لم يبق في ميدان الغوطة الشرقية غير مقاتلي فصيل "جيش الإسلام" (سلفي) وآلاف المدنيين المحاصرين في دوما، مركز الغوطة.
على الطرف الآخر، اكتملت عمليات ترحيل مقاتلي فصيل "فيلق الرحمن" وأهالي بلدات ومدن القطاع الأوسط: عربين، زملكا، حرستا، حمورية، سقبا وكفر بطنا.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إن أكثر من 80 ألف شخص فروا من الغوطة الشرقية منذ 9 آذار/مارس الحالي.
تجمع الفارون في ثمانية ملاجئ جماعية في ريف دمشق. وسمحت سلطات دمشق لحوالي 22 ألف منهم بالمغادرة لمناطق أخرى بعد الخضوع للتحقيق وإثبات وجود كفيل يستقبلهم.
في المقابل، ما يزال أكثر من 50 ألفا آخرين في الملاجئ.
Ongoing hostilities and military operations in #EastGhouta have led to over 50,000 displaced people and severely impacted the protection and well-being of civilians inside the enclavehttps://t.co/yOmSEZEyvU pic.twitter.com/JvmeRzitZD
— OCHA Syria (@OCHA_Syria) March 21, 2018
وتقول الأمم المتحدة إن الظروف هناك "سيئة" مع "وجود الاكتظاظ وظروف نظافة رديئة". ويسكن اللاجئون في مدراس، ومستودعات.
وتحتاج الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إلى 115 مليون دولار لتقديم المساعدة للنازحين.
وتعد مدينة دوما الجزء الوحيد المتبقي من الغوطة الشرقية الذي يخضع للحصار، بعد سلسلة اتفاقات محلية قادتها فصائل المعارضة المسلحة والنظام السوري في باقي المدن والبلدات.
تهجير مستمر
ما تزال الحافلات تنقل أهالي ريف دمشق إلى شمال سورية، خاصة إلى إدلب وريفها التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام التي تصنف من قبل الولايات المتحدة الأميركية تنظيما إرهابيا.
وتقول الأمم المتحدة إن ما يناهز 13 ألف شخص، أغلبهم مقاتلون وعائلاتهم، رُحلوا عبر حافلات إلى محافظة إدلب شمالا.
ولا يعرف عدد المتبقين في المناطق التي استعادها النظام، لكن الأمم المتحدة تقول إن بعض التقديرات تحددهم بين 20 و25 ألف شخص.
ووصلت الخميس الدفعة الخامسة من مهجري القطاع الأوسط من الغوطة الشرقية إلى قلعة المضيق على الحدود بين حماة وإدلب. وضمت نحو 90 حافلة على متنها 5250 مدنيا ومقاتلا في المعارضة.
وخرجت الدفعة الأخيرة، ليلة الأربعاء، الفائت من مناطق جوبر وزملكا وعربين وعين ترما في الغوطة الشرقية، ووصلت الخميس إلى أرياف إدلب.
وتم ترحيل المهجرين من الغوطة الشرقية على خمس دفعات متتالية، بناء على اتفاق بين فصيل "فيلق الرحمن" وجيش النظام السوري، برعاية روسية.
ولم توقف الاتفاقات القصف الجوي على الغوطة. وتقول هيئة "الدفاع المدني السوري" (القبعات البيض) إن حصيلة القتلى وصلت إلى 1433 شخصا، بينهم 223 سيدة و291 طفلا و12 متطوعا.
الائتلاف: إنها جرائم حرب
على إثر عمليات التهجير الحاصلة في الغوطة الشرقية، قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان "إن ما يحصل من عمليات تهجير في الغوطة الشرقية هي جرائم حرب وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وطالب الائتلاف بنقل الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين.
وقالت نائبة رئيس الائتلاف سلوى أكسوى "لا بد من ضرورة مشاركة مجلس حقوق الإنسان بعمليات التوثيق لعمليات التهجير".
مصير دوما
ما يزال بين 70 و78 ألفا محاصرين في مدينة ومحيطها، حسب الأمم المتحدة. وتعود آخر قافلة إغاثة دخلت دوما إلى قبل 15 يوما. ووزعت حينها مساعدات إنسانية وغذائية على 26 ألف شخص.
ولم يحسم ملف دوما بعد، وسط شائعات تفيد بفشل المفاوضات بين الجانب السوري وفصيل "جيش الإسلام" الذي يسيطر على المدينة.
وقال القيادي البارز في جيش الإسلام محمد علوش "إن المفاوضات تجري مع الجانب الروسي على فكرة البقاء أو الخروج بحل وسط، دون أن نهجر أراضينا".
وأكد، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الألمانية، أن "المفاوضات قائمة.
"الاتفاق لم يبرم بعد مع الجانب الروسي ولا نريد تسريب وكشف كل صغيرة وكبيرة عنه"، يقول علوش.