علي عبد الأمير:
فرضت حرب الخليج الأولى التي اندلعت بين العراق وإيران في أيلول/ سبتمبر 1980، استحقاقات ووقائع كان على دول الخليج العربية أن تواجهها وتنسّق المواقف بشأنها.
وفي 25 أيار/مايو 1981 توصل قادة كل من دولة الامارات العربية المتحدة، دولة البحرين، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، دولة قطر، ودولة الكويت في اجتماع عقد في أبو ظبي إلى صيغة تعاونية تضم الدول الست تهدف إلى "تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها".
وعلى الرغم من تأكيد دول المجلس على أن تشكيله "لم يكن وليد اللحظة، بل تجسيداً مؤسسياً لواقع تاريخي واجتماعي وثقافي، حيث تتميز دول مجلس التعاون بعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيها"، إلا إنها لاحقا شهدت أزمات جعلت حلم "الوحدة" أمرا مستبعدا إن لم يكن أقرب للمستحيل.
وإذا كان غزو نظام صدام حسين للكويت 1990 عزز مكانة "مجلس التعاون" عبر الحفاظ على دولة خليجية كبيرة مثل الكويت، إلا أن الأزمة المتواصلة منذ أكثر عام بين قطر من جهة والسعودية والامارات والبحرين من جهة أخرى، وبقاء الكويت وسلطنة عمان على الحياد تؤكد تراجع حلم الوحدة إلى مستوى الخلاف والتهديد بالصدام المسلح.
ويشغل البحريني عبداللطيف بن راشد الزياني، منصب أمين عام المجلس منذ نيسان/أبريل 2011. وبدأ المنصب مع الكويتي عبدالله بن يعقوب بشارة (1 أيار /مايو 1981 - 31 آذار/مارس 1993) وخلفه الإماراتي الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي (1 نيسان/ إبريل 1993 - 31 آذار/مارس 1996) فالسعودي جميل الحجيلان (1 نيسان/ إبريل 1996 - 31 آذار/مارس 2002) فالقطري عبد الرحمن حمد العطية ( 1 نيسان/ إبريل 2002 - 31 آذار/مارس 2011).
الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ملكية، ثلاث دول منها تصف حكمها بكونه ملكياً دستورياً وهي قطر والكويت والبحرين، ودولة نظام حكمها ملكي مطلق وهي السعودية، ودولة نظام حكمها سلطاني وراثي وهي سلطنة عمان، ودولة نظام حكمها اتحادي رئاسي وهي الإمارات العربية المتحدة وهي عبارة عن سبع إمارات كل إمارة لها حاكمها الخاص.
كانت هناك محاولات لتوسيع عضوية المجلس، ليضم العراق باعتباره "دولة عربية مطلة على الخليج العربي" والجمهورية اليمنية باعتبارها "الامتداد الاستراتيجي" لدول مجلس التعاون. وللعراق واليمن عضوية بعض لجان المجلس كالرياضية والصحية والثقافية.
كما رحبت دول الخليج بفكرة انضمام الأردن والمغرب إلى مجلس التعاون. لكن ذلك لم يتحول إلى عمل ملموس على الرغم من الموقف المرحب.
وتختلف دول المجلس حيال الموقف من إيران، فثمة الموقف السعودي- الاماراتي- البحريني المندد بالدولة المطلة على الجانب الآخر من الخليج وسياساتها القائمة على التوسع، والكويتي المتردد والعماني المحايد.