حرّكت مباريات المنتخبات العربية (السعودية وقطر وسورية) التي شهدتها البصرة مؤخرا، الماء الراكد في فنادق المدينة وأسواقها بعد توافد آلاف المشجعين العرب (من دول الخليج خاصة) والعراقيين من محافظات البلاد كافة.
ويؤكد محافظ البصرة أسعد العيداني في حديث لموقع "ارفع صوتك"، تأثير هذه المباريات الإيجابي على الشارع البصري و"هو ما لمسناه خلال مباراة العراق والسعودية حين امتلأت الفنادق واشتغلت التكسيات والمطاعم".
آلاف المواطنين وفدوا من محافظات البلاد كافة قبل بدء المباريات على ملعب البصرة الدولي، بسياراتهم الخاصة أو المستأجرة، وكذلك بالقطارات أو عن طريق المطار، واستقر كثير منهم بفنادق الدرجة الأولى، فيما نزل الباقون بالفنادق الشعبية التي تكاد تكون فارغة في معظم الأيام.
ويتفق مدير "فندق البصرة الدولي" طوني ديب مع جوانب هذه الصورة موضحا أن "المباريات حركت الفنادق والمطاعم ونقلت صورة إيجابية عن البصرة وإمكانياتها في استضافة البطولات، فالمدينة آمنة وتليق باستقبال رجال الأعمال ورؤوس الأموال".
حركة الطيران الداخلية ارتفعت وتائرها بشكل ملحوظ خلال هذه الفترة، فهبطت طائرات أكثر قادمة من بغداد وأربيل لنقل المشجعين، يقول مدير مطار البصرة سمير يونس.
كما أن شركات الطيران التي نقلت الوفدين القطري والسوري وقبل ذلك السعودي، توجهت برحلات أكبر من ذي قبل.
في الحركة.. بركة
"لم نكن نعمل في الأيام السابقة للبطولة كما عملنا هذه الأيام"، يقول سائق التكسي جمال علي، إذ إن مجيء الناس من المحافظات رفع دخله اليومي من نحو 35 ألف دينار يومياً إلى 75 الف دينار، وهو ما لم يعرفه منذ وقت طويل، مردّداً "الحركة بركة".
بائع لقناني الماء قرب المدينة الرياضية في البصرة، يبيع في يوم المباراة ما لم يتمكن من بيعه في شهر كامل، وهو ما يدعوه للطلب من الحكومة أن "تنظم مباريات كثيرة لكي تتوفر فرص عمل أكثر".
مردود نفسي
هذه البطولة كان مردوها الاجتماعي والنفسي موازياً للعامل الاقتصادي، حسب أخصائي علم النفس المعرفي بكلية التربية في جامعة البصرة الدكتور عياد إسماعيل صالح.
ويربط الأكاديمي "تحريك الاقتصاد البصري عبر أحداث كبرى كمباريات الكرة، بتحريك المجتمع نفسيا واجتماعيا، فالمردود المادي يعطي شعوراً من الاستقرار النفسي والشعور بالأمان".