بغداد – بقلم ملاك أحمد:

كيف تثبت أنّك لست طائفياً وأنّك لست متطرفاً لمذهبك الشيعي أو السني في عصرٍ يسوده الجنون الجماعي المتّسم بالتعصب؟ سؤال طرحه موقع (إرفع صوتك) على مواطنين عراقيين لتتفاوت ردودهم وتعبيرهم عن مدى انفتاحهم على العيش المشترك مع الآخر المختلف.

حياتي ستكون في خطر

يقول حسين عباس، وهو من الطائفة الشيعية، في حديث لموقع (إرفع صوتك) إنّ "أبناء الطائفة السنية شركاء لنا في الوطن، ولا يمكنني رفض أيّ منهم. لكن من ناحية أخرى، لا أستطيع السكن في منطقة غالبيتها من السنة.. هذا هو الحل الأمثل للعيش بسلام".

من المستبعد أن يترك عباس منطقة الشعلة (الشيعية)، فهو يتخيل ما ينتظره فيما لو حاول السكن في منطقة العامرية (السنية) ببغداد. "عندها، لن أستطيع إحياء الكثير من الشعائر الدينية التي أواظب عليها في اللّيالي العشر الأوائل من شهر محرم الهجري بحريّة، لأنّ أغلب سكّان هذه المنطقة يرفضون هذه الشعائر"، حسبما يقول.

والعامرية كما هو معروف عنها من أكبر المناطق البغدادية التي شهدت الكثير من الصراعات الطائفية بعد العام 2003، لذا يفترض عباس أنّ حياته ستكون عرضة للخطر فيما لو حاول السكن فيها.

وردّاً على سؤال حول القبول بانتخاب رئيس للعراق من الطائفة السنية، يجيب قائلاً "أين هو الرئيس؟ لا أعتقد أنّ هناك أهمية فعلية لوجود رئيس سني أو شيعي لأنّ الأحزاب الدينية هي فعلياً من تحكم البلاد".

أنا سنّي، ولم أقتل صديقي الشيعي

أما أيمن محمد، وهو من الطائفة السنية ويسكن في منطقة العامرية، فيقول "علاقتي مع الشيعي تعرّضت لضغوط كبيرة بسبب الأحداث الطائفية السابقة التي لم يكن لنا فيها أي يد. أنا سنّي، لكنّي لم أقتل صديقي الشيعي. ولا زميلي الشيعي في الدراسة الجامعية هو من قتل وخطف ابن جيراني السني، كلّ ما في الأمر أنّه يوجد مخطط يستهدف تدمير العراقيين كافة".

ويضيف "صحيح كنا نعيش معاً مثل الأهل وربطتنا أواصر المحبة والتآخي لسنوات طويلة، وسنستمر. لكن هذا الكلام لا يمكن أن يقتنع به الذي فقد ابنه أو شقيقه أو ابن عمه أو صديقه لأنّهم من الطائفة المختلفة".

محمد يرغب أن تعود الأمور لطبيعتها كما كانت في السابق، لكنّه فاقد الثقة بالحكومة ويعتقد أنّها السبب في تأجيج الصراعات الطائفية.

ويضيف "أواجه مشاكل كثيرة أهمّها عدم قدرتي على تجاوز معاناة جماعتي السنة، أشعر كأنّني أظلم شقيقتي التي قُتل زوجها الطبيب داخل عيادته التي تقع في منطقة شيعية عندما أدافع عن شيعي أمامها".

*الصورة: ملصق "لا للطائفية" على إحدى السيارات في بغداد/إرفع صوتك

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.