الرمادي - محمد الجميلي:
ترى مجموعة من الشباب الأنباري في الانتخابات فرصة ودافعا لتغيير الواقع السياسي والأمني والخدمي بعد الانتكاسات الأمنية التي عصفت بالمحافظة وسيطرة التنظيمات الإرهابية على مساحات واسعة منها، فضلاً عن ضعف الدور الحكومي لثلاث دورات انتخابية سابقة.
هناك خوف واسع من مسار قد تمضي فيه الانتخابات المقبلة و"تكون مثل سابقاتها من ناحية التزوير من قبل الأحزاب السياسية المتسلطة وفق الطائفية السياسية والعشائرية المقيتة التي تسببت بخراب المحافظة" يقول الشاب عمر فاروق.
لقاء أول مع صناديق الاقتراع
آلاف جدد يحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة، ولأول مرة في حياتهم سيلتقون مع صناديق الاقتراع بعد بلوغهم 18 عاماً، وهي "ستكون تجربة ناجحة على المستوى الشخصي" للشابة نهى عبد اللطيف.
والنظر إلى الانتخابات يمتد نحو أفق أوسع يتعلق بشأن عام هو مصير الأنبار وأهلها، فنهى تعتقد إن "أهل الأنبار اكتسبوا الوعي التام وعرفوا بأن الانتخابات مهمة جداً في انتشال مناطقهم من الواقع المرير الذي أصبحت عليه المحافظة وأعادها الى القرون الوسطى".
الطائفية والعشائرية
وتحذر الشابة من "أمراض مزمنة" في الأنبار لا بد من البدء بعلاجها تدريجيا وصولا إلى تحقيق الشفاء التام، فلا بد من الابتعاد عن الطائفية والعشائرية التي صارت سياسية حزبية (دعم أبن العشيرة حتى وإن كان غير كفء لشغل منصب معين).
عزم الشباب على المشاركة في التغيير عبر الانتخابات، يقابله شك عند من خاضوا تجربة الانتخابات سابقاً، فظنونهم خابت بمن اعتقدوا فيهم أملاً لكنهم "أوصلوا الأنبار وأهلها إلى مخيمات النزوح ومآسي جسر بزيبز" في إشارة إلى المكان الذي يوصل الهاربين إلى بغداد وفيه كانوا يقضون فيه أياما على أمل السماح لهم بالعبور إلى العاصمة.
عن تلك اللحظات الفاصلة انسانيا وسياسيا يقول (أبو أحمد 53 سنة) "كيف لي أن أنسى أيام التهجير وأنا في بزيبز العار مع عائلتي بانتظار أن يصلني (كفيل) من بغداد يضمن لي العبور لكوني من الأنبار"، مستدركاً "ما الذي تغير؟ لست مستعداً لأعقد آمالي على شخص أربع سنوات أخرى كي أصدم وأعود للندم".
لا جدوى من المقاطعة
ويعتقد كثيرون في الأنبار أن لا جدوى من مقاطعة الانتخابات، "لو فكرنا قليلاً ماذا بعد عدم الذهاب للانتخاب؟ ماذا سيتغير؟ ومن المستفيد من هذا؟" يتساءل كريم الفهداوي ( 48 سنة)، مؤكداً "أجزم أن عدم مشاركتي بالانتخابات ستجعلني شريكاً في فساد السياسيين".
لوجستيا يؤكد مكتب مفوضية انتخابات الأنبار "إجراء الاقتراع العام في كافة مدن المحافظة، بما فيها: عنه، راوة، القائم، بينما عملية تحديث سجل الناخبين ممكنة في أي من مناطق الأنبار ويمكن لأهاليها أين ما كانوا حتى في مناطق النزوح".
أكثر من مليون ناخب
وبلغ عدد المراكز الخاصة بتحديث سجل الناخبين في عموم المحافظة 72 مركزاً موزعة على كافة الأقضية وحسب الكثافة السكانية، فيما بلغت نسبة الذين حدثوا بياناتهم 30% في جميع المناطق حتى هذه اللحظة.
معلوم أن عدد الذين يحق لهم التصويت والمشاركة في الانتخابات القادمة في محافظة الأنبار يبلغ 1،054،674 ناخبا في جميع أقضية المحافظة بمن فيهم النازحون والسجناء والراقدون في المستشفيات.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659