عراقية في مظاهرة ضد الفساد في العراق سنة 2015/ وكالة الصحافة الفرنسية
عراقية في مظاهرة ضد الفساد في العراق سنة 2015/ وكالة الصحافة الفرنسية

واشنطن- علي عبد الأمير

منظمة الشفافية الدولية وضعت العراق، مجددا، في أعلى قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم.

وبحسب المنظمة، فإن الدول التي تفتقد إلى حرية الصحافة، ومؤسسات المجتمع المدني تكون دائما أكثر فسادا من غيرها، وأقل شفافية.

اللافت، أن هناك 2500 منظمة مجتمع مدني مسجلة رسميا في العراق، وأكثر من 30 قناة فضائية، وعشرات الجرائد والاذاعات والمواقع الالكترونية، بالإضافة إلى عشرات المدونين الذي يمتلكون شعبية لا بأس بها.

ظاهريا على الأقل. تقوم الكثير من وسائل الإعلام المتعددة هذه كل يوم، بتوجيه الانتقادات إلى الحكومة، وإلى أعلى السلطات فيها من دون أن تتعرض إلى العقوبة، كما أن الأحزاب السياسية تتبادل الاتهامات عبر وسائل الإعلام التابعة لها بكل حرية.

مع هذا، لا يرتفع العراق سوى ثلاث مراتب عن كوريا الشمالية، التي يدير نظامها الإعلام الموجه (البروباغاندا) بصرامة كبيرة، ولا تعمل فيها أية منظمة مستقلة.

يقول الصحافي والناشط مصطفى ناصر إن العمل الصحافي حاليا في العراق محكوم بـ"القوانين الموروثة من الحقبة الدكتاتورية، والتي لا يريد ساسة البلد تغييرها أو الغاءها، على الرغم من عدم انسجامها مع النظام الديموقراطي، وروح وجوهر الدستور".

وعلى الرغم من وجود آلاف من منظمات المجتمع المدني في العراق، غير أن "عملها مقتصر على قطاعات عدة ليس منها قضية مراقبة الأداء الحكومي أو إصدار مؤشرات الشفافية المحلية، أو مراقبة عمل الوزارات أو كشف ملفات الفساد أو ملاحقة فاسد"، بحسب ناصر الذي يرى أن "تصنيف العراق ضمن الأكثر فساداً، منصف تماماً".

الخوف على "السلامة"

ويقول مصطفى سعدون، وهو أيضا صحافي وناشط في مجال حقوق الإنسان، إن منظمات المجتمع "لم تأخذ دورها الحقيقي بتأدية مهامها، بسبب أنها لا تضمن سلامة كوادرها في حال كشفها أي فساد أو انتهاك لحقوق الإنسان".

وبمرارة يضيف سعدون "الديمقراطية لم تكن سوى غطاء لخراب داخلي نعيشه، من الفساد إلى تفشي السلاح وتهديد ما تبقى من دولة عراقية.

ويشترك الصحافي والمدون أحمد حميد مع زميله سعدون في التأكيد على "غياب فاعلية معظم منظمات المجتمع المدني"، لكنه يتهم الأحزاب الإسلامية والعلمانية في العراق بتأسيس "وسائل إعلام ومنظمات مجتمع مدني لا تمتلك إلا السكوت على أغلب التجاوزات التي ترتكب من قبل جماعات السلطة وقواها المتنفذة".

الحكومة: الفساد كالإرهاب

وبالنسبة للحكومة العراقية، فإن الفساد هو أحد أكبر التحديات التي تواجه سعيها لجمع الأموال واستقطاب المستثمرين.

 رئيس الوزراء حيدر العبادي قال مؤخرا في كلمة خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق المنعقد في الكويت الشهر الجاري، إن حكومته لن تتوقف عن "محاربة الفساد الذي لا يقل خطورة عن الإرهاب"، بل يزيد أحيانا ويقول "المعركة ضد الفساد في العراق أخطر من معركة الإرهاب".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

 

مواضيع ذات صلة:

دول عربية في المقدمة بحسب مؤشر الفساد لعام 2017
دول عربية في المقدمة بحسب مؤشر الفساد لعام 2017

المصدر: موقع الحرة 

 

أصدرت منظمة الشفافية الدولية تقريرا جديدا حول مؤشر الفساد في 180 دولة حول العالم لعام 2017.

وذكر التقرير أن المؤشر يظهر أن غالبية الدول أحرزت تقدما ضئيلا أو لم تحرز أي تقدم على الإطلاق لإنهاء الفساد، بينما يخاطر الصحافيون والناشطون في الدول الفاسدة بحياتهم كل يوم للتعبير علنا عن آرائهم.

واستند المؤشر إلى مقياس (صفر- 100) حيث يكون صفر هو أعلى معدلات الفساد و100 هو انعدام وجود فساد على الإطلاق.

وحققت ثلثا دول العالم أقل من 50 درجة في هذا المؤشر.

والدول الخمس الأولى التي جاءت في مقدمة القائمة، أي التي حققت أقل معدلات الفساد، كانت نيوزيلاندا (89 درجة)، والدنمارك (88)، وفنلندا (85)، والنرويج (85)، وسويسرا (85)، بينما حققت الصومال (9 درجات) وجنوب السودان (12) وسورية (14) أعلى معدلات الفساد.

وهذا ترتيب الدول العربية في المؤشر العالمي:

الترتيب 21- الإمارات (71 درجة)
29- قطر (63)
57- السعودية (49)
59- الأردن (48)
68- سلطنة عمان (44)
74- تونس (42)
81- المغرب (40)
85- الكويت (39)
103- البحرين (36)
112- الجزائر (33)
117- مصر (32)
122- جيبوتي (31)
143– لبنان (28)
143- موريتانيا (28)
148- جزر القمر (27)
169- العراق (18)
171- ليبيا (17)
175- السودان (16)
175- اليمن (16)
178- سورية (14)
180- الصومال (9)