المغرب - بقلم زينون عبد العالي:
في ظلّ قلّة المبادرات المدنية لمواجهة التطرف الذي أصبح يهدّد حياة المواطنين المغاربة، وخاصة التهديدات الصادرة عن تنظيم داعش، برزت فكرة استغلال مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للقيام بهذه المهمة.
الشاب المغربي محمود اعبابو، 30 عاماً، اختار المشاركة في محاربة "الأفكار الظلامية" على طريقته، حيث أنشأ قناته خاصة على موقع "يوتيوب" ليبث من خلالها حلقات من برنامج ( بعيد) وهو برنامج يتعرّض للأفكار المتطرفة بطريقة ساخرة.
البودكاست وسيلة بديلة!
يقول محمود في حديثه لموقع (إرفع صوتك) إنّ فكرة البرنامج جاءت بعد ملاحظته "غزو الأفكار المتطرفة لمجتمعنا المغربي"، فقرر بمساندة مجموعة من الأصدقاء العمل على هذا النوع من البودكاست، "في محاولة لنبذ الكراهية والتطرف الذي ينشره الفكر المتشدّد الغريب عن مغربنا، مغرب الإسلام المتنور المتعايش".
ويوضح محمود "منذ حلقته الأولى، لاقى برنامجي معارضة من البعض. غير أن نسبة الترحيب به كانت أكبر. وهو ما يدل على أن الحاجة كانت ماسة لمثل هذه المبادرات، كما سبق وأن تلقيت تهديدات من الدواعش، سواء عبر الرسائل الخاصة أو حين تم استهداف أحد المواقع الإخبارية التي تعود لي والتي تقوم بنشر حلقات البرنامج".
مظاهرة كبرى ضد داعش، لكن..
طموح البودكاستر المغربي أدّى به إلى إطلاق حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الخروج في مسيرات ضد تنظيم داعش.
ويقول محمود "مؤخراً طرحت ذلك السؤال المشهور: بما أن المسلمين يرفضون داعش ويقولون إنّه لا يمثّل الإسلام، فلماذا لا يخرجون في مسيرات تعبر عن هذا الرفض لبربرية ووحشية هذا التنظيم؟"
لكن المسيرة لم تأخذ طريقها إلى الشارع، لأن "تخاذل المجتمع المدني والجمعيات حال دون تحقيق الأمر، ناهيك عن خوف المواطنين من استهدافهم من طرف داعش".
لمحاربة التطرف يجب..
يتحدّث محمد عن السبل لمحارفة التطرّف، قائلاً "التطرف في تقديري لن يقضى عليه الا بمراجعة صريحة ونقدية للتراث الاسلامي، و نبذ الفكر المتشدّد القائم على التكفير ونبذ الآخر وإطلاق حملات تفضح زيف هذه الأفكار".
*الصورة: محمود اعبابو/إرفع صوتك
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659