بحلول كانون الثاني/يناير 2015، أكمل داعش سيطرته الكاملة على الرقة/ وكالة الصحافة الفرنسية
تمكن داعش من السيطرة على قرابة 40 قرية في ريفي إدلب وحماة/ وكالة الصحافة الفرنسية

ظهر مقاتلو تنظيم داعش من جديد بريف إدلب، قادمين من ريف حماة الشرقي الذي سيطروا فيه على عدة قرى بعد معارك خاضوها مع هيئة تحرير الشام.

في الوقت نفسه، تسعى قوات النظام المرابطة في ريف حماة الشمالي الشرقي إلى التقدم شمالا نحو إدلب واستثمار المعارك الدائرة بين التنظيمين.

ويتهم نشطاء في المعارضة النظام السوري بتسهيل تقدم داعش بعد شن الأخير حملة عسكرية على المنطقة أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي.

ويبعد عناصر التنظيم الآن ثمانية كيلومترات عن مطار أبو الظهور العسكري الذي تسيطر عليه هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا).

وتجاوز عدد القرى التي سيطر عليها تنظيم داعش 40 قرية، ليصبح مسيطرا على مساحة كبيرة ضمن الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي الشرقي.

كيف وصل داعش إلى إدلب

في أوائل تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، ظهر مقاتلون يتبعون لتنظيم داعش في منطقة الرهجان بريف حماة الشرقي.

وخلال أكثر من ثلاثة أشهر، خاضوا معارك مع هيئة تحرير الشام إلى أن أجبروها على الانسحاب، مستفيدين من هجوم شنه النظام السوري على مواقع الهيئة في المنطقة أيضا.

وتمكن التنظيم حينها من السيطرة على قرى عديدة تتبع لناحيتي الحمرا والسعن في ريف حماة.

الصحافي من إدلب يعرب سليمان يقول إن داعش وصل إلى ريف إدلب الجنوبي الشرقي مستغلا الضغط العسكري على تحرير الشام المصنفة بدورها تنظيما إرهابيا.

وتعتبر منطقة الحمرا نقطة وصل بين حماة وإدلب، فهي تقع بين ريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، غربي منطقة الرهجان وشرقي صوران وخان شيخون.

ويوضح سليمان أن معظم مقاتلي التنظيم الذين يشاركون في المعارك بريف إدلب الجنوبي الشرقي ينتمون إلى تنظيم "لواء الأقصى" المبايع لداعش.

"هؤلاء يعرفون تفاصيل المنطقة، لا سيما أنهم استقروا لفترة في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي"، يقول الصحافي السوري.

بينهم مقاتلون أجانب

يقدر نشطاء محليون أعداد مقاتلي تنظيم داعش في المعارك الأخيرة بنحو 500 عنصر، بينهم مقاتلون أجانب وعناصر من أبناء المنطقة ينتمون للواء الأقصى.

والتحق عدد كبير من أنصار "لواء الأقصى" وهيئة تحرير الشام بصفوف داعش أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر.

داعش بهذا التقدم الجديد يكون عاد إلى المناطق الواقعة ضمن الحدود الإدارية لإدلب من طرده منها قبل بعد شهر.

ففي أوائل كانون الأول/ديسمبر، حاول مقاتلوه التقدم باتجاه ريف إدلب الجنوبي الشرقي لكن هيئة تحرير الشام أجبرتهم على التراجع.

تراجعات جديدة

ما تزال المعارك مستمرة بين تنظيم داعش من جهة وهيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني من جهة أخرى على بعد كيلومترات من مطار أبو الظهور.

وفي اليومين الماضيين فقط، اضطرت هيئة تحرير الشام للانسحاب من قرى خيرية ودلالة وعبلة وعب القناة وتل الحلاوة وجب الصفا وقصر بن وردان ورسم التينة وتليل الحمر ورسم العنز ومداحي. في المقابل، حقق داعش تقدما.

وبدوره، سيطر النظام على عدة قرى في ريف حماة الشمالي الشرقي، كالشحاطية ورسم أبو لفة وخربة الهوى وأبو لفة والحسوات، إضافة إلى الرهجان.

ويحاول النظام التقدم في ريف إدلب وأعينه مطار أبو الظهور العسكري القريب.

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.