أردوغان يشارك في جنازة الزعيم الروحي لجماعة "إسماعيل آغا".

شهدت مدينة إسطنبول التركية،  الثلاثاء الماضي، تشييعاً شعبياً ورسمياً للزعيم الروحي لجماعة "إسماعيل آغا" الصوفية التركية، حسن أفندي كيليتش، الذي تُوفي عن عمر يناهز 94 عاماً.

وشارك الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في التشييع بنفسه رفقة عدد من المسؤولين الحكوميين، ما يشير إلى المكانة العالية التي حظي بها "كيليتش" وجماعته الدينية.

 

حليف أردوغان الأبرز

تزعّم حسن أفندي جماعة "إسماعيل آغا" بعد نحو عامين من وفاة الشيخ السابق للجماعة، محمود أوسطه أفندي، في يونيو 2022. وكان آخر ظهور إعلامي له في 30 مارس الماضي، عشية انتخابات البلديات، حين زاره أردوغان في بيته، في خطوة تشير إلى حجم وتأثير هذه الجماعة التي تُقدّر أعداد أفرادها بالملايين، وتوصف بأنها "الحليف الديني الأبرز" للرئيس التركي.

يتبع أتباع "جماعة إسماعيل آغا" الطريقة النقشبندية التي تُعد من أشهر الطرق الصوفية في الشرق الأوسط.

تأسست الجماعة في ثمانينات القرن الماضي على يد الشيخ محمود عثمان أوغلو، شيخ الطريقة النقشبندية التركية، الذي ولد في ولاية طرابزون شمال تركيا عام 1929، وبقي إماماً لمسجد إسماعيل آغا في إسطنبول إلى العام 1996.

 خلال تلك الفترة جذب أوغلو من خلال دروسه ومحاضراته مئات الآلاف من الطلبة والمريدين الذين كانوا يأتون إليه من جميع الولايات التركية لسماعه، في ظل توجّه عام لدى المجتمع التركي نحو تقديس الطرق الصوفية كإرث ديني وحضاري منذ أيادم الدولة العثمانية التي قرّب سلاطينها مشايخ الصوفية، حتى إن بعض هؤلاء السلاطين اتخذوا من المشايخ وزراء ومستشارين، كما فعل السلطان، محمد "الفاتح"، وغيره.

 

مواجهة الانقلاب

زادت جماعة "إسماعيل آغا" من رصيدها الشعبي من خلال توسيع نشاطها وعدم  اقتصارها على نشاط المساجد والوعظ والخطب والدروس الدينية، إنما امتدّ تأثيرها في عدة مجالات بالمجتمع، فكان لها مدارس وجمعيات خيرية ونشاطات تجارية واجتماعية أخرى عزّزت من خلالها نفوذها المجتمعي حتى باتت رقماً حاضراً ومؤثراً في الانتخابات البرلمانية أو المحلية والرئاسية في البلاد. وهذا ما يفسر حرص أردوغان على زيارة زعيم هذه الجماعة قبيل أي انتخابات، في دعم صريح من هذه الجماعة لحزب العدالة والتنمية والرئيس التركي.

وخلال تاريخها شكّلت جماعة "إسماعيل آغا" أحد أبرز المدافعين عن "التراث الديني" للمجتمع التركي في مواجهة العلمانية التي بدأت بحكم مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية.

ولذلك لم يكن غريباً أن تدعم الجماعة مختلف الأحزاب الإسلامية في البلاد وعلى رأسها حزب الرفاه بزعامة، نجم الدين أربكان،، الذي يعد الأستاذ السياسي والفكري للرئيس التركي الحالي، قبل أن يندلع الخلاف بينهما.

وفي عهد أردوغان حظيت الجماعة باهتمام حكومي خاص ودعم سخيّ، وبات أفرادها بمثابة حزب ديني مؤيد لأردوغان، وهو ما ظهر بشكل جلي ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، حيث خرج معظم أتباع الجماعة إلى الشوارع والساحات في مواجهة الانقلاب.

ويعيش أفراد الجماعة في تركيا حياة مختلفة تماماً عن نمط معيشة الطبقات الاجتماعية الأخرى، إذ لا يزالون يحافظون على مبادئ دينية معينة، ويرتدون زياً إسلامياً تراثياً، مع حرص كثير منهم على تعلم اللغة العربية والتحدث بها كنوع من الحفاظ على الموروث الديني من جهة.

مواضيع ذات صلة:

الدوحة تستضيف منذ سنوات كبار القادة في حركة حماس
الدوحة تستضيف منذ سنوات كبار القادة في حركة حماس

يخطط قادة حماس لمغادرة قطر إلى العراق، مع تصاعد ضغوط الدوحة والولايات المتحدة على الحركة لإبداء مرونة أكبر في المحادثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وفق ما أوردت صحيفة "ذا ناشيونال"، الاثنين.

وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة، فقد وافقت الحكومة العراقية الشهر الماضي على استضافة قادة حركة حماس على أراضيها، بعدما خطط قادة الحركة لمغادرة قطر، على أن تتولى إيران مسؤولية حماية مكاتب ومنسوبي الحركة في بغداد.

وكشفت تلك المصادر أن "فرقا أمنية ولوجستية تابعة لحماس توجهت إلى بغداد للإشراف على الاستعدادات لهذه الخطوة".

وذكرت الصحيفة أن الخطوة تمت مناقشتها الشهر الماضي من قبل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وممثلين عن الحكومتين العراقية والإيرانية.

وأشارت  إلى أن نائبا عراقيا بارزا، وزعيم حزب سياسي له علاقات وثيقة مع الجماعة المسلحة مدعومة من إيران، أكدا هذه المحادثات.

وقال النائب العراقي إن "الخطوة المحتملة تمت مناقشتها بشكل منفصل الشهر الماضي، في محادثة هاتفية بين هنية ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني".

وأضاف النائب العراقي "لا يوجد إجماع بين الجماعات السياسية العراقية بخصوص انتقال حماس إلى بغداد، إذ يخشى البعض، خاصة الأكراد وبعض السنة، من أن يؤدي ذلك إلى تعميق الخلافات مع الولايات المتحدة". 

وتابع قائلا "لكن على الرغم من عدم وجود توافق في الآراء، فإن قرار الحكومة العراقية باستضافة حماس لن يتم التراجع عنه".

ولفت النائب العراقي والزعيم السياسي إلى أن "بغداد ترحب بفكرة أن يكون لحماس حضور رفيع المستوى في العراق"، وأشارا إلى أن "قادة الحركة لم يحددوا موعدا لهذه الخطوة، مع أن حركة حماس افتتحت هذا الشهر مكتبا سياسيا برئاسة محمد الحافي في بغداد".

ووفق الصحيفة، فإن "هناك خططا للحركة لفتح مكتب إعلامي في بغداد خلال الأسابيع المقبلة".

ولم تستجب الحكومة العراقية لطلب الصحيفة للتعليق.

وتأتي هذه الخطوة في وقت لا تزال فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر، متعثرة.

وألقى مسؤولون أميركيون باللوم على حماس في عدم إحراز تقدم، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اقتراحا لإنهاء الحرب في غزة

ولم يكن هناك اتصال مهم بين الوسطاء وحماس وإسرائيل منذ رفضت حماس فعليا الاقتراح الذي أعلنه بايدن في وقت سابق من هذا الشهر.

ورفضت حماس الاقتراح، وكررت مطالبتها بأن أي اتفاق يجب أن ينص على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار غزة، والعودة غير المشروطة للفلسطينيين الذين شردتهم الحرب.

وأضافت المصادر أنه تم إبلاغ مسؤولي حماس بأنهم قد يواجهون الطرد من قطر، بما في ذلك تجميد أصولهم خارج غزة، إذا لم تظهر الحركة مرونة في المفاوضات.

وتم تسليم هذا التحذير إلى القيادة السياسية لحماس، بما في ذلك هنية، في اجتماع عقد في الدوحة هذا الشهر، مع وسطاء قطريين ومصريين. 

وجرت المحادثات بعد زيارة قام بها مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز للدوحة.

ووفق الصحيفة، "إذا انتقل زعماء حماس إلى العراق، فإن ذلك سيخلق المزيد من التحديات أمام مفاوضات وقف إطلاق النار، إذ من المحتمل أن يكون للدوحة تأثير أقل على الحركة، التي يعيش قادتها السياسيون في قطر منذ عام 2012".

وقال مصدر آخر للصحيفة، إن "حماس تخطط للاحتفاظ بشكل من التمثيل في الدوحة، للإشراف على العلاقات مع قطر، إذ من المتوقع أن تكون الدوحة من بين المساهمين الرئيسيين في جهود إعادة الإعمار في غزة بعد الحرب".

وتستضيف الدوحة أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. كما أن قطر ظلت لسنوات الداعم المالي الرئيسي للحكومة التي تقودها حماس في غزة. 

وأدى هجوم السابع من أكتوبر الذي شنه مسلحون بقيادة حماس إلى مقتل 1200 شخص واختطاف نحو 250 شخصا آخرين، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وقتل أكثر من 37600 فلسطيني منذ أن نفذت إسرائيل هجومها الانتقامي على قطاع غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.