علي عبد الأمير و أحمد الحسناوي
تعالت أصوات مرضى في مناطق عدة من محافظة بابل بالشكوى من أن الصيدليات قد تحولت من أماكن للشفاء إلى مراكز لابتزاز المراجعين وغياب بصمة الإنسانية وشيوع مبدأ الربحية.
ويعتقد مواطنون أن الأدوية في الوقت الحاضر لم تعد تؤدي دورها في الشفاء من الأمراض والعلل، فأغلبها إما منتهي الصلاحية أو رديء في نوعيته ومنشأه.
تقول سعاد مسلم ( 57 عاما) "لا نثق بالموجود من الأدوية والعلاجات، فالعناوين التي دخلت علينا بعد العام 2003، جعلتنا في دوامة فكرية، فهي لا تحقق الغاية المطلوبة لا سيما أدوية السكري وضغط الدم".
صيدليات وهمية
في بابل 17 مذخرا ومكتب تجهيز دوائيا، مجازة بشكل رسمي من قبل وزارة الصحة العراقية، حسب ما أكده نقيب الصيادلة الدكتور أحمد عباس علي العيساوي لموقعنا، مستدركا "لا ننكر وجود صيدليات وهمية، غير مجازة، والتي عادة ما تكون منتشرة في أطراف المحافظة.
وبحسب العيساوي فالواقع الصيدلاني في بابل (820 صيدلية) موزع على النحو التالي:
*في مدينة الحلة (مركز المحافظة) 470 صيدلية
*في الأقضية والنواحي 350 صيدلية
"مافيات دوائية"
وتلفت إخصائية الطب المجتمعي، الدكتورة زينة السعدي إلى وجود "مافيات دوائية"، موضحة "يدخل العراق أكثر من 6400 نوع دواء من مناشئ مختلفة، وليس من المعقول أن يكون هذا العدد خاضعا للرقابة والسيطرة النوعية، بل أن القضية تتسم بالغموض إلى حد كبير".
و"الغموض" بحسب الدكتورة السعدي يتعلق بـ"مدى صلاحية تلك الأدوية الداخلة إلى العراق والذي يحدده المتنفذون والمتعاونون مع الشركات الأجنبية المنتجة. هناك شراكات خفية بين تلك الشركات وأرباب العمل الصيدلاني ضمن ما يعرف بالمافيات الدوائية التي لا يسمح لأية جهة التدخل في نظامها الداخلي الذي يقوم على التكسب بملايين الدولارات".
ولضبط بعض خيوط عمل هذه "المافيا" هناك فرق جوالة مهمتها الزيارات المفاجئة للصيدليات والمذاخر ومكاتب التجهيز الدوائي، بالتعاون مع مديرية الأمن الوطني / قسم الأمن الاقتصادي، وعبرها "تم رصد حالات متمثلة بوجود أدوية غير معروفة المنشأ والشركة المنتجة تخص أمراض السكري وضغط الدم وتم إتلافها" حسبما يؤكده معاون نقيب الصيادلة في بابل، أشرف صالح حمود.
الأطباء-الصيدليات: المخفي والمعلن
منطقة الأطباء في الحلة تعد العصب الرئيسي لحركة الصيدليات والمختبرات. يقول مواطنون إنها تحولت إلى "منطقة للاحتيال" وإنهم "تعرضوا للاستغلال من قبل بعض أصحاب الصيدليات"، مؤكدين أن الطب "تحوّل من الجانب الإنساني إلى الجانب الربحي، لا مروءة هناك والمال وتغليب المنفعة الشخصية لأصحاب المثلث: العيادة/المختبر/الصيدلية هي السائدة".
ويقر نقيب الصيادلة في بابل أحمد عباس علي العيساوي أن "هناك بعض الأطباء يكتبون وصفات فيها أدوية كبيرة ومكملات غذائية وهذه الأمور تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أسعار الوصفة الطبية"، إلا إنه دعا إلى "الابلاغ عن أية صيدلية تبيع الأدوية بسعر أعلى من نظيراتها".
ويبدو أن ارتفاع أجور الأطباء والخدمات المختبرية وأسعار الأدوية صار سببا لانتعاش تشهده محال ومراكز بيع الأعشاب الطبية في مدينة الحلة التي تشكو هي الأخرى من نفوذ أطراف المثلث.
"نحن كمختصين في مجال بيع الأعشاب وطب العرب نتعرض بين فترة وأخرى إلى مضايقات من قبل البعض ممن ينتمون لجهات متنفذة لديها ارتباطات مع مذاخر وصيدليات" يقول العشّاب حيدر سلمان الإمامي، مؤكدا "العلاجات التي نعطيها للمراجعين حققت نتائج إيجابية واضحة وكسبت ثقة الناس".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 001202277365