لم تحبط عملية الاحتيال التي تعرض لها اللاجئ السوري أبو صلاح من عزيمته للهجرة إلى كندا.
أبو صلاح لاجئ أربعيني من ريف حلب. يقطن بشكل مؤقت في إقليم هاتاي جنوبي تركيا مع زوجته وأولاده الثلاثة.
بعد أن تعرّف على شخص في إسطنبول يدّعي أنه يسجل العائلات عن طريق جمعية كندية للوصول إلى كندا بشكل قانوني، خسر الرجل مبلغ 2400 دولار أميركي.
وثق أبو صلاح بالرجل ووضع المبلغ لدى مكتب تأمين، لكنه تفاجأ بأن صاحب مكتب التأمين هو صديق السمسار الذي التقى به.
بعد نحو شهرين من التسجيل لديهما، حاول أبو صلاح التواصل مع الرجلين، لكن أرقامهما كانت خارج الخدمة. عندها قرر الذهاب إلى إسطنبول لسحب أمواله من المكتب، فاكتشف أن المكتب فارغ ومعروض للإيجار. "عرفت حينها أنه تم الاحتيال عليّ".
رغم ما تعرض له أبو صلاح إلا أنه لا يزال يبحث عبر الإنترنت عن طريقة للوصول إلى كندا، في الوقت الذي يعمل به كعامل بمعمل بسكويت كي يعوض ما خسره من نقود.
حلم للكثيرين
بات ملف الهجرة من أكثر النقاشات التي تدور بين اللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية، حالمين من خلال ذلك بتحسين أوضاعهم المعيشية في دول غربية بعد الوصول إليها.
كنان الأحمد شاب في العشرينات من عمره لاجئ في مدينة كيليس التركية. يقول لموقع (ارفع صوتك) إن عمليات الاحتيال باتت طريقة شائعة للحصول على الأموال من العائلات المسكينة التي تصدق ما يقال لها فوراً دون التدقيق في مدى صحة العروض التي تعرض عليها.
كنان أيضا كان ضحية عمليات احتيال من شخص أدار مكتبا بدا قانونيا، لكن اتضح أن المكتب وعمله كان "كذبة بكذبة".
"دفعت له 200 دولار لاستخراج الأوراق اللازمة لملف الهجرة وفق ما طلب مني، والآن اختفى صاحب المكتب واختفى معه المبلغ".
ويضيف أن هناك أكثر من 50 شخصا معظمهم من معارفه كانوا قد سجلوا خلال عشرة أيام في المكتب ذاته أملا بالعبور إلى كندا. "لكن الرجل لم يوضح يوما تفاصيل الهجرة.. كان يدّعي أنه يقدم خدمة لإخوته السوريين ولا يتقاضى شيئاً لجيبه وأن الأموال لتغطية تكاليف السفر".
محتالون
تتم عمليات الاحتيال عادة عبر مجموعات مخصصة لخدمة السوريين في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حيث يكتب غالبيتهم أن طريقة الوصول مضمونة إلى كندا وأن الهجرة تتم بشكل قانوني عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
لكن عند التواصل معهم تكتشف أنهم مجرد أشخاص يقبعون في منازلهم ويمارسون هذه العملية من وراء شاشات الحواسيب.
اتصلنا على أحد الأشخاص الذين يضعون إعلانات على مجموعة "وظائف إسطنبول" حيث كتب فيها: "المكتب السوري في تركيا يقدم للأخوة العرب لجوءا عن طريق المفوضية إلى كندا خلال 60 يوماً للعائلات فقط وبكلفة سبعة آلاف دولار".
قال الشخص الذي ادّعى أن اسمه محمد اليوسف خلال المكالمة: "لا يهم عدد أفراد العائلة. المهم أن يكونوا مسجلين في دفتر عائلة واحد ولا يجوز إدخال أسماء أخرى فيه، كما أن السفر إلى كندا سيكون في الشهر الرابع، وأنا مسجل أيضاً مع عائلتي".
وفيما يخص النقود أضاف "بالنسبة للمال يتم وضعه في مكتب تأمين أموال وبعد أن تصل إلى كندا يصبح المبلغ لي، وهذا المبلغ مدروس من حيث التكاليف والربح".
ولم يجب هذا الشخص عن الأوراق المطلوبة والمكان الذي يتم تقديم الأوراق لديه، حيث تهرب من الإجابة على عدة أسئلة وعندما طلبنا منه كتابة حديثه على الواتس آب من أجل تصويره وتوثيقه، تهرب من ذلك وأغلق الخط.