متابعة: "ارفع صوتك"
وسط أجواء ماطرة، شيّع جثمان الشاعر والكاتب والصحافي العراقي جمعة الحلفي، اليوم ببغداد محمولا على أكتاف محبيه وزملائه، قبل نقله إلى مثواه الأخير في مقبرة السلام بمدينة النجف.
وكان الحلفي واسمه الكامل: جمعة إبراهيم كاظم الحلفي، رحل ببغداد أمس عن سبعين عاما، بعد أصابته مؤخرا بالسرطان منهياً سيرة امتدت نحو نصف قرن في العمل الثقافي والصحافي، قضى نصفها تقريباً في مقارعة نظام صدام حسين الديكتاتوري اثناء اقامته في المنفى.
باشر العمل في الصحافة عام 1973 وكان من أسرة صحيفة الحزب الشيوعي العراقي "طريق الشعب" التي كان من بين آخر المغادرين لها قبيل إقفالها من قبل سلطة البعث بعد حملة السلطة على الحزب واعضائه ومؤسساته وانفضاض التحالف الذي جمعهما ضمن ما سمي "الجبهة الوطنية والقومية التقدمية".
ولد في بغداد 1952 وتحديدا في منطقة الصرائف خلف السدة الشرقية بالعاصمة لعائلة فقيرة كانت هاجرت من أهوار محافظة العمارة في الثلث الأول من القرن العشرين.
درس حتى الثانوية وفصُل لأسباب سياسية.
أصدر مجموعته الشعرية الأولى "ساعة ويذبل الزيتون" في بغداد العام 1976.
في 1979 خرج من العراق هاربا من سلطة البعث، ليعمل في الصحافة اليمنية (اليمن الديمقراطي) ثم في الصحافة الفلسطينية في بيروت ودمشق، ثم في الصحافة العراقية المعارضة لنظام صدام.
أصدر خلال هذه السنوات مجموعتين شعريتين هما "ملّيت/ 1992 " و"عطر الغايب/ 2000 " ورواية تسجيلية توثق مسيرة الزعيم الكردي مصطفى البارزاني هي "مسار السنونو/ 2003 " التي أعيد طبعها 2015.
عمل في تحرير مجلة "المسلة" الثقافية المعارضة 2000-2003 التي كانت يصدرها "الإتحاد العام للكتاب والصحافيين العراقيين" المدعوم من "حركة الوفاق الوطني" بزعامة أياد علاوي، كما نشر العديد من الدراسات والمقالات السياسية والثقافية ومجموعة من القصص القصيرة، فضلا عن مشاركاته الطويلة في عشرات النشاطات الإبداعية والصحافية.
عاد إلى بلاده بعد الإطاحة بنظام صدام 2003، وعمل في صحيفة "الصباح" لكنه أبعد عن العمل ليعود إلى سوريا.
ما لبث أن عاد مجددا إلى بغداد ليستقر به المقام أخيرا رئيسا لتحرير مجلة "الشبكة" التابعة لمؤسسة الاعلام الحكومي.