من بين 30 رهينة اختطفهم تنظيم داعش خلال سلسلة هجمات طالت محافظة السويداء (جنوب سورية)، أقدم التنظيم على ذبح شاب (19 عاما).
وقد تبنى التنظيم عبر حساباته مسؤولية هذه الهجمات التي أودت بحياة أكثر من 260 شخصاً، في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.
الأمم المتحدة تدين الهجمات على المدنيين في #سوريا بما في ذلك التفجير الإرهابي في مدينة السويداء اليوم الأربعاء. https://t.co/wWByDf7qQe pic.twitter.com/TRD2Sr6ocg
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) ٢٥ يوليو ٢٠١٨
ويرى مراقبون أن التنظيم يسعى الى استنهاض قواه عبر اتباع تكتيكات مروعة، استخدمها على نطاق واسع خلال السنوات الماضية، بما في ذلك استهداف الأقليات بأساليب وحشية.
ويعتبر الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي أن تنظيما مثل داعش لا يمكن أن يترك ما يعرف بالإرهاب ضد المدنيين، ولا برنامجه القائم على زعزعة الاستقرار في المناطق المحررة.
ويقول في حديث لموقع (ارفع صوتك) "داعش ما زال لديه القدرة على أن يهدد ملف تمكين الاستقرار بمادة الإرهاب التي يجيد استخدامها، كالخطف والكمائن وقطع الطرق الاقتصادية والتواجد في مناطق الفوضى السياسية والدينية".
الخطف تكتيك داعش المقبل
وبحسب مصادر محلية في السويداء والمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن تنظيم داعش يفاوض على إطلاق سراح المخطوفين مقابل إفراج الحكومة السورية عن عناصر موقوفين لديها.
#المرصدالسوري 183 استشهدوا وقضوا خلال أعنف هجوم والأكثر دموية على مدينة #السويداء وريفها والذي ترافق مع تفجيرات من قبل تنظيم "#الدولة_الإسلاميةhttps://t.co/Khvlrc8DA8
— #المرصدالسوري #SOHR (@syriahr) ٢٥ يوليو ٢٠١٨
ويكشف مرجع ديني درزي في السويداء لوكالة الصحافة الفرنسية، أن روسيا وبالتنسيق مع دمشق تتولى التفاوض مع التنظيم لإطلاق سراح المخطوفين البالغ عددهم حالياً 14 سيدة مع 15 من أولادهم.
وتلقت عائلة الشاب الذي أعدم، وهو من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي تسجيلي فيديو له، يطلب في الأول وهو مربوط اليدين خلف ظهره من القائمين على المفاوضات الاستجابة لمطالب التنظيم.
بينما يوثق الثاني عملية ذبحه.
وشكلت هذه المقاطع حلقة رعب بعد هجمات التنظيم على السويداء، والتي تعد الأكثر دموية ضد الأقلية الدرزية.
ويرى الهاشمي أن التنظيم يحاول تعويض الخسائر البشرية التي مني بها في العمليات العسكرية، عبر خطف الرهائن المدنيين ومن ثم مبادلتهم بعناصره الموقوفين، وهو سياق قديم متبع لديه.
وسبق للتنظيم أن اتبع التكتيك ذاته في شمال شرق سورية عام 2015، عند خطفه 220 مسيحياً أشوريا، وأطلق سراحهم على دفعات مقابل حصوله على مبالغ مالية ضخمة.
مواجهة التنظيم
ويناور تنظيم داعش حاليا لما يعرف بـ"دولة التمكين التي خسرها"، ويحتاج إلى سنوات للعودة إلى قوته ويحتاج إلى تمويل ذاتي وموارد بشرية.
يقول الهاشمي "سوف يصنع عمليات إرهابية شديدة يتجاوز فيها على السجون لصناعة أكثرية ويحاول أن يوجد فوضى مبنية على الهوية الدينية".
وينقسم التنظيم حاليا إلى نوعين من الجماعات.
- الفلول التي خسرت أرض التمكين وتعيش في المناطق المفتوحة والقرى المهجورة.
- والجماعات التي تعيش في الولايات والمناطق المستقرة.
ويحتاج موضوع القضاء على الجماعتين إلى جهد كبير من أجهزة الاستخبارات وأموال كثيرة لاختراقها.
وعدا ذلك "ستكون حرب صعبة وطويلة وتستنزف الكثير من القدرات"، وفقا للخبير الهاشمي.