تعرضت مدارس الغوطة الشرقية بسورية للقصف بغارات نفذها الطيران السوري والروسي، ما دفع بعض المدارس إلى نقل أقسامها إلى أقبية تحت الأرض خشية تعرض حياة الطلاب للخطر.
ورغم القصف المكثف، لم تشهد المدراس سوى حالات تسرب محدودة، كما يقول عمران الدوماني أحد الناشطين الإعلاميين في ريف دمشق.
غادر عمران الغوطة قبل ثلاثة أيام فقط.
ووثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مؤخراً حالة قصف لإحدى مدارس بلدة عربين، قتل فيها 15 طفلا رغم أن المدرسة كانت في قبو تحت الأرض.
ضحايا العلم
ورد في تقرير المنظمة الحقوقية الدولية، الصادر الخميس، أن أكثر من 4000 مدرسة في سورية باتت خارج الخدمة أو تدمرت أو تضررت بفعل الغارات الجوية.
وقال إن المدراس استهدفت "عمدا بواسطة القنابل الفراغية والأسلحة الحارقة التي تشبه النابالم".
تعليم طفلك أو حياته؟- هذا هو الخيار الرهيب المطروح على أهالي الغوطة الشرقية #سوريا https://t.co/kk8yfRjQM4 pic.twitter.com/tDFkr4G9ck
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) March 27, 2018
تقرير هيومن رايتس ووتش أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي قال بدوره إن 15 طفلاً قضوا في الغارة الجوية على عربين في الغوطة الشرقية.
وحسب المرصد، فإن ثلاثة صواريخ أطلقت من مقاتلة حربية ضربت المدرسة وهدمت طابقها السفلي الذي كان يستخدم كملجأ.
وانتقلت معظم المدارس في الغوطة الشرقية إلى مواقع تحت الأرض، حيث بات الطلاب يتلقون دروسهم خشية القصف الجوي المكثف على الغوطة.
وتخضع الغوطة الشرقية، لحصار خانق منذ خمس سنوات. ومنذ 18 شباط/فبراير، تعيش تحت وابل قصف شديد معزز بهجمات برية من قوات النظام التي تسعى لاستعادتها.
مدارس معلقة
علّقت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق، التابعة للحكومة السورية المؤقتة (معارضة)، دوام المدارس لأكثر من مرة.
الأستاذ ناصر البرازي، في العقد الثالث من عمره من مدينة دوما، يقول لـ(ارفع صوتك) "واجهنا العديد من المصاعب.. الكثير من الطلبة تأخر سنة وحتى سنتين عن الدراسة بسبب القصف العشوائي الذي نتعرض له".
يقول ناصر "جيل كامل تأثر بالحرب وتراجع علمياً. طالب الصف التاسع إن خضع لتقييم من المنطقي إرجاعه للصف السابع على الأقل".
وفي بداية شباط/فبراير، أصدرت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق بيانا آخر حول تعليق عمل المدارس.
عللت المديرية، الموجودة في مناطق سيطرة المعارضة، قراراها بالقول "لا يمكننا حماية الطلاب والكوادر من قصف الطيران الروسي وطيران النظام، وإننا نحمل مسؤولية إيقاف التعليم في المنطقة للنظام الروسي والسوري".
يقول عمر، 19 عاما، وهو طالب في الصف الثاني الثانوي في مدرسة بمدينة دوما: "قصفت مدرستنا مرتين. وصار فيه ضحايا من الطلاب أصدقائي أمامنا".
ويتابع "اعتدنا هون على القصف واعتدنا على تبليغات المدارس بعدم الدوام".
قصف بالنابالم!
يقول عمران الدوماني، الذي يعمل مصورا، إن االعديد من المدارس هدمت بالكامل خلال عملية "تحرير المدينة" من يد النظام السوري سنة 2013.
إثر ذلك، يوضح الناشط السوري، أقامت منظمات خيرية مدارس في الأقبية.
"رغم الصعوبات في البداية بسبب سوء الخدمة بالأقبية، إلا أن الطلاب والأساتذة بدأوا يعتادون على ذلك. كان التعليم منضبطاً وحالات التسرب قليلة"، يقول عمر.
ويؤكد الناشط السوري أنه كان شاهداً على "مجزرة حصلت في عربين".
يقول "استهدفت مدرسة تحت الأرض بالنابالم الحارق. أدى ذلك إلى مقتل عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال، وتحولت بعض الجثث إلى رماد بسبب الحرائق إلى درجة أن بعض الجثث لم يتم التعرف عليها".