يفترض أن داعش خسر "دولته" في العراق وسورية بالكامل.
لكن عناصر التنظيم ما زالوا ينتشرون في عدة مناطق من سورية، ويحكمون السيطرة على بلدات ريفية، فيما تشن كل من قوات النظام وقوات سورية الديمقراطية هجمات عليهم من محاور متعددة.
ورغم ضعف التنظيم من حيث العتاد والعدد إلا أنهم مستمرون بشن هجمات سريعة على أماكن تمركز قوات النظام والقوات الكردية المدعومة أميركيا في ريف دير الزور.
عادة لا تستمر تلك الهجمات طويلا قبل أن يعودوا إلى التمركز في مناطق سيطرتهم.
في المقابل، ساهم انتقال عناصر للتنظيم من المناطق التي انسحب منها غربي وشرقي نهر الفرات إلى ريف دير الزور بتغطية جزء من الخسارات التي تكبدها التنظيم جراء الحملات العسكرية التي شنت عليهم والقصف الجوي من طيران التحالف.
يتمركز عناصر تنظيم داعش جنوبي شرقي دير الزور في ريف البو كمال حيث يسيطرون على بلدتي السوسة والسويعية ونقاط أخرى تقع عند الحدود العراقية السورية.
كما أن للتنظيم تواجدا شرقي مدينة تدمر ويمتد حتى محطة T2 النفطية الواقعة على خط النفط العراقي السوري، وينتشر عناصر داعش ايضاً في ريف العشارة والميادين.
ولا تتواجد إحصائية دقيقة لعدد عناصر التنظيم في ريف دير الزور، إلا أن العمليات العسكرية التي شنت عليهم أدت إلى إنقاص عددهم بشكل لافت، إضافة لهروب العديد من عناصر التنظيم من المنطقة بشكل متخف.
ويعتقد أن المئات من عناصر التنظيم السوريين أو الأجانب خرجوا إلى تركيا بطريقة غير شرعية. وتعلن قوات الأمن التركية عن اعتقال عدد منهم في ولايات عديدة مثل أنقرة وإسطنبول وغازي عنتاب وقونيا.
وفي آخر عملية أمنية، ألقى الأمن التركي القبض على عنصر يتبع لتنظيم داعش في مدينة اسطنبول، يوم الثلاثاء، وكان بحوزته مبالغ مالية كبيرة وعدة كيلوغرامات من الذهب كان قد أتى بها من سورية عن طريق التهريب إلى تركيا، حسب صحيفة ديلي صباح التركية.
وسيطرت قوات سورية الديمقراطية، الاثنين، على بئر الأزرق وبئر أبو شوارب النفطيين بعد اشتباكات مع مقاتلي التنظيم.
في المقابل، تقدم النظام السوري وسيطر مؤخراً على عدة مستودعات في كل من قرى الصالحية والدوير والكشمة وصبيحان بعد انسحاب التنظيم منها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات وصفها بالعنيفة بين النظام وداعش في البوكمال بدير الزور، ما أدى لمقتل عدد من عناصر النظام.
ووثق المرصد مقتل 182 عنصراً من النظام و47 عنصراً من تنظيم داعش خلال آخر 20 يوما من المعارك الدائرة بين الطرفين.
ويأتي ذلك في الوقت الذي استقدمت فيه قوات سورية الديمقراطية تعزيزات عسكرية إلى ريف دير الزور الشرقي، بعد أن تمكنت من السيطرة على بئري نفط في المنطقة.