الركام والبنايات المدمرة على الأرض وهياكل السيارات المعطوبة والدخان المتصاعد في السماء.
في منطقة الغوطة، شرقي دمشق العاصمة السورية، هذا تقريبا كل ما يمكنك مشاهدته.
الأبنية الأكثر نشاطا في هذه المنطقة هي المستشفيات، حيث العشرات من المدنيين يملأون أروقتها، معظمهم تعرضوا لإصابات وحروق جراء القصف المتواصل على المنطقة من قبل الجيش السوري التابع لنظام بشار الأسد.
الصورة نفسها تطغى على جميع المناطق التي شملها النزاع السوري. وتتعالى صرخات المدنيين تحديدا من الغوطة.
على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتشر صور المأساة وتطغى على المنشورات نبرة يأس كأن أحدا لا حول له ولا قوة لإيقاف حمام الدم.
There are no clear winners. But the losers are plain to see.They are the people of Syria. https://t.co/j8VC1GWfOU
— UN Refugee Agency (@Refugees) ٩ مارس، ٢٠١٨
مشهد مؤلم جدا صرخات تدمي القلوب الطفلة سندس من تحت الركام تستغيث يا عمو بدي أمي بدي أخواتي #دوما #الغوطة_الشرقية pic.twitter.com/qSeaojSZlQ
— ابو الهدى الحمصي (@aboalhodaalhoms) ٩ مارس، ٢٠١٨
احتضنت شقيقتها الصغرى .. هي من تبقى لها ولرعايتهامات الجميع ولم يبقى لهذه الرضيعة سوى أختها التي لم تتجاوز ١٢ سنةوهي تحتضنها وتضع لها الكمام .. كان الكيماوي قوي على جسم الصغيرةتوفت وهي تحتضن أختها الرضيعة..لحقت بوالديها وأشقائها.. قصة من #الغوطة#الغوطة_الشرقية_تباد pic.twitter.com/ayUH1XevS4
— عادل علي بن علي (@AdelAliBinAli) ١ مارس، ٢٠١٨
ومع اقتراب الذكرى السابعة لاندلاع النزاع في سورية، في آذار/ مارس 2011، بتظاهرات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ثم تحوله إلى حرب دامية، "لم يحقق أي طرف فوزاً واضحاً من الحل العسكري العقيم، والخاسر بكل وضوح هو الشعب السوري"، وفق وصف الأمم المتحدة.
أكثر من 340 ألف قتيل، وموجة نزوح هي الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، وأكثر من نصف عدد سكان سورية البالغ 20 مليون نسمة، لا يستطيعون العودة إلى منازلهم بسبب تهدمها، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
أسعار المواد الغذائية ارتفعت بثمانية أضعاف كمعدل مقارنة بمستواها قبل الأزمة.
وتعتبر الأمم المتحدة أن الظروف التي يواجهها المدنيون في سورية هي "اسوأ من أي وقت مضى".
ويلفت المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إلى أنه مع دخول النزاع عامه الثامن، "يعيش 69 في المئة من المدنيين السوريين في فقر مدقع".
التحرر من الخوف
أما رئيس إعلان دمشق وعضو الائتلاف السابق، سمير نشار، فيعتبر أنه رغم هذه الظروف، لكن "الثورة حررت الإنسان من الخوف".
ويقول نشار في حديث لموقع (ارفع صوتك) "السوريون يريدون مطلب الحرية، ورغم مرور الذكرى السابعة لكن الشعب لن يتوقف".
ويتهم نشار "النظام السوري وحلفاءه إيران وروسيا"، بإيصال السوريين إلى ما هم عليه اليوم، مشيرا إلى أن انتهاء الوضع متعلق "بإرادة المجتمع الدولي الجادة".
بدوره، ينتقد المحلل السياسي السوري والمقرب من الرئيس الأسد، عفيف دلة، ما ورد في تقارير الأمم المتحدة، ويقول في حديث لموقع (ارفع صوتك) "تقاريرها دائما تبحث عن النتائج ولا تبحث عن المسببات".
ويضيف أن ما حصل في سورية "لا يمكن أن يكون بسبب نزاع داخلي، بل هو صراع دولي إقليمي".
الأطفال بين الموت والإعاقة
وفي الغوطة الشرقية، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحملة العسكرية قتلت أكثر من 948 مدنيا منذ بدأت في 18 شباط/ فبراير الماضي، بينهم 150 طفلا، فيما تصف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الغوطة بأنها أصبحت "جحيما على الأرض" للأطفال. وتدعو إلى مساعدة عاجلة.
وفي مقابلة مع رويترز قالت هنرييتا فور المديرة التنفيذية ليونيسف إن "القصف لا يتوقف مطلقا تقريبا، ما يعني أن الطفل يرى العنف والموت وبتر الأطراف"، لافتة إلى أن "الحرب شردت 5.8 مليون سوري"، وأصبحوا إما لاجئين في الخارج أو نازحين في الداخل وإن نصف هذا العدد من الأطفال.
ويعتبر المحلل السياسي عفيف دلة ما حصل هو نتيجة "تواطؤ إقليمي دولي، سهل وجود تنظيمات إرهابية وجهزها لتنفيذ عمليات إجرامية"، متوقعا حلا قريبا للنزاع.
ويوضح "الحل أصبح أقرب من أي وقت مضى، بسبب القناعات التي تولدت لدى الأطراف الدولية من نتائج هذا الصراع".
ويلفت رئيس إعلان دمشق سمير نشار إلى أن داعش هي "نتاج النظام السوري، الذي أطلق سراحهم من السجون، بهدف القضاء على الثورة". فتنظيم داعش "أعطى الحجة للأيد لأن يستخدم القوة في قمع الثوار، بعد أن ألبسهم لباس الإرهاب"، على حد وصفه، معتبرا أن حل الأزمة متعلقة بإرادة المجتمع الدولي.
ويوضح "الشعب السوري ينظر إلى الولايات المتحدة ويعتبرها المجتمع الدولي، فإذا كان أميركا جادة بتخليص السوريين سيحصل ذلك".