لم تتردد رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن بوصف الهجوم المسلّح على المسجدين بالـ"الإرهابي" كما ترددت وسائل إعلام عدة في استخدام ذلك الوصف، فأظهرت حزمها منذ اللحظة الأولى.
تتالت فيديوهات وأخبار أصغر رئيسة وزراء في العالم، وثالث رئيسة وزراء امرأة لنيوزلندا، التي سمح فيها للمرأة بالتصويت قبل الولايات المتحدة بـ20 عاماً.
صنعت الموقف وصنعت القرار بحزم أمام الهجوم الذي اعتُبر "الأكثر دموية" في تاريخ نيوزلندا الحديث.
مسارعتها لزيارة أهالي الضحايا واحتضانهم وارتداء الحجاب وإلقاء تحية المسلمين باللغة العربية، وتصريحاتها بشأن القاتل وإلحاق أقصى العقوبات به، سلبت عقول وقلوب العالم.
New Zealand%27s Prime Minister #JacindaArdern won the hearts worldwide by embracing crowds outside mosque #ChristchurchMosqueAttack #NewZealandShooting https://t.co/v1GfWKCXBG via @MailOnline
— Nazia Jabeen (@RumaisaAli6) March 17, 2019
رئيسة وزراءنيوزيلندا #جاسيندا_أرديرن:"منفذالجريمة إرهابي متطرف لايستحق حتى ذكر اسمه"هذه هي الأنظمة القائمة على العدل وهذه هي سياسة الدول المتحضرة حين يكون للإنسان كرامة ولاموطن للإرهاب والتطرف في واقع العالم الحر.
— أحمد بن ناصر (@alnasser19701) March 19, 2019
#جاسيندا_أرديرنأصغر رئيسة وزراء في العالمتواسي المسلمين اليوم في مصابهمتشعر بصدق مشاعرها فبلدها الآمن وشعبها صدم من حجم الجريمةنتمنى ان تتحول هذه المشاعر لبرنامج عمل لمواجهة عنصرية اليمين والسيطرة على تسليحهم وحماية المسلمين#الانسانية_تجمعنا#نيوزلنداpic.twitter.com/DS5RYUs61i
— أسامة رشدي (@OsamaRushdi) March 16, 2019
إجازة أمومة
منذ تسلمها المنصب، شغلت أرديرن الإعلام، كونها أصغر رئيسة وزراء في العالم، فهي مواليد عام 1980، كما أنها تعيش مع حبيبها من غير زواج، وهو شيء غير مألوف بالنسبة لزعيمات وزعماء دول أخرى في العالم.
تسلّمت منصبها بعد فوزها بانتخابات عام 2017، كانت في أول شهور حملها، لتكون ثاني زعيمة سياسية تحمل أثناء المنصب بعد بنظير بوتو، رئيسة وزراء باكستان.
وحين أنجبت ظهرت للإعلام من المستشفى تخبر شعبها بالاسم الذي اختارته مع شريكها لابنتهما، ومقدمة الشكر لكل من سهر وأشرف على ولادتها.
وكانت أول رئيسة وزراء تأخذ إجازة أمومة لمدة ستة أسابيع، كما ظهرت ابنتها معها وشريكها في قمة نيلسون مانديلا للسلام في نيويورك، الولايات المتحدة 2018.
وكما كان لها معجبون كان أيضاً من انتقدها، مثل كاتب عمود في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، بقوله "رئيسة وزراء حامل هذه ليست صورة للنسويّة بل هي خيانة لناخبيك، فبلادك يجب ألا تدخل في منافسة بين اهتمامك بها واهتمامك بطفلتك الصغيرة".
وحين سُئلت عن ردها على هذا الانتقاد خلال مقابلة تلفزيونية بعنوان "الحامل في موقع القوّة" مع محطة أميركية، قالت إيردرن "النساء يقمن بمهام متعددة في نفس الوقت كل يوم، كل يوم، البعض يعتقد أن المرأة إما أن تكون أماً أو شيئاً آخر. هل أستطيع أن أكون رئيسة وزراء وأم معاً؟ بالطبع، وهل أنا سعيدة بذلك؟ نعم".
يشارك حبيبها كلارك غيفورد وهو مقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، في اللقاء، تسأله المذيعة إن كان يساعد في الاعتناء بالطفلة أثناء غياب أرديرن فيقول "نعم"، وبين سؤال وجواب، تقول المذيعة "تبدوان طبيعيين جداً"، فيسأل كلارك "كيف يجب أن نكون؟ هل ارتكبنا خطأ ما؟".
إذن هذا جانب شخصي من حياة امرأة تعبّر عن نفسها بحريّة، ووصلت لصنع القرار في دولة هي عبارة عن جزيرتين في "قاع العالم" حسب أوصاف جغرافية، يقطنها نحو 5 ملايين شخص (تعداد 2018)، وتعد من البلدان المتقدمة في مجالات التعليم والحرية الاقتصادية وانعدام الفساد، كما تُصنّف مدنها باستمرار بين الأكثر ملاءمة للعيش في العالم.
وفي الهجوم الإرهابي الذي تم تصويره من قبل المنفذ بطريقة البث المباشر، ظهرت انتقادات واسعة وافتراض مؤامرة من قوات الأمن في المدينة لأن تدخلّها لم يكن فاعلاً، وفق ما هو متوقع في دولة متقدّمة كنيوزلندا، لتبدأ الحقائق والملاحظات عن هذا البلد بالتداول.
منها ما كتبته الدكتورة نجمة علي، في فيسبوك:
التعليم والبدايات السياسية
درست أرديرن فيMorrinsville College" " حيث كانت ممثلة الطلاب في مجلس أمناء المدرسة، ثم التحقت بجامعة وايكاتو، وتخرجت عام 2001 بدرجة البكالوريوس في دراسات الاتصال في السياسة والعلاقات العامة.
والتحقت مبكراً في صفوف حزب العمل، لتصبح ناشطة بارزة في قطاع العمل الشبابي للحزب، وبعد التخرّج عملت كباحثة في مكاتب سياسيين وإداريين نيوزلنديين.
انتقلت أرديرن إلى لندن للعمل كمستشارة سياسية في وحدة "80 شخصاً للسياسات" كان من بينهم رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، إلا أنها لم تلتقه قط في لندن، بينما التقته خلال ندوة له في نيوزلندا عام 2011.
تقول عن ذلك اليوم خلال مقابلة مع صحيفة محليّة "أتذكر أنني كنت أفكر إذا طرحت سؤالاً ، هل سأحرج أحداً؟ لكنني أردت حقاً أن أسأل عن العراق. لذلك فعلت. قلت (بعد معرفة ما تعرفه الآن، ماذا كنت ستقوم بشيء مختلف تجاه الأمر؟ يعني ضمناً، ألا تذهب إلى الحرب؟"
ليصدمها جواب بلير "كنت سأستعد لأبقى في العراق فترة أطول"، حيث بدا لأرديرن أنه لم يعتذر على الإطلاق.
الجدير ذكره أن بلير اعتذر لاحقاً منتصف عام 2016 قائلاً "أعرب عن حزن وأسف واعتذار أكبر مما يمكنكم تصوّره".