يعاني العراق منذ سنوات طوال من "جيش من الأرامل" تتزايد أعداده كل يوم نتيجة أعمال إرهابية متكررة، يقع ضحيتها رجال ونساء وأطفال بين قتيلٍ غادر الدنيا وبين يتيم وأرملة يعانون من خسارة المعيل فلا يجدون قوت يومهم.
قدرت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة، وفي دراسة نشرت على موقعها في عام 2014، عدد الأرامل في العراق بين مليون و أربعة ملايين أرملة، أو ما يمثل 10 بالمئة من النساء البالغات في العراق.
إحدى هؤلاء الأرامل إلهام مشير، التي خسرت زوجها سائق سيارة الأجرة حين انفجرت قنبلة موقوتة لصقت إلى سيارته أمام بيته الفقير في أحد أحياء بغداد.
إلهام تتحدث عن يوم 2 شباط/فبراير من عام 2008 وآخر اللحظات التي رأت فيها زوجها، طالب محمد.
بعد وفاة زوجها، لم يكن لها أن تقضي أيامها في الحزن. فخرجت محاولة أن تعيل أطفالها الثلاثة، ومن بينهم طفلة رضيعة، أسماها زوجها على اسمها (إلهام).
اشترت تنوراً طينياً لتصنع الخبز وتبيعه للناس، لكن هذا لم يكن كافياً. فاضطر ولداها (سرمد وداود) للعمل في جمع القمامة، قبل أن يتجاوزا الثامنة من العمر. ليستمرا وأمهما بهذا العمل لأربع سنوات.
ولأنها تخاف عليهم من الانحراف أو أن يُستغلوا من جماعات متطرفة متعددة، صارت تقضي بعض أيام الاسبوع دائرة بين المؤسسات الإغاثية وغيرها حتى توفر ما يكفيها.
مات زوجي: فعمل أولادي بجمع القمامة
إلهام، مثلها مثل غيرها من أرامل العراق، تسير حافية على أرض مليئة بالثروات إلى جهات متعددة لتطلب العون فتجد أمامها جموعاً من الأرامل، بعضهن لم يتجاوزن الـ 20 عاماً من عمرهن.
"أتمنى لو كنت مع زوجي ذلك اليوم. وأتمنى لو كان يوم الثاني من شباط يحمل معه ضحيتين بدل الواحدة. أرهقني حِملُ عائلةٍ وتكرار الإذلال اليومي من أجل كسب لقمة العيش."
"العيد راح وياهم"
تحدثت إلهام بمرارة عن العيد، وهي لا تجد ما تشتريه لابنتها الصغيرة. مثلها مثل أيتام آلاف الضحايا، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ضحية تطرف نتج عنه إرهاب غرس أنيابه في كل تفاصيل المجتمع.
*الصورة: قدرت المفوضية السامية لحقوق الانسان عدد الأرامل في العراق بين مليون و أربعة ملايين أرملة/وكالة الصحافة الفرنسية