لا تزال بعض الخلايا التابعة لتنظيم داعش متواجدة في مثلث المنطقة التي تربط بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين، لكنها ليست بـ"العدد الكبير الذي يشكل خطرا"، وفقا للمتحدث باسم مركز الإعلام الأمني العراقي العميد يحيى رسول الزبيدي.
تنفذ تلك الخلايا عمليات منفردة وسريعة، تعتمد فيها عمليات خطف ضحاياها من طريق بغداد-كركوك وقتلهم.
كانت آخر تلك العمليات، قتل رهائن كانوا في قبضة عناصر داعش، وعثرت القوات الأمنية على جثثهم الأسبوع الماضي على ذات الطريق.
ويقول الزبيدي في حديث لموقع (ارفع صوتك) "ردا على هذه الحادثة، انطلقت صباح الأربعاء عملية "ثأر الشهداء"، للقضاء على ما تبقى من خلايا للتنظيم في المنطقة المحصورة بين ديالى وكركوك".
يشارك في العملية الأمنية، قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع والحشد الشعبي وشرطة ديالى وصلاح الدين وبتنسيق مع قوات البيشمركة وبإسناد القوة الجوية وطيران الجيش وقوات التحالف الدولي، بإشراف قيادة العمليات المشتركة ورئيس أركان الجيش العراقي.
فيما يقتصر دور قوات البيشمركة على البقاء في خطوط الصد، لمنع أي هروب لعناصر التنظيم باتجاه إقليم كردستان، وفقا للزبيدي الذي يوضح أن خطة العملية الموضوعة "تعتمد على المعلومات الاستخبارية".
ويحذر خبراء أمنيون من وجود عناصر من تنظيم داعش تختبئ في سلاسل جبال حمرين ومنطقة العظيم، حيث يصعب على القوات العراقية فرض سيطرتها، ما يثير مخاوف من استمرار عمليات الإرهابية في تلك المناطق.
ويقول الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لموقع (ارفع صوتك) "لكي نفهم أسباب انتشار فلول داعش في مثلث جنوب شرق صلاح الدين وشمال شرق ديالى وجنوب كركوك، يجدر بنا أن نركز على التضاريس الجغرافية ونحو 116 قرية غير المسكونة".
ويلفت الهاشمي في منشور موسع له على صفحته في فيسبوك إلى أن "المجاميع الإرهابية انتشرت في مناطق شمال وشرق ديالى قبل فترة اتخاذ الزرقاوي من مزرعة في هبهب (جنوب شرق ديالى) مقرا للتحكم والسيطرة، حيث تم صيده بها في حزيران/ يونيو 2006".
تشكل هذه الجغرافية ذات التضاريس المتنوعة الخالية من السكان لأسباب عسكرية وسياسية، بيئة مثالية لتواجد الخلايا المتبقية.
ويوضح الهاشمي في حديثه لموقعنا أن كل ذلك يساعد عناصر التنظيم على الحركة بحرية وفق "قانون الأواني المستطرقة فهم يهربون من مناطق الضغط الأمني إلى المناطق الهشة والخواصر المريضة".
ويتابع "أيضاً يقاتلون بطريقة العمليات النوعية التي تعتمد على المقاتل الشبح، بعيدا عن تكتيك الجبهات القتالية الثابتة".
ووفقا لما رصده الهاشمي بعد متابعته للعمليات التي نفذها عناصر داعش خلال الأسابيع الأخيرة، فإنها "تعتمد تكتيك المفارز الجوالة الصغيرة من 9-11 مقاتلين، لديهم دراجات نارية وأسلحة متوسط وقاذفات آر بي جي، ومخابئ في كهوف حمرين والخانوگة ومكحول، وأيضاً كراجات داخل القرى المهجورة لسيارات حكومية من أجل السيطرات الوهمية".
فيما يؤكد المتحدث باسم مركز الإعلام الأمني العراقي أن العملية التي "انطلقت من ثلاث محاور، وحققت حتى اللحظة ضربات موجعة لما تبقى من خلايا لهذا التنظيم".
ويلفت الزبيدي إلى أنه تم تخصيص قطعات عسكرية إضافية لتأمين طريق بغداد- كركوك وأيضا ديالى- كركوك، أضافة إلى تنفيذ كمائن ونصب سيطرات وإدخال تكنلوجيا الكاميرات الحرارية والطائرات المسيرة في تأمين تلك الطرق، فضلا عن تكثيف الجهد الاستخباري.
لكن الهاشمي يرى أن المعالجة تبدأ "بتعزيز التواصل والثقة مع أهالي تلك القرى، وإسناد الحشود المناطقية والعشائرية وتنفيذ عملية شاملة تأسس على معلومات استخباراتية"، معتبرا أن "المصالحة الوطنية الجادة والعدالة هي من تعبر عن حقيقة المجتمع العراقي بعمق".