قيل كلام كثير بعد سقوط النظام العراقي السابق 2003 عن تحويل قصور رئيسه صدام حسين في تكريت إلى مجمعات سياحية ومتاحف، إلا أن الحقيقة هي بقاء معظم تلك البنايات الضخمة وملحقاتها الواسعة كمؤسسات لخدمة الوضع الأمني.
واستخدمت تلك القصور (175 كيلومترا شمال بغداد)، كمقرات للجيش الأميركي وصولا إلى تحويلها مقرات حكومية. وشهدت استيلاء تنظيم داعش عليها وتحويلها إلى مواقع لتنفيذ جرائمه، انتهاء بالضرر الذي لحق بها خلال معارك تحرير صلاح الدين في ربيع 2015.
ويبلغ عدد القصور ومنشآتها أكثر من مئة كان قد شيدها صدام حسين، على الساحل الأيمن لنهر دجلة، بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، واستمر بناؤها خمس سنوات، فيما كان له في المنطقة قبل ذلك قصر وحيد في ثمانينيات القرن الماضي.
مبان ضخمة.. مدمرة!
ومجمع قصور تكريت (نحو ثلاثة أميال مربعة)، هو واحد من عدة مجمعات رئاسية توزعت على عموم العراق، ويعد أكبر المجمعات بعد المجمع الرئاسي في بغداد، إذ يحوي أهم قصرين وهما: "قصر الفاروق" الذي كان قد تعرض للقصف الأميركي خلال حرب تحرير العراق 2003، و"قصر ذو الفقار" الذي تحول إلى بناية حكومية.
تحيط بالقصور بحيرات صناعية، وجزر وحدائق كانت غنّاء وطرق وممرات، فيما تجسد تصاميمها الهندسية مراحل متعددة من تاريخ الفن المعماري، وفيها تطعيمات زخرفية مغربية وأندلسية حُفرت ونُقشت على الرخام.
ونظرا لموقع القصور الرئاسية المميز على ضفة نهر دجلة إضافة إلى البنى التحتية التي تتمتع بها، فهي يمكن أن تكون مناطق سياحية إذا ما استثمرت، كما يقول عضو مجلس محافظة صلاح الدين عدنان الفراجي، مستدركا "فكرة تحويل تلك المجمعات إلى منتجعات سياحية مؤجلة بسبب الصراع الطويل الذي شهدته في تكريت".
ويكشف المسؤول المحلي عن وجود خطة استثمارية لـ"إعادة الحياة الى هذه المنطقة لكن الواقع الأمني في صلاح الدين يبعد المستثمرين"، بينما يقترح مواطنون تحويل المساحة الكبيرة التي تحتلها القصور الرئاسية في تكريت إلى مجمعات سكنية لموظفي الدولة أو لعامة الناس.
وتخضع القصور حاليا لجهات أمنية بما في ذلك بعض فصائل الحشد الشعبي التي اتخذتها كمقرات وهذا ما يتعارض مع تحويلها إلى أي مشروع خدمي. ويأمل الفراجي بإخلاء المجمع الخاص بالقصور الرئاسية في تكريت مع "تحسن الوضع الأمني".
أحلام سياحية
تفتقر محافظة صلاح الدين إلى أي مشاريع سياحية وترفيهية كبيرة، وحتى لو سعى المواطن إلى الترفيه فعليه أن يذهب إلى خارج المحافظة، كما أن النظرة المجتمعية للترفيه تعتبره أمرا ثانويا.
(أم عبير) تقول إن الموروث الاجتماعي السائد يعتبر مجرد خروج المرأة من المنزل سياحة، مضيفة "المكان الوحيد الذي يمكن الذهاب إليه بين الحين والآخر هو التواجد على ضفاف نهر دجلة المتنفس الوحيد لنا. خالة وين نروح؟ المحافظة ما بيها شيء يفرح".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659