تتصدر مدينة عفرين السورية (شمال) واجهة المشهد الميداني. وتولي تركيا أهمية كبيرة للمدينة التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية المصنفة منظمة إرهابية على قوائم أنقرة.
وعزز الجيش التركي قواته على الحدود المقابلة لعفرين التي تقطنها ما يزيد عن 520 ألف نسمة وفق إحصائيات حكومية عام 2010. لكن هذا العدد يرجج أن يكون أكبر بعدما استقبلت المدينة نازحين من مدن وبلدات سورية أخرى.
ومقابل التحضيرات العسكرية التركية على الحدود، لا تكاد تتوقف حركة مقاتلي الوحدات الكردية وهي تستعد للمواجهة المحتملة.
لماذا عفرين؟
لعفرين الواقعة بريف حلب، وتبعد عنها بمسافة لا تزيد عن 65 كيلومترا، أهمية كبيرة لدى كل الأطراف، سواء تركيا أو المعارضة السورية المدعومة من مناطق درع الفرات أو الأكراد.
وأصبحت المدينة، التي تضم أكثر من 360 قرية في ريفها، عقبة بوجه فصائل المعارضة السورية التي فقدت صلة الوصل الرئيسية بين ريفي حلب الغربي والشمالي، سيما أن الطرق الرئيسية تمر من عفرين.
لذا سيكون دخول تركيا إلى عفرين في صالح فصائل المعارضة المسلحة، الركيزة الأساسية لمنطقة درع الفرات.
كريم عبيد، الصحافي من حلب مطلع على التطورات اليومية بشأن ملف عفرين، يقول إن تركيا مهتمة بعفرين لوجود عناصر يتبعون لحزب العمال الكردستاني فيها، وهو منظمة إرهابية بنظر تركيا.
ويوضح عبيد "التدخل التركي يأتي لمنع حصول اتصال بين عفرين والمناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية في ريف حلب الشرقي، وإن حصل ذلك فهو يعتبر تهديد واسع لتركيا على حدودها مع سوريا".
وتسيطر قوات سورية الديمقراطية على مساحات حدودية شمال سوريا تمتد من القامشلي وحتى مدينة تل أبيض ثم منبج التي تعتبر أقرب نقطة لمدينة عفرين.
لكن القوات المدعومة من تركيا تسيطر على المثلث الواقع بين مدن جرابلس والباب وأعزاز. ويفصل هذه المثلث عفرين عن باقي مناطق سيطرة الأكراد.
صلة وصل
على الطرف الآخر، تأمل فصائل المعارضة المدعومة تركيا بوصل ريفي حلب الغربي والشمالي. "قوات سوريا الديمقراطية فصلت الريفين عن بعضهما، وباتت الحركة المرورية هناك بيدها"، يقول الصحافي كريم العبيد.
وتعتبر مدينة عفرين نقطة جغرافية مهمة أيضا بالنسبة لمحافظة إدلب (تسيطر عليها تحرير الشام). وأدى غياب طرق سالكة توصل إدلب بمنطقة الجزيرة إلى الاعتماد على عفرين التي صارت تمر عبرها مختلف عمليات شراء النفط الخام.
واستغلت الوحدات الكردية هذه الأمر. وبدأت بفرض رسوم جمارك على البضائع التي تمر عبر عفرين ذهابا وإيابا.
وبالتزامن مع تحضير فصائل المعارضة السورية المسلحة (أساسا فصائل من الجيش الحر) للمشاركة في قتال قوات سورية الديمقراطية، بدأت المدفعية التركية بقصف نقاط عدة في عفرين.
وانتشر مقاتلو المعارضة المسلحة على نقاط المراقبة المطلة على الخطوط الأمامية لعفرين.