من إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه.
كان للتنظيم مقرات في ريف اللاذقية أيضا، قبل أن يضطر مقاتلوه للانسحاب بعد أن تقدمت قوات النظام وسيطرت على الريف بشكل كامل، حسب الإعلامي ذاته.
وصل هؤلاء المقاتلون مع عائلاتهم إلى سورية بين أواخر 2012 وأوائل 2013، وبدأوا بالتجمع في فصيل عسكري واحد تحول إلى كيان مستقل عن الفصائل الأخرى.
يقول متخصص متابع للنشاطات العسكرية في إدلب وريفها (رفض الكشف عن اسمه هو أيضا) "يُبدون في غالب الأحيان التعاون العسكري مع الفصائل الأخرى لكن في أمور التنسيق فقط. هناك غرف عمليات عسكرية خاصة بهم، وقد شاركوا في عدة معارك في سهل الغاب وريف حماة".
عدو واحد: النظام
لا يختلط القوقازيون بأهالي إدلب. يريدون أن يفهم عنهم السوريون أنهم جاؤوا لقتال من يسمونه "الطاغوت"، أي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحسب.
لا يحارب "أجناد القوقاز" هيئة تحرير الشام، المصنفة دوليا تنظيما إرهابيا، ولم يشاركوا في القتال ضد داعش ولا يؤمنون ذلك.
عددهم أقل بكثير من الحزب التركستاني، الذي تقدر أعداد مقاتليه بين 7000 إلى 10 آلاف مقاتل، لكنهم منظمون وفق ترتيب عسكري محكم.
يشكل وجودهم بسورية مصدر تساؤل دائم، رغم تصريحات قياديين في التنظيم، في المناسبات النادرة التي يظهرون فيها، عزمهم الرحيل عن سورية بعد سقوط النظام.
يقول أحمد، وهو أحد أبناء إدلب، إن طريقتهم في القتال مختلفة عن باقي الفصائل. "مقاتلو الفصائل المعارضة السورية يرابطون على جبهات القتال أسبوعا ويعودون. الرباط لدى القوقازيين قد يدوم شهرا وأحيانا 40 يوما".
ويتابع "عندما يقررون المرابطة في نقطة عسكرية، يحفرون خنادق قد يستغرق العمل بها أشهرا".