بغداد – بقلم ملاك أحمد:

مع تطوع الآلاف من العراقيين في قوات الحشد الشعبي إلى جانب الجيش العراقي لمواجهة تنظيم داعش، انطلقت حملات شبابية واسعة للوقوف ضد السلبيات التي من شأنها تشويه صور الذين تركوا حياتهم ووظائفهم لمحاربة التنظيم، بالإضافة إلى رفع معنويات المتطوعين للقتال في ساحات المعركة.

عيد ميلاد مقاتل

17

يقول الشاب حسن عبد الصاحب، وهو أحد المشاركين في مبادرة "عيد ميلاد مقاتل" التي نظمها مجموعة من الشباب المتطوعين، في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) "هذه المبادرة جاءت لدعم الجيش ومساندته ضد تنظيم داعش وإدخال الفرحة في قلوبهم وتذكيرهم بأنّنا معهم".

وتتمثل المبادرة بتقديم المواطنين "كيكة"، مع كتابة رسالة شخصية لكل مقاتل لتعبر له عن دعمهم ومساندتهم له.

ويشير حسن إلى أنّ المبادرة لاقت ترحيباً من الناس، وتحديداً ربات المنازل، "كنّا نجمع الكيك ونذهب به إلى ساحات المعركة ونقدّمه لكل من يصادف عيد ميلاده بهذه الأيام".

هذه المبادرة بنظر المتطوع في قوات الحشد الشعبي كاظم ريسان "شكلت فرحة كبيرة للمقاتلين وزادت من أواصر المحبة بين قوات الحشد والشعب".

زيارة الجرحى في المستشفيات

02

ويبدو أن الدعم الشعبي لقوات الحشد والجيش العراقي لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعداه إلى تنظيم زيارات من قبل مجموعات شبابية للجرحى داخل المستشفيات الحكومية للاطمئنان على حالاتهم الصحية.

ويقول أنور الساعدي، وهو أحد المتطوعين، في حديث لموقع (إرفع صوتك) "أواظب مع مجموعة من الشباب على حثّ الناس لزيارة الجرحى والاطمئنان عليهم وتقديم الزهور لهم".

 ويضيف "نحن مسؤولون عن جعلهم يشعرون بحبنا لهم واهتمامنا بحياتهم لأنّهم يضحون بأنفسهم مقابل التخلص من داعش".

وتهتم مجموعة أخرى من الشباب بنقل معاناة الجرحى من قوات الجيش والحشد الشعبي إلى كل من لديه القدرة على تقديم المساعدات عبر التبرعات المالية لمعالجة هؤلاء الجرحى، وخاصة الحالات الصحية الحرجة، حسبما يشير المواطن حمزة القصاب. ويضيف في حديث لموقع (إرفع صوتك) "يبدي البسطاء من الناس تعاونهم معنا ورغبتهم في المساهمة في هذا الشأن".

مساعدة عوائل الشهداء

ولعلّ مشكلة عوائل الشهداء من أبرز المشاكل اليوم، لا سيما أن غالبية الذين يتطوعون في قوات الحشد الشعبي لمحاربة داعش ينحدرون من عوائل فقيرة. لذلك عمد كثير من الشباب، وخاصة طلبة الجامعات، إلى إطلاق حملات مساندة عوائل الشهداء والوقوف على تأمين احتياجاتهم من مؤونة وغيرها، حسبما يقول الطالب الجامعي مهند كريم في حديث إلى موقع (إرفع صوتك).

ويضيف مهند "لاقت حملات مساعدة عوائل الشهداء من خلال جمع المساعدات المالية وسلال المؤن الغذائية وغيرها من الاحتياجات المعيشية ترحيباً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع العراقي".

*الصور: "المبادرة لاقت ترحيباً من الناس، وتحديداً ربات المنازل"/إرفع صوتك

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.