حاوره علي عبد الأمير:
لا يتوقّف السياسي ورجل الدين العراقي السيّد إياد جمال الدين، عن إثارة الكثير من المواقف عبر قراءات مختلفة لأوضاع بلاده والمنطقة والعالم، فهو يرى بوضوح يُحسد عليه ما لا يراه كثيرون، فضلاً عن جرأته في تسمية الأشياء بوضوح تام، ممّا جعله في مرمى أعداء كثر لا يرون في آرائه وأفكاره إلّا خطراً جديّاً على مصالحهم وسلطاتهم.
وعن آخر ملامح الصراع المشتعل في المنطقة، والذي اتخذ من الطائفية عنواناً كبيراً، يقول جمال الدين في حوار مع موقع (إرفع صوتك) إنّ "الصراع سياسي بالأساس، ويستخدم الطائفية في تحريك عناصره المؤثرة"، انطلاقاً من "كون الدين والمذهب، عنصرين مهمين في تشكيل الوعي والإيمان الشعبي"، مؤكّداً وجود "ثلاث قوى دينية تتصارع في المنطقة وهي: ايران، السعودية، والإخوان المسلمين ممثلين بتركيا وقطر".
الأمر بيد الدول ولا دور حقيقي للشعوب؟
وحول الدور الشعبي في نزع فتيل الأزمة، يؤكّد جمال الدين أنّ الأمر مرهون بإرادة الدول وليس الشعوب، منوهاً إلى أنّ "أغلبية العراقيين كانت تدين بالولاء لحزب "البعث" وتغير ولاؤها لاحقاً لتؤكّد بذلك أنّ الشعوب تأخذها الأهواء وليس المواقف".
الدولة الدينية: أزمة هوية الآن وأزمة وجود لاحقاً؟
ويعتقد السيّد جمال الدين أنّ الدول الدينية في المنطقة تعاني أزمة هوية، مشدّداً على خطر استخدام تلك الدول للأبعاد الدينية والمذهبية سياسياً:
وفي الإطار ذاته، يجد جمال الدين أنّ استعمال الدولة للدين كأيديولوجيا في سياساتها، والمكاسب الآنية من استخدام الدين والمذهب في الصراع سترتد على تلك الدول وتهدّد وجودها لاحقاً:
مقبلون على حرب دينية كبرى
ويحذّر جمال الدين من حرب دينية كبرى ستحرق أخضر المنطقة ويابسها، لكنّه يتوقع نتيجة من تلك الحرب، أن تتعلم الدول والشعوب معنى جديداً لإدارتها عبر نظام قابل للحياة.
وردّاً على سؤال لموقع (إرفع صوتك) حول تحذيره من وقوع الحرب الدينية فيما هو ذاته وآخرون يقرون بأنّ تلك الحرب مشتعلة الآن في المنطقة؟ يقول جمال الدين إنّ "الحرب لم تقع بصورة مباشرة، وما يحصل هو صراع غير مباشر".
*الصورة: إياد جمال الدين/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659