عاد آلاف النازحين إلى مناطقهم الأصلية في صلاح الدين، إلا إن هناك ألوفا آخرين لم يتمكنوا من العودة حتى الآن، الأمر الذي ينعكس سلباً على المشاركة في الانتخابات.
الاهتمام الكبير الذي يبديه المسؤولون بأوضاع النازحين بوصفهم مشروعاً انتخابياً، يقول عنه الصحافي علي البيدر "ستحاول الكتل السياسية استمالتهم بأي طريقة لصالح مشاريعها"، محذرا من "أجندات مختلفة ستفرض على النازحين لتغيير قناعاتهم وهو ما قد يؤثر على نتائج الانتخابات".
النازحون، وبحسب الكاتب والناشط البيدر، سينقسمون انتخابيا إلى قسمين:
الأول: سيرفض المشاركة في الانتخابات بعد أن أوصلته العملية السياسية إلى التشرد.
الثاني: سيحاول المشاركة إلا إنه لن يتمكن من ذلك بسبب عجز الحكومة المركزية عن توفير بيئة انتخابية.
ما يعترض مشاركة النازحين؟
إدارة محافظة صلاح الدين تولي النازحين اهتمامها، ولكنها تستدرك "يصعب حسم ملفهم قبل موعد الانتخابات" كما يقول حردان لفتة عضو مجلس المحافظة، مؤكدا "وجود معوقات تعترض مشاركة النازحين في الانتخابات ومنها عدم توفر بطاقة الناخبين لقسم كبير منهم".
وثمة تنسيق بين إدارة المحافظة ومفوضية الانتخابات لتهيئة مراكز بديلة للنازحين داخل صلاح الدين وخارجها، على أمل "تحقيق عملية انتخابية ناجحة للنازحين" يؤكد معاون المحافظ مخلف عودة.
72 مركزا انتخابيا مغلقا
"هناك 72 مركزا انتخابيا لم تتمكن المفوضية من افتتاحها حتى الآن فيما تمت معالجة 10 مراكز منها، إلا أنها تواجه صعوبات في افتتاح 29 مركزا في مناطق بيجي والصينية وعزيز بلد وتسعى لتوفير بدائل لهذه المناطق" يقول حيدر اسماعيل معاون مدير مكتب المفوضية في صلاح الدين.
ويلفت المسؤول المحلي إلى خطة لتزويد النازحين بالبطاقات الانتخابية التي فقدت أثناء نزوحهم، بينما يقول مدير التدريب في مكتب المفوضية صدام السعدي أن مراكز انتخاب بديلة سيتم توفيرها للنازحين داخل المحافظة فيما سيكون أشراف المفوضية العليا للانتخابات على المراكز الخاصة بالنازحين خارج المحافظة.
100 ألف ناخب نازح
ومن بين 400 ألف نازح داخل صلاح الدين وخارجها، هناك 100 ألف يحق لهم الانتخاب، تعمل حكومة صلاح الدين على أن يكون بمقدورهم الذهاب إلى صناديق الاقتراع بطريقة سلسة.
مواطنو صلاح الدين النازحون خارجها يمكنهم المشاركة عبر 9 مراكز انتخابية للنازحين تم افتتاحها في السليمانية، فيما سيتم فتح مراكز أخرى في كركوك و أربيل.
وعن النازحين في داخل المحافظة فهناك خطة لافتتاح مراكز إمكانية انتخابية قبل موعد الاقتراع.
لمن سيمنحون صوتهم؟
محمد فياض ( 29 عاماً) وهو نازح عاد حديثا إلى منطقة عزيز بلد يرغب بالاشتراك في الانتخابات لـ"تغيير الحال" إلا أنه "يبحث عن مرشح مناسب لانتخابه وإلا سيضطر لتمزيق ورقة الاقتراع بدلاً من انتخاب شخص غير مؤهل".
أما محسن النازح من مدينة بيجي ويقطن في مخيم العلم شرق تكريت، فيقول إن "هناك اهتماما كبيرا بنا كنازحين مع اقتراب موعد الانتخابات" مشيراً إلى إن "هذه أساليب باتت مستهلكة ولم تعد تنطلي على النازحين الذين سيعرفون كيف يصوتون ولمن".
وفيما يعلن النازح عواد المقيم في مخيم الحردانية جنوبي المحافظة "سننتخب رغم وضعنا المأساوي بغية تغيير الفاسدين"، تؤكد النازحة حمدية أنها لن تذهب إلى الانتخابات ما دام مستقرها في المخيم وتضيف جارتها "سننتخب من وقف معنا في محنتنا هذه".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659