أربيل - بقلم متين أمين:
"المجتمعات العربية الواقعة تحت وطأة الإرهاب ودول العالم الأخرى أدانت التفجيرات الإرهابية التي شهدتها فرنسا لأنّها تعي تماماً مشكلة الإرهاب وتداعياته المستقبلية الخطرة"، بهذه الكلمات يبدأ المواطن الكردي سيروان عمر حديثه لموقع (إرفع صوتك) عن التباين في التعاطف الذي أبداه العالم مع فرنسا وما يبديه تجاه العراق وإقليم كردستان والدول العربية أثناء تعرضها لهجمات إرهابية.
يعلّق عمر على مشاركة أشخاص يحملون جنسيات أوروبية في تنفيذ الهجمات الإرهابية في العراق أو إقليم كردستان ويعتبر أنّ "ذلك لا يعكس أجواء البلاد العامة التي يحمل الإرهابي جنسيتها، والمهم أن تكون نوايا هذه البلدان صادقة في محاربة التطرف والإرهابيين".
يعتبر عمر كذلك أنّ "التحالف الغربي ضد تنظيم داعش أتى متأخراً. فلو كان هذا الدعم الدولي موجوداً منذ سنوات في محاربة التشدد، لما وصل الحال بنا الى هذا اليوم، الذي بدأ فيه الإرهاب بالامتداد الى الغرب".
هجمات ضد البشرية
الهجمات الأخيرة في باريس أتت في لحظة لم تكن متوقعة وأثارت ضجّةً كبيرة في كلّ بقاع الأرض، وليس فقط موقع التفجير كما يحدث حين تُفجّر إحدى العواصم العربية. ويعتبر الكاتب والصحافي حامد محمد علي، في حديث لموقع (إرفع صوتك)، أنّ "الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس لم تكن هجمات على الفرنسيين فقط، بل هي هجمات استهدفت البشرية جمعاء، لذلك نرى أن جميع الشعوب والرأي العام الدولي تعاطفوا مع الفرنسيين"، مشيراً إلى أنّ "تنظيم داعش الإرهابي لا يهدد الفرنسيين فقط وإنّما يهدد العالم أجمع".
يعود حامد بالزمن إلى الوراء، تحديداً عندما تعرّض أهالي كردستان إلى الهجمات من قبل النظام العراقي السابق (أيّ نظام صدام حسين)، ويقول "بالنسبة لنا نحن شعب كردستان، عدم تعاطف المجتمع الدولي والدول العربية معنا عندما تعرضنا للهجمات من قبل النظام العراقي السابق سواءً في حلبجة أو في عمليات الأنفال، عِتابٌ نعتبره دَيناً عليهم".
لكنّه يضيف "في الوقت نفسه، الزمن تغيّر اليوم عن ثمانينيات القرن المنصرم حيث لم يكن الإعلام متطوراً كما هو اليوم، حتّى يتطلع العالم إلى ما تعرض له الشعب الكردي والشعوب الأخرى في المنطقة".
التعاطف أمر طبيعي
من جهته، يصف المواطن سامي حسين التعاطف مع أوروبا بشكل عام ومع فرنسا خاصة بـ"الأمر الطبيعي لأنّ إدانة العمليات الإرهابية التي تستهدف أي مكان من العالم واجب، خاصة أن تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى تسعى إلى خراب الحضارة الإنسانية، وبالتالي يجب أن نقف ضدها".
ويروي حسين لموقع (إرفع صوتك) "قبل نحو ثماني سنوات من الآن، نجوت من عملية إرهابية في بغداد بأعجوبة وتعرضت لإصابة جراء الانفجار. لا زلت أذكر تلك اللحظة المرعبة. صحيح أن المجتمع الدولي لم يتضامن معنا كما يتضامن اليوم مع فرنسا، لكنّ دول العالم قدّمت خلال السنوات الماضية الكثير من الدعم للعراق".
ويضيف حسين "في الوقت ذاته، هذه الدول كانت مقصرة بشكل عام من ناحية أنّها لم تكافح داعش والتنظيمات الأخرى من جذورها في الشرق الأوسط ولم تقضِ على حواضنها في العالم العربي. لهذا إنتقل هذا الفيروس المخيف إليها".
ويرى أنّه "يجب أن تعيد هذه الدول النظر بسياساتها تجاه الشرق وتبدأ من الآن حرباً فكرية ضد هذا الفكر الإرهابي لتقتلعه من الجذور".
الشعوب الإنسانية
وتعزو المواطنة بفرين محمد أسباب التضامن الدولي والعربي مع فرنسا إلى الإنسانية التي تتسم بها الشعوب الأوروبية، وتقول لموقع (إرفع صوتك) "الشعوب التي يتّصف مواطنوها بالإنسانية يكون لهم قيمة أكبر من الشعوب البعيدة كل البعد عن مفهوم الإنسانية".
وتضيف "الإنسان في الدول المتقدمة تعدّى ومنذ عصور التنوير ما نَمُر به اليوم في الشرق. هم منشغلون بالمعرفة والصناعة والتعليم والفنون، ونحن بنحر الرقاب وسبي النساء والأطفال وبيعهن في الأسواق كالسلع والصراع الطائفي والعنصري وتهميش البعض".
وتؤكّد بفرين "العالم العربي ودول الشرق الأوسط أصبحت مغناطيساً لجذب أشرار العالم الذين يتلقون فيها دروساً في التطرف والإرهاب، ومن ثم يعودون إلى بلدانهم حاملين معهم علّة الإرهاب. لذا يحقّ للمجتمع الدولي أن لا يتضامن معنا، فمناطقنا هي أساس الشر".
*"الشعوب التي يتّصف مواطنوها بالإنسانية يكون لهم قيمة أكبر من الشعوب البعيدة كل البعد عن مفهوم الإنسانية"/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659