تختلف الديانات الإبراهيمية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، في نظرة كل منها للخلاص، وفي نظرتها للجنة. في هذا السياق، ظهر السؤال المُلح حول إمكانية دخول الجنة لغير المؤمنين، وهو السؤال الذي لقي إجابات مختلفة في كل حالة من الحالات الثلاث.
في هذا المقال، نطرح هذا السؤال لنعرف كيف نظرت النصوص اليهودية والمسيحية والإسلامية للجنة، وكيف تباينت وجهات نظر علماء الأديان الثلاث في مسألة دخول "الكافر" لها.
اليهودية.. لا تصورا واضحا لمفهوم الجنة
يتفق أغلبية الباحثين المتخصصين في دراسات اليهودية والعهد القديم على أن التوراة -أسفار موسى الخمسة- لم تتحدث عن البعث والنشور، وما يرتبط بهما من حضور لمفاهيم الجنة أو الجحيم بشكل مباشر. في ذلك، يقول المؤرخ الأميركي ول ديورانت في كتابه قصة الحضارة: "لم تبن فكرة البعث في خلود اليهود إلا بعد أن فقدوا الرجاء في أن يكون لهم سلطان في هذه الأرض، ولعلهم أخذوا الفكرة عن الفرس، أو لعلهم أخذوا شيئًا منها عن المصريين القدماء...".
رغم ذلك، فإن بعض المواضع التي وردت في أسفار العهد القديم، أشارت إلى "شيول"، وهو مكان غامض، يتكون من حفرة مظلمة وعميقة، يرحل إليها الموتى بعد أن يفارقوا الحياة.
تحول وادي "جي هنوم"، قرب أورشليم، والذي كان الكنعانيون يقومون فيه بتقديم الأضاحي البشرية، إلى جهنم، تلك الأرض التي تشتعل فيها النيران، ويلقى فيها المذنبون الجزاء.
في القرن الرابع قبل الميلاد، ومع حلول الحقبة الهيلينستية -تلك التي عملت على الدمج بين الأفكار الشرقية والغربية- بدأ مفهوما الجنة والجحيم يجدان لنفسيهما مكانًا في العقل اليهودي. واعتمادًا على بعض الإشارات الواردة، ومنها على سبيل المثال ما جاء في الإصحاح الثاني عشر من سفر دانيال "وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ"، ظهرت جنة عدن على كونها المكان الذي يذهب إليه الصالحون بعد بعثهم. في السياق نفسه، تحول وادي "جي هنوم"، الذي يقع بالقرب من أورشليم، والذي كان الكنعانيون يقومون فيه بتقديم الأضاحي البشرية، إلى جهنم، تلك الأرض التي تشتعل فيها النيران، والتي يلقى فيها المذنبون الجزاء على ما ارتكبوه من شرور وآثام.
هذه الرؤية تطورت كثيرًا عبر الزمن، ولا سيما في فترة العصور الوسطى، ذلك أن اليهود الذين عاشوا في البلاد الإسلامية، تأثروا كثيرا بالاعتقاد الإسلامي الراسخ في وجود حياة أخرى بعد الموت. ومن ثم، لم يكن من الغريب أن نجد أن الحاخام سعديا بن جاؤون الفيومي المتوفى 330هـ يؤكد على أن الأبرار والأخيار سيبعثون في الدار الآخرة بأرواحهم وأجسادهم، وأنهم سيعيشون في النعيم، بينما يتعذب الأشرار ويتألمون. الفيلسوف اليهودي الأشهر موسى بن ميون المتوفى 601هـ، تأثر هو الآخر بالثقافة الإسلامية، فقال بالبعث الأخروي، ولكنه قصره على أرواح الأخيار فقط، وقال إن: أرواح الأشرار ستفنى مثل أرواح الحيوانات والطيور.
في المجمل، يمكن القول إن الجنة -في المُتخيل اليهودي- غامضة، وغير محددة المعالم، ولكنها -إلى حد بعيد- تقتصر على اليهود دون غيرهم من الأمم.
المسيحية.. قبول كاثوليكي لدخول غير المسيحي للملكوت
على النقيض من اليهودية، تعترف المسيحية بوجود الجنة أو الملكوت أو الفردوس وأن ثمة حياة ثانية سيعيشها الإنسان بعد موته. الشرط -الأساس- الذي حددته المسيحية لدخول الملكوت السماوي، يتمثل في الإيمان بيسوع المسيح، وبكونه المخلص الفادي، الذي غفر عبر صلبه وعذابه الآثام التي لحقت بالإنسان من جراء اقتراف الخطيئة الأولى.
من هنا، سنجد أن أسفار العهد الجديد أكدت مرارًا على حتمية الإيمان بيسوع، كما أعلت من شأن بعض الممارسات الطقسية المرتبطة بهذا الإيمان. من ذلك ما ورد في الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنا: "الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ"، وما ورد في الأصحاح ذاته بخصوص شرط المعمودية اللازم لدخول الجنة، إذ جاء فيه: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ". في السياق نفسه، جرى التنبيه على سر الأفخارستيا (طقس تناول قطعة صغيرة من الخبز) وأهميته في الحياة بعد الموت: "إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم"، وذلك بحسب ما ورد في الإصحاح السادس من إنجيل يوحنا.
تحولت الكاثوليكية إلى التأكيد على أن غير المسيحي من الممكن أن يتمتع بالملكوت بعد الموت.
بحسب المعتقد المسيحي التقليدي، فإن كل من رفض الإيمان بالمسيح المخلص، فإنه سوف يذهب إلى الجحيم ليلقى العذاب الأبدي، وقد ظهر ذلك الاعتقاد في الإصحاح الحادي والعشرين من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي: "وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ، فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي".
رغم أن الاعتقاد باستحالة دخول غير المسيحي إلى الملكوت السماوي كان هو الاعتقاد السائد في معظم الأوساط المسيحية عبر القرون، إلا أن الأمر تغير في الفترة المعاصرة خاصة وسط الكنيسة الكاثوليكية والتي تحولت إلى التأكيد على أن غير المسيحي من الممكن أن يتمتع بالملكوت بعد الموت. ومن أبرز تلك الآراء ما وقع في المذهب الكاثوليكي، في المجمع الفاتيكاني الثاني في عام 1965م.
في كتابه "عقيدة خلاص غير المؤمنين: بين الجذور والثمار"، يسلط المؤلف حلمي القمص يعقوب الضوء على ذلك المجمع، فيذكر أنه قد شهد حضور 2400 أسقف كاثوليكي، مع بعض المراقبين من الكنائس الأخرى الأرثوذكسية والروم الأرثوذكس والإنجليكان والبروتستانت، وأن البابا يوحنا الثالث والعشرين قد افتتح أعمال المجمع في أكتوبر1962م، بينما اختتم فعالياته البابا بولس السادس في ديسمبر 1965م. وبحسب يعقوب، فإن المجمع قد قرر عقيدة خلاص غير المؤمنين في جلسته الرابعة في أكتوبر 1965م. وقد جاء فيما صدر عنه من تقرير وتوصيات التأكيد على أن "تدبير الخلاص يشمل أيضًا أولئك الذين يؤمنون بالخالق، وأولهم المسلمون الذين يُعلنون أنهم على إيمان ابراهيم، ويعبدون معنا الله الواحد، الرحمان الرحيم، الذي يدين الناس في اليوم الآخر…". كما ورد أنه "بإمكان الله أن يقود إلى الايمان الذي يستحيل إرضاء الله بدونه، بطرق يعرفها هو، أناسًا يجهلون الإنجيل عن غير خطأ منهم…".
يؤمن التيار البروتستانتي المحافظ أنه لا خلاص خارج الإيمان المسيحي.
فيما يخص التيار المسيحي البروتستانتي، والذي ينقسم إلى العديد من الفرق والطوائف، فتتباين فيه الآراء حول مسألة دخول غير المسيحي للملكوت السماوي. على سبيل المثال، يذكر القسيس البروتستانتي والباحث في الفلسفة بجامعة أمستردام، عماد عبد المسيح أن هناك عدة مدارس في دوائر اللاهوت البروتستانتي فيما يتعلق بخلاص غير المسيحيين. المدرسة الأولى هي المدرسة الحصرية exclusivism والتي ترى أنه لا خلاص خارج الإيمان المسيحي، وهي المدرسة المحافظة والشائعة. أما المدرسة الثانية، وهي المدرسة الأكثر رحابة inclusivism وترى أن الخلاص في المسيح وفقاً للإنجيل، ولكن لله طرق أوسع من معرفتنا في دعوة البشر إليه، وهي مدرسة أقل شيوعاً.
الإسلام.. بين "الكافر" المعاند و"الكافر" غير المعاند
يعتمد الطرح الإسلامي التقليدي على القول بأن اعتناق الدين الإسلامي هو السبيل الوحيد للخلاص ودخول الجنة. هذا الطرح تجلى بصور مختلفة في العديد من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، كما ظهر -بشكل واضح- في شروح وتفاسير العشرات من الفقهاء ورجال الدين المسلمين على مر القرون.
من أهم الآيات التي استند إليها أصحاب هذا الطرح الآية التاسعة عشر من سورة آل عمران "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"، وهي الآية التي شرحها ابن كثير المتوفى 774ه في تفسيره، بقوله إن فيها "إخبارا من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين، حتى خُتموا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لقي الله بعد بعثته محمدًا صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته، فليس بمتقبل...". المعنى نفسه ورد في بعض الأحاديث النبوية، ومن أشهرها الحديث الوارد في صحيح مسلم بن الحجاج المتوفى 261هـ، والذي جاء فيه "والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ، لا يسمعُ بي أحدٌ من هذه الأمةِ، لا يهودِيٌّ، ولا نصرانِيٌّ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كان من أصحابِ النارِ".
هذا التوجه -الذي سيتنامى ويزداد قوة مع الوقت بفعل وقوع التوسعات العسكرية الإسلامية، واصطدام المسلمين بالفرس والبيزنطيين- سيعمل على تهميش المعنى الظاهر الوارد في بعض الآيات الأخرى، والتي تؤكد على أن غير المسلمين من الممكن أن يصلوا لخلاصهم، ومنها على سبيل المثال، الآية الثانية والستون من سورة البقرة "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، إذ تم تفسير الآية على كونها قد قصدت الجماعات التي سبقت ظهور الدعوة المحمدية، وهي الجماعات التي كانت تتبع الأنبياء والمرسلين السابقين على النبي محمد.
رغم شيوع هذا التفسير في العقل الإسلامي الجمعي، إلا أن تأسيس علم الكلام، وظهور الفرق والمذاهب الكلامية والأصولية المختلفة -ومن أشهرها أهل السنة والجماعة، والشيعة، والمعتزلة- أسفر عن حضور بعض الملاحظات المهمة المتعلقة بفكرة الخلاص والجنة. وكان أهم تلك الملاحظات هي تلك التي يتساءل أصحابها عن الفارق بين الكافر المعاند والكافر غير المعاند، وهل هناك اختلاف في مصير كل منهما في الدار الآخرة؟
على الرغم من أن الأغلبية الغالبة من العلماء المسلمين عبر القرون لم يفرقوا -إطلاقًا- بين الكافر المعاند -وهو الذي يعرف أن الإسلام هو الدين الحق، ولكنه يرفض اعتناقه من باب الكبر والغرور والجحود- والكافر غير المعاند -وهو الذي يجهل حقيقة الدين الإسلامي، فإن هناك مجموعة من العلماء والمفكرين المسلمين الذي رفضوا الجمع بين الصنفين، فأكدوا -بطرق مختلفة- على أن الكافر غير المعاند إنما يُعذر بجهله، كما ذهب بعضهم إلى أنه يُرجى له الدعاء بالرحمة، وبأن الله من الممكن أن يصفح عنه.
يقول أبو حامد الغزالي: إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى.
من أول هؤلاء المفكرين، المتكلم المعتزلي الجاحظ (أبو عمرو عثمان بن بحر المتوفى 255ه)، والذي نُقل عنه قوله: "إن الله لا يعاقب الكفار، إلا أولئك المعاندين الذين يدركون الحق ويحيدون عنه حرصًا على جاه أو رئاسة. أما الباقون منهم-وهم الذين يمثلون سواد الناس وأكثريتهم- فإن من الظلم عقابهم لأنهم لا يفهمون الحق إلا من خلال العادات والتقاليد التي نشأوا عليها والله ليس بظلام للعبيد".
العالم الأندلسي الظاهري ابن حزم المتوفى 456ه، أشار في كتابه الموسوعي "الفِصل في الأهواء والملل والنحل" بشكل سريع لتلك المسألة، فربط مسألة الكفر بالعلم، فقال: "صح أنه لا يكفر أحد حتى يبلغه أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا بلغه فلم يؤمن به فهو كافر…"، وفي المعنى ذاته ذكر في كتابه "الإحكام في أصول الأحكام"، ما نصه "إن اللَّه - تَعَالَى - لم يأمر قط بشيء من الدين إلا بعد بلوغ الأمر إلى المأمور، وكذلك النهي، فصح أنه لا نذارة إلا بعد بلوغ الشريعة، وأنه لا يكلف أحد ما ليس في وسعه، وليس في وسع أحد أن يعرف شريعة قبل أن تبلغ إليه".
هذا الباب -العذر بالجهل- سيُفتح على مصراعيه على يد أبي حامد الغزالي المتوفى 505هـ، إذ سنجده في كتاب "فيصل التفرقة بين الإيمان والزندقة" -وهو واحد من كتبه الأخيرة- يفصل المسألة، ويسهب في شرحها. يقول: "إن أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى، أعني الذين هم في أقاصي الروم والفرس ولم تبلغهم الدعوة، فإنهم ثلاثة أصناف: الصنف الأول: لم يبلغهم اسم محمد صلى الله عليه وسلم أصلًا، فهم معذورون. الصنف الثاني: بلغهم اسمه ونعته، وما ظهر عليه من المعجزات، وهم المجاورون لبلاد الإسلام والمخالطون لهم، وهم الكفار الملحدون. الصنف الثالث: هم بين الدرجتين، بلغهم اسم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يبلغهم نعته وصفته، بل سمعوا -أيضًا- منذ الصبا أن -والعياذ بالله- كذابًا اسمه محمد ادعى النبوة، كما سمع صبياننا أن كذابًا يقال له: المقفع بعثه الله تحدياً بالنبوة كاذبًا، فهؤلاء عندي في معنى الصنف الأول، فإنهم مع أنهم لم يسمعوا اسمه سمعوا ضد أوصافه، وهذا لا يحرك النظر في الطلب...".
القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي: يرجى العفو للكافر المبالغ في الاجتهاد في تحصيل الهدى، وذلك الرجاء من فضل الله ولطفه إذ لا تقصير عنده.
هذا المعنى نبه عليه القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي المتوفى 685هـ في كتابه "طوالع الأنوار من مطالع الأنظار"، إذ يقول رابطًا بين الخلاص والعفو الإلهي من جهة والاجتهاد في الوصول للعقيدة الحقة من جهة أخرى: "ويُرجى العفو للكافر المبالغ في الاجتهاد في تحصيل الهدى، وذلك الرجاء من فضل الله ولطفه إذ لا تقصير عنده…".
هذه الأقوال لم تُعرف فقط عند المعتزلة وأهل السنة والجماعة، بل إننا نلاحظها أيضًا في كتابات العديد من الفقهاء والمتكلمين الشيعة، ومن أشهرهم بهاء الدين العاملي، والمعروف بالشيخ البهائي المتوفى 1030ه، إذ نُقل عنه قوله: "إن المكلف إذا بذل جهده في تحصيل الدليل فليس عليه شيء وإن كان مخطئًا في اعتقاده، ولا يخلد في النار وإن كان بخلاف أهل الحق"، وذلك بحسب ما يذكر محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة.