ظهر مقاتلو تنظيم داعش من جديد بريف إدلب، قادمين من ريف حماة الشرقي الذي سيطروا فيه على عدة قرى بعد معارك خاضوها مع هيئة تحرير الشام.
في الوقت نفسه، تسعى قوات النظام المرابطة في ريف حماة الشمالي الشرقي إلى التقدم شمالا نحو إدلب واستثمار المعارك الدائرة بين التنظيمين.
ويتهم نشطاء في المعارضة النظام السوري بتسهيل تقدم داعش بعد شن الأخير حملة عسكرية على المنطقة أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ويبعد عناصر التنظيم الآن ثمانية كيلومترات عن مطار أبو الظهور العسكري الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).
وتجاوز عدد القرى التي سيطر عليها تنظيم داعش 40 قرية، ليصبح مسيطرا على مساحة كبيرة ضمن الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي الشرقي.
كيف وصل داعش إلى إدلب
في أوائل تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، ظهر مقاتلون يتبعون لتنظيم داعش في منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي.
وخلال أكثر من ثلاثة أشهر، خاضوا معارك مع هيئة تحرير الشام إلى أن أجبروها على الانسحاب، مستفيدين من هجوم شنه النظام السوري على مواقع الهيئة في المنطقة أيضا.
وتمكن التنظيم حينها من السيطرة على قرى عديدة تتبع لناحيتي الحمرا والسعن في ريف حماة.
الصحافي من إدلب يعرب سليمان يقول إن داعش وصل إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي مستغلا الضغط العسكري على تحرير الشام المصنفة بدورها تنظيما إرهابيا.
وتعتبر منطقة الحمرا نقطة وصل بين حماة وإدلب، فهي تقع بين ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، غربي منطقة الرهجان وشرقي صوران وخان شيخون.
ويوضح سليمان أن معظم مقاتلي التنظيم الذين يشاركون في المعارك بريف إدلب الجنوبي الشرقي ينتمون إلى تنظيم "لواء الأقصى" المبايع لداعش.
"هؤلاء يعرفون تفاصيل المنطقة، لا سيما أنهم استقروا لفترة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي"، يقول الصحافي السوري.
بينهم مقاتلون أجانب
يقدر نشطاء محليون أعداد مقاتلي تنظيم داعش في المعارك الأخيرة بنحو 500 عنصر، بينهم مقاتلون أجانب وعناصر من أبناء المنطقة ينتمون للواء الأقصى.
والتحق عدد كبير من أنصار "لواء الأقصى" وهيئة تحرير الشام بصفوف داعش أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر.
داعش بهذا التقدم الجديد يكون عاد إلى المناطق الواقعة ضمن الحدود الإدارية لإدلب من طرده منها قبل بعد شهر.
ففي أوائل كانون الأول/ديسمبر، حاول مقاتلوه التقدم باتجاه ريف إدلب الجنوبي الشرقي لكن هيئة تحرير الشام أجبرتهم على التراجع.
تراجعات جديدة
ما تزال المعارك مستمرة بين تنظيم داعش من جهة وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى على بعد كيلومترات من مطار أبو الظهور.
وفي اليومين الماضيين فقط، اضطرت هيئة تحرير الشام للانسحاب من قرى خيرية ودلالة وعبلة وعب القناة وتل الحلاوة وجب الصفا وقصر بن وردان ورسم التينة وتليل الحمر ورسم العنز ومداحي. في المقابل، حقق داعش تقدما.
وبدوره، سيطر النظام على عدة قرى في ريف حماة الشمالي الشرقي، كالشحاطية ورسم أبو لفة وخربة الهوى وأبو لفة والحسوات، إضافة إلى الرهجان.
ويحاول النظام التقدم في ريف إدلب وأعينه مطار أبو الظهور العسكري القريب.