ينتظر طارق الأحمد أي خبر جديد عن والده الذي اعتقله تنظيم داعش في الرقة أواخر عام 2014.
قبل أيام، اكتشفت مقبرة جماعية جديدة في المدينة التي كان التنظيم يتخذها عاصمة له. يقول طارق إنه تحقق من هويات الجثث التي تم انتشالها. لم يكن والده بينها.
"أنتظر أسماء الجثث الأخرى التي سيتم إخراجها"، يقول الشاب السوري في اتصال من الرقة مع (ارفع صوتك).
وضمت المقبرة، التي تم اكتشافها مؤخرا في ملعب الرشيد، رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد تنظيم داعش خلال سيطرته على الرقة بين 2014 و2017.
وفي الفترة التي أحكم فيها التنظيم قبضته على المدينة وريفها، تحولت الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.
فريق الاستجابة الأولية يستمر في عمله باستخراج الجثث من مقبرة جماعية لـ #داعش في ملعب الرشيد و يقوم بتقرير طبي رسمي قبل دفنها في مقبرة الشهداء#الرقة pic.twitter.com/DV2aq57ZHT
— قوات سوريا من الجبهة (@QSD_Jabha) April 24, 2018
في الحدائق والملاعب
تسيطر قوات سورية الديمقراطية حاليا على الرقة بعد طرد داعش منها خريف 2017. وتشترك لجان تابعة لها مع الطب الشرعي في عمليات الكشف عن مقابر جماعية.
وحسب مسؤول في لجنة إعادة الإعمار في المجلس المحلي للرقة، فقد تم اكتشاف أكثر من 600 جثة في أنحاء متفرقة من المدينة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
يقول طارق الأحمد إن معظم الإعدامات الميدانية جرت قبل فترة قصيرة من بدء حملة "غضب الفرات" التي قادتها سورية الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة، لاستعادة الرقة.
وحسب أحمد، نقل داعش جزءا من معتقليه خارج العراق، وقام بتصفية آخرين ودفنهم في مقابر جماعية.
وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط الرقة.
وخصص التنظيم المتطرف مقبرة خاصة لمقاتليه أطلق عليها اسم مقبرة "شهداء الدولة" بمعزل عن باقي مقابر المدينة.
سلسلة مقابر
مقبرة ملعب الرشيد هي الأخيرة في سلسلة مقابر تم اكتشافها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2017.
في شباط/فبراير الماضي، قالت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري إن قوات النظام عثرت على مقبرة جماعية غربي مدينة الرقة قرب بلدة رمثان، ونقلت الجثث إلى المشفى العسكري في حلب.
وقالت الوكالة أيضا إن القوات السورية عثرت، في أواخر كانون الأول/ديسمبر، على رفات 115 عسكريا ومدنيا في مقبرة قرب بلدة الواوي في ريف الرقة الغربي، كان داعش أعدمهم.
وبدورها، أعلنت قوات سورية الديمقراطية، خلال عمليات تحرير المدينة، إنها عثرت على مقبرة جماعية تضم عشرات الجثث قرب مدينة الطبقة بريف الرقة الشمالي.
ووقتها قالت وكالة فرات المحلية إن القوات الكردية اكتشفت المقبرة في منطقة صحراوية تبعد نحو أربعة كيلومترات عن الطبقة.
وتم التعرف على الجثث التي تعود غالبيتها لعناصر من قوات النظام وموظفين في مؤسسات الدولة.
عبد الله، طالب أدب عربي من مدينة الرقة في العشرين من عمره، يقول "إبان سيطرة تنظيم داعش على الرقة وريفها، كنا نسمع بشكل شبه يومي عن إعدامات لمعتقلين واعتقالات من الأجهزة الأمنية والحسبة للمدنيين".
"الهوتة" في ريف #الرقة، الذي استعمله #داعش المتشيطن كمقبرة جماعية ارتجالية، مانعا أهل المنطقة من حقهم لتشييع ذويهم. pic.twitter.com/HUzSedb2bP
— قوات سوريا من الجبهة (@QSD_Jabha) March 1, 2018
ومنذ 2014، تحدثت وسائل الإعلام عن طرح داعش جثث القتلى في حفرة الهوتة بريف الرقة الشمالي قرب بلدة سلوك. وباثت هذه الحفرة رمزا للمجازر التي ارتكبها التنظيم.
"رمى التنظيم فيها معتقلين على قيد الحياة"، يقول عبد الله.