في سابقة تاريخية، فاز 36 قبطيا في الانتخابات النيابية الماضية في مصر
في سابقة تاريخية، فاز 36 قبطيا في الانتخابات النيابية الماضية في مصر

نجح 36 قبطيا في الوصول إلى عضوية البرلمان المصري في 2015. وهو أكبر رقم لهم منذ تأسيس البرلمان.

الفضل يعود لنظام الكوتا.

لقرون، حرم المسيحيون العرب من التمثيل السياسي. ولمواجهة التهميش التاريخي والعدد المتناقص بالهجرة والتهجير، عمدت دول عربية عدة إلى اعتماد نظام الكوتا.

مصر

يقدر أقباط مصر بخمسة ملايين نسمة وفق إحصاء رسمي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، لكن الكنيسة تشدد على أن عددهم يتراوح ما بين 15 و18 مليونا، أي حوالي 15 في المئة من السكان.

بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، في تموز/يوليو 2013، ازدادت حدة الاضطهاد والعنف ضدهم. وتعرضت كنائسهم لأكثر من هجوم إرهابي.

تاريخيا، ظل تمثيل الأقباط في الانتخابات هامشيا، خاصة منذ إقامة نظام الجمهورية سنة 1952، ما كان يضطر رئاسة الدولة إلى تعيين بعضهم في البرلمان لسد الفجوة. ويملك الرئيس المصري حق تعيين عدد من النواب.

لكن دستور سنة 2014 فتح المجال أمامهم للحصول على تمثيل أكبر في البرلمان بتنصيصه على نظام الكوتا. ومنح قانون تقسيم الدوائر الانتخابية الأقباط 24 نائبا، ضمن خمس فئات بينها المرأة والشباب ومتحدو الإعاقة. وبإمكانهم رفع هذه النسبة بحصد مقاعد أخرى في الترشيحات الفردية.

وفي انتخابات 2015، فاز 12 قبطيا بمقعد فردي إضافة إلى 24 نائبا بالكوتا، ليصبح العدد الإجمالي 36 نائبا من مجموع 567 عضوا في مجلس النواب.

الأردن

بدوره، يضمن الأردن تمثيل الأقليات الدينية والعرقية في مؤسسات الدولة: تسعة مقاعد للمسيحيين في مجلس النواب، وثلاثة مقاعد للأقليات الشركسية والشيشانية.

وفي فلسطين، كان نظام الانتخابات القديم الذي أقر سنة 1995 يضمن ستة مقاعد للمسيحيين ومقعدا واحدا للسامريين.

ورغم التحول، سنة 2005، إلى نظام مختلط يجمع بين القوائم والدوائر الانتخابية، حافظ المسيحيون على مقاعدهم الستة، بواقع مقعدين في كل من القدس وبيت لحم ومقعد واحد في كل من رام الله وغزة. في المقابل، فقد السامريون مقعدهم.

وفي سنة 2007، نص قرار بقانون من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن على تخصيص مقاعد للمسيحيين، يحدد عددها بمرسوم يصدر من الرئيس.

العراق

بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق عام 2003، تشكل نظام سياسي جديد قوامه المحاصصة بين أبرز مكونات المشهد السياسي في البلاد، أي الشيعة والسنة والأكراد.

صار العراق أشبه بلبنان جديد، وقسمت السلطة والوزارات ومؤسسات الدولة على أساس مذهبي وعرقي. ويكاد منصب رئيس الوزراء أن يتحول إلى اختصاص شيعي، ورئاسة البرلمان سنية، ورئاسة الجمهورية كردية.

ويضمن قانون الانتخابات العراقي تمثيل باقي الأقليات في البلاد. وخصص لها 10 مقاعد موزعة على الشكل التالي: ستة مقاعد للمسيحيين (واحد منها للأرمن في بغداد)، ومقعد واحد لكل من الأيزيديين والشبك في نينوى، وواحد للصابئة المندائيين في بغداد، وواحد للكورد الفيليين في بغداد.

ويحضر العراق للانتخابات البرلمانية في أيار/المقبل المقبل.

وتطالب أقليات أخرى بإشراكها في إدارة سياسة الدولة، كالتركمان والكاكائيين والبهائيين، في ظل إقرار دستور البلاد بضرورة تمثيل جميع مكونات الدولة في البرلمان.

لبنان

عاش لبنان حربا أهلية طاحنة مدة 15 سنة، أسس بعدها نظاما سياسيا جديدا بموجب اتفاق الطائف الذي رعته السعودية عام 1989.

لم يأت اتفاق الطائف بنظام المحاصصة. فمنذ أربعينيات القرن الماضي، جرى العرف على أن يكون رئيس الدولة مسيحيا مارونيا، ورئيس البرلمان مسلما شيعيا، ورئيس الوزراء مسلما سنيا.

لكن الاتفاق أسس، في المقابل، لتقسيم مقاعد البرلمان بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين، بعد أن كانت الكفة تميل للمسيحيين.

ويراعى في لبنان أيضا التوازن الطائفي في تقسيم المناصب العليا في الدولة، كقيادة الجيش والوزارات.

وتستعد البلاد لإجراء انتخابات نيابية خلال شهر مايو/أيار المقبل. وخصص القانون الجديد ثمانية مقاعد للدروز ومقعدين للعلويين ومقعدا واحدا تحت خانة "أقليات" (الأقليات الصغيرة كالسريان الأرثوذوكس مثلا).

سورية

يسيطر العلويون الشيعة في سورية على دواليب الحكم ومؤسسات الدولة السياسية والعسكرية. وينتمي الرئيس السوري بشار الأسد لهذه الطائفة التي تشكل 12 في المئة من سكان البلاد.

تشكل الأقليات الأخرى حوالي 10 في المئة من مجموع سكان البلاد. يأتي الأكراد في المرتبة الأولى ثم الأرمن والتركمان والأشوريون والدروز، والشركس.

وعدا النائب حمودة الصباغ، وهو مسيحي يرأس مجلس الشعب، لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية والعرقية الممثلة في مؤسسات الدولة السورية.

ويخلو الدستور السوري من الإشارة إلى تمثيلية واضحة للأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وكان آخر تمثيل لهذه الفئات في دستور 1930 الذي نص على نظام تمثيل الأقليات الطائفية، لكنه ألغي بعد إقرار دستور 1950.

البحرين

وعلى شاكلة سورية، تحكم الأقلية في دولة البحرين. ففي حين يمثل الشيعة من 60 إلى 65 في المئة من السكان، تنتمي الأسرة الحاكمة، آل خليفة، إلى الطائفة السنية. وتتهم الغالبية الشيعية السلطات بممارسة التضييق ضدها.

مواضيع ذات صلة:

أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني
أفراد من الطب الشرعي ينقلون رفات ضحايا المقبرة الجماعية ملعب الرشيد/مجلة الرقة المدني

محمد النجار

أكثر من 300 جثة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مدينة الرقة السورية تم إخراجها من مقبرة الفخيخة منذ بداية العام الحالي، وذلك بحسب ما ذكره فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، وتحدث قائد فريق الاستجابة في الرقّة ياسر الخميس في حديثه لوكالة "هاوار" التابعة لمناطق الإدارة الذاتية قائلاً إن معظم الجثث التي تم إخراجها منذ كانون الثاني الماضي/يناير لغاية آخر شهر آذار تعود لأطفال ونساء تم قتلهم على يد تنظيم داعش الإرهابي وضمن عمليات إعدام ميدانية.

المقبرة التي عثر عليها في التاسع من كانون الثاني/يناير الماضي، بدأ العمل عليها مباشرة بعد طلبات من الأهالي في المنطقة، وتقع منطقة الفخيخة على الضفة الجنوبية لنهر الفرات، وهي أرض زراعية تصل مساحتها إلى 20 دونماً، ولا يزال فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقّة يتابع عملياته لانتشال الجثث المتبقية فيها.

وعثرت قوات سوريا الديمقراطية على المقبرة التي وصفت بأنها أكبر مقبرة جماعية تضم رفات من قام داعش بقتلهم خلال سيطرته على المدينة آنذاك، كما توقع "فريق الاستجابة" وجود أكثر من 1200 جثة في هذه المقبرة، والتي كانت أرضاً زراعية لأهالي المدينة قبل تحويلها لمقبرة من قبل عناصر التنظيم.

 

 

في الحدائق والملاعب

تسيطر قوات سوريا الديمقراطية حاليا على الرقّة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.

مجلس الرقّة المدني أعلن في عدة مناسبات عن الكشف عن عدد من المقابر الجماعية داخل المدينة وفي ريفها، وكانت أغلب هذه المقابر في الحدائق الشعبية وملاعب كرة القدم والساحات العامة، وبعد اكتشاف المجلس لوجود هذا الكم الهائل من المقابر، أخذ فريق الاستجابة الأولية على عاتقه مهمة البحث عن هذه المقابر، وانتشال الجثث والتعرف عليها.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.

يقول طارق الأحمد وهو مسؤول في لجنة إعادة الإعمال في المجلس المحلي للرقة، إن "معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية، لاستعادة الرقة".

وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية. وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.

وخصص التنظيم المتطرف مقبرة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.

 

 

مقابر أخرى

في الأشهر الماضية كانت أبرز المقابر التي تم الكشف عنها في الرقّة مقبرة البانوراما، وتجاوز عدد الجثث فيها 150 جثة. وكذلك مقبرة الجامع العتيق التي تم الانتهاء من عمليات البحث فيها في أيلول سبتمبر 2018، ومقبرة حديقة الأطفال ومقبرة حدقة بناء الجميلي، ومقبرة معمل القرميد.

مقبرة الرشيد أيضاً من أوائل المقابر التي عثرت عليها قوات سوريا الديمقراطية وتم اكتشافها في ملعب الرشيد، وضمت رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.

وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.

في شباط/فبراير 2018، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.

وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.

وبدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.

ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن رمي عناصر داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقّة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباتت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم، وكان بين من قام برميهم "معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله (طالب جامعي) من مدينة الرّقة لموقع (ارفع صوتك).

 

 

آلاف الحالات من الاختفاء القسري

في تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان نشر في 28 آذار/ الماضي، تم توثيق 4247 حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011 وحتى يومنا هذا. وقالت الشبكة في تقريرها إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.

وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء 1712 شخصاً وتنظيم داعش 2125 شخصاً، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء 288 شخصًا وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء 122 شخصًا.

ووثقت الشبكة، في تقريرها، مقتل 4823 مدنيًا في الرقة خلال السنوات الماضية على يد أطراف النزاع، بينهم 922 طفلًا و679 امرأة.

وبحسب تقرير الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي تنظيم داعش نسبة 3%.