آمرلي في لحظة حريتها من داعش قبل أكثر من 3 سنوات
آمرلي في لحظة حريتها من داعش قبل أكثر من 3 سنوات

على الرغم من إنهاء محنتها في الأول من أيلول/سبتمبر 2014 بعد حصار داعش لها والذي تواصل على مدى 80 يوما، إلا إن أعداداً كبيرة من أهالي مدينة آمرلي (40 ألف نسمة في 2014) لايزالون نازحين.

وبما أن كل مدينة عراقية نالها نصيب من دمار داعش، تتجه في أنظارها نحو مؤتمر المانحين في الكويت علّ المجتمع الدولي يلتفت إليها، كانت آمرلي تنتظر نيل نصيب من أموال عجزت الحكومتان المركزية (بغداد) والمحلية (صلاح الدين) عن توفيرها، علّ بعض الحياة يعود إلى المدينة المغدورة.

هذا ما يؤكده عادل شكور المسؤول الإداري لآمرلي "الحالة العمرانية للمدينة لا تصلح لإعادة النازحين بعد أن تضررت دورهم السكنية فضلا على البنى التحتية الخدمية، لكننا نأمل أن تنال المدينة نصيبها من الأعمار عبر الشركات الاستثمارية التي ستحضر المؤتمر".

مسارات النزوح

يبلغ تعداد سكان المدينة أكثر من 40 ألف نسمة، نزح أكثر من 20 ألف منهم في 2014 وما يزالون خارجها حيث توزع قسم منهم في المخيمات المنتشرة في صلاح الدين وكركوك  وكربلاء وبغداد، يتكون من أولئك الذين لم يسكنوا المدن بسبب شظف العيش، فيما سكن آخرون مدن البلاد المختلفة .

وبلغت نسبة الأضرار التي شهدتها آمرلي ومحيطها 95 بالمئة، بحسب عضو مجلس محافظة صلاح الدين، مهدي تقي، وهذا ما يزيد من صعوبة الشروع بإعادة النازحين حيث أن "المخيمات الحالية أفضل لهم".

البناء الاجتماعي يهتز

المدينة لا تعاني خرابا ماديا وحسب، بل خلخلة في بنائها الاجتماعي، فهي بحاجة ماسة إلى مصالحة مجتمعية حقيقة تعيد لها صورة ما قبل 2014، وهو ما يأمله محافظ صلاح الدين أحمد الجبوري قائلا "رئيس الوزراء (حيدر العبادي) يتدخل شخصياً في هذا الملف الذي يتشعب مذهبيا و قوميا ما يعوق عودة الأهالي وتعويض المتضررين".

الخلاف الاجتماعي ناتج عن صراع تكشف بعد داعش، فالمدينة تسكنها غالبية تركمانية شيعية، باتت على خلاف مع أقلية سنية قيل إن بعضها تحالف مع داعش اثناء حصاره لآمرلي، ومن هنا يبدأ ملف المصالحة الاجتماعية الأكثر تعقيدا من ملف إعادة الإعمار.

قريباً من هذا المعنى تقول كميلة ناجي المرأة الخمسينية التي تقطن في مخيم العلم شرق مدينة تكريت إن "سكنة المناطق العربية المحيطة بمدينة أمرلي هم أول من نزح وآخر من سيعود هذا إذا تمكن أحد من أعادتنا".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك
جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك

صلاح الدين - هشام الجبوري:

بعد سيطرة  داعش على أربع مدن كبيرة في محافظة صلاح الدين وأجزاء من مدن أخرى، وضع مسلحوه نصب أعينهم المراكز الصحية والمستشفيات فسرقوا أجهزتها الطبية ومعداتها.

 مسكنات!

 الحاج صالح رمضان، خرج من العيادة الاستشارية لمستشفى تكريت التعليمي بشريط حبوب "براسيتمول". يقول إن "الأطباء يفضلون أن يزورهم المرضى  في عياداتهم الخاصة أو في مشافيهم الأهلية، وهو ما يثقل كاهل المواطن".

على النقيض، يقول مدير عام دائرة صحة صلاح الدين الدكتور عمر شفيق "استطعنا إعادة الخدمة الطبية لقسم طوارئ مستشفى تكريت التعليمي، ومستشفى صلاح الدين العام ومستشفى دجلة للتأهيل الطبي إضافة إلى عشرات المخازن والمراكز الطبية والصحية". 

من جانبه، مدير التخطيط في دائرة صحة صلاح الدين الدكتور حارث أحمد عزيز  يقول "هناك أكثر من 30 كرفانا صحيا تم توزيعها لتغطية النقص الحاصل في الجانب الخدمي الصحي للمواطنين".

ومع أن مدير التخطيط مسؤول حكومي بارز إلا أنه يلقي باللائمة في تعثر بناء مستشفيات ومراكز صحية على "الإجراءات البيروقراطية الحكومية".

المشافي الموجودة في مدن صلاح الدين تبلغ 15 مستشفى موزعة على جميع بلدات المحافظة. ثلاثة منها تضررت بنسبة كبيرة وتم تأهيلها، إضافة إلى 120 مركزا صحيا:

56 مركزا رئيسيا يعمل منها 41 مركزا.

64 مركزا فرعيا يعمل منها 34 لمركزا.

وينوه مدير التخطيط إلى خطة لاستحداث ست مشافي في مدن تكريت، الضلوعية، العلم إضافة إلى الحجاج، وآمرلي.

1870 سريرا لـ1.6 مليون

وتبلغ السعة القصوى لجميع مستشفيات المحافظة 1870 سريرا ولا يتناسب هذا الرقم مع نفوس المحافظة البالغ عددها أكثر من مليون و ستمائة ألف نسمة .

مدير قسم الإحصاء في صحة صلاح الدين يؤكد وجود 707 أطباء إضافة إلى 224 طبيب أسنان فيما يبلغ عدد الممرضين 1963.

ويستدرك "العدد أقل من حاجة المشافي الفعلية والمراكز الطبية في المحافظة" ملقيا باللوم على بغداد "وزارة الصحة هي التي تحدد توزيع تلك الملاكات في عموم البلاد ".

ممرض رفض الكشف عن اسمه ويعمل في مشفى تكريت التعليمي أكد لموقع (إرفع صوتك) قلة الكادر الطبي، كما أن المرضى يعانون من عدم توفر العلاج لا سيما للأمراض المزمنة. وهو ما يكرره المريض عبدالله جاسم، الذي يعاني من فشل كلوي يحتم عليه تواجده في المشفى لأكثر من يومين في الأسبوع، لكن حالته المرضية تسير نحو التدهور بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.

الطبيب علي سامي أخصائي الأطفال في المشفى ذاته ذكر لموقعنا "هناك نقص كبير في البنى التحتية والمعدات وهو ما يضطرنا في بعض الأحيان إلى وضع كل طفلين في حاضنة واحدة" .

سمعنا بإعمار المناطق المتضررة

وعن التخصيصات المركزية من صندوق أعمار المدن المتضررة، قالت عضو مجلس محافظة صلاح الدين آمنة حميد الجبوري "لم نتلق حتى الآن أيا من الأموال المخصصة من هذا الصندوق الذي سمعنا به فقط".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659