أن تكون “علمانياً"، هل يعني أن تكون ملحداً لا دينياً؟
كيف تعرّف “العلمانية" اليوم؟ هل ما يزال البعض يراها مخلفات للفكر الشيوعي وأن انتشارها يسلب الناس إيمانهم وديانتهم؟ أم أنهم يعتبرونها طريقة للخروج من مشكلاتهم السياسية عبر فصل الدين عن السياسة في دولة مدنية تستوعب المتدينين وغيرهم؟
مصطلح " العلمانية" هو مصطلح منفر نسبياً في المجتمع العربي، و وصف "هذا علماني" هو أكثر التهم الجاهزة قوة في تشويه سمعة الخصوم السياسيين والقضاء على شعبيتهم في عدد من الدول العربية. فالمجتمعات العربية إجمالاً دينية الهوى، و" العلماني" لا يزال في وعي كثيرين هو الشخص الذي لا دين له. غير أن الإشكالية لا تقتصر على المصطلحات فقط، فحتى لو تم استبدال كلمة "العلمانية" بتعريفها " فصل الدين عن الدولة"، ستبقى الشكوك حاضرة ومانعة لتقبل هذا المبدأ في الحكم.
وتبدو الحرب ضد العلمانية واضحة في وسائل التواصل الاجتماعي، يتقدمها علماء الدين، وخصوصاً من المناطق العربية التي توصف بأنها محافظة أكثر من غيرها، كمنطقة دول الخليج العربية.
غير أن للعلمانية مؤيديها والمدافعين عنها في وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً. ولا يلبث هؤلاء المؤيدون بين فترة وأخرى لقيادة حملات للتعريف بهذا المفهوم وشرحه من وجهة نظرهم.
ومن الواضح مشاركة المغردين ومرتادي وسائل التواصل الاجتماعي من لبنان ومصر والعراق في هذه الحملات، تعبيراً عن تماسهم المباشر واليومي مع مطالبات بفصل الدين عن الدولة.
وعلى عكس ما يتوقعه البعض، لا تكمن مشكلة تقبل فكرة فصل الدين عن السياسة في فهم المصطلحات لدى الشارع العربي، إذ من الواضح أن لدى الكثيرين فكرة واضحة عما يعنيه هذا المصطلح
الكثيرون يرون العلمانية الحل الوحيد للصراعات السياسية في بلدانهم. ومثلما أصبحت "العلمانية" تهمة مكررة في السياسة، أصبحت أيضاً أسلوباً فعالاً يمارسه المتشددون للهجوم على كل من ينادي بتطوير المجتمعات العربية ومفاهيم حقوق الإنسان، مثل موضوع حقوق المرأة مثلاً الذي أصبح كل من ينادي به متهماً " بالعلمانية".
و بدأ الكثيرون برفع أصواتهم حول مفهوم فصل الدين عن السياسة في مجتمع عربي يعاني من صراعات كثيرة، وهو ما شهدناه في نقاش موقع إرفع صوتك عبر صفحات التواصل الاجتماعي
ورأى عدد من المتابعين أن الحل لا يكمن فقط في فصل الدين عن السياسة، إذ أن المجتمعات العربية تحتاج إلى نظام حكم عادل يكفل حقوق الجميع أمام القانون.
هل يمكن تطبيق فصل الدين عن الدولة في المجتمعات العربية برأيكم؟ شاركونا النقاش بالتعليق هنا على الموقع أوعبر فيسبوك وتويتر.
*الصورة 1: الكثيرون يرون العلمانية الحل الوحيد للصراعات السياسية في بلدانهم/وكالة الصحافة الفرنسية