أربيل- بقلم متين أمين:

بعد مرور نحو عام ونصف على بدء الحرب الدولية ضد تنظيم "داعش"، ظهرت حاجة ماسّة لتكثيف الجهود من أجل شن حرب فكرية على التنظيم، خاصّة بعد أن استطاع داعش أن يتسلل عن طريق الترويج لفكره الإرهابي إلى كافة المجتماعات في العالم من خلال غسل أدمغة الشباب وتحريضهم على تنفيذ أعمال إرهابية.

تتفاوت وجهات نظر الشباب في إقليم كردستان العراق حول سبل محاربة داعش، لكن غالبيتهم يؤكدون على أهمية فضح ممارساته والقضاء عليه.

القلم في مواجهة داعش

يرى الشاب راغب إلياس أنّ "الإعلام هو الوسيلة المثلى لمحاربة داعش والإسراع في تحرير ما تبقى من المناطق منه". ويقول لموقع (إرفع صوتك) "القلم هو الوسيلة الأكثر شيوعاً لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي. بالقلم، نستطيع أن نضغط على القوات الأمنية ونضغط على السياسيين وعلى الحشد وعلى أي قوة أخرى لتُسرع في خطوات محاربة التنظيم".

وكذلك الأدب والفن

بينما تشير الناشطة المدنية هناء الخطاب إلى أن الأدب والفن كفيلان بمحاربة فكر التنظيم. وتقول لموقع (إرفع صوتك) "هذا الموضوع يحتاج إلى التوعية العامة وكذلك إلى تكثيف الأنشطة الفنية والشعرية التي تعبر عنا كشباب ومجتمع. يجب أن نوصل صوت الناس وصوت الشباب الذين يملكون المواهب وذوي الابتكارات والإبداع".

العمل والدراسة

أما الشاب مسلم زراري، فقد اختار الدراسة والتعليم والالتزام بالعمل سلاحاً لمواجهة داعش. في حديثه لموقع (إرفع صوتك)، يقول "لدينا أسلحة كثيرة نحارب بها داعش ومن ضمنها العلم والدراسة. فعندما ندرس ونحصل على شهادة ونحقق هدفنا بصورة سليمة ونتفانى في العمل، عندها نحارب داعش بصورة صحيحة".

يعتبر مسلم أنّ الممارسة السليمة للمهن التي يختارها الإنسان عامل مؤثر كذلك في محاربة التنظيم، ويقول "أنا مثلاً حقوقي.. إذا مارست مهنتي بصورة صحيحة، أحارب داعش بهذا الأسلوب. أما اذا مارست مهنتي بصورة خاطئة وأسأت الى عملي، لا يمكنني مواجهة داعش بهذا الشكل".

ويشير الشاب محمد حاتم إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي أقوى سلاح  لمحاربة التنظيم، ويقول لموقع (إرفع صوتك) "في الواقع، الأمر السلبي الذي يحدث هو تهويل حجم وقدرات داعش. ويمكن إسقاط التنظيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تعتبر سلاحاً قوياً يمكن من خلاله التأثير على مناصري التنظيم وردعهم".

*الصورة: منظر عام لقلعة أربيل/وكالة الصحافة الفرنسية

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.