بقلم محمد الدليمي:
شبكة السلام العراقية (سلام كوم) مبادرة عراقية شبابية تقوم على أساس إشراك الشباب وتمكينهم وحشدهم من أجل السلام وفي سبيل نشره في المجتمع.
من أهداف المشروع تمكين وتدريب 100 من الشباب ليكونوا بذوراً للسلام في مجتمعاتهم، لكن طلبات الإنضمام تجاوزت هذا العدد بأضعاف (700) وهو ما يفوق إمكانيات المشروع، فاستوعب المشروع 150 شاباً بالاعتماد على المصادر المتوفرة له.
"السؤال كان ماذا يحتاج الشباب في هذه المرحلة؟ وكيف نبعدهم عن التطرف والطائفية؟ فتبلورت لدينا إجابة هذا السؤال بتأسيس (سلام كوم)"، يقول عماد الشرع، مدير العلاقات في معهد صحافة الحرب والسلام في بغداد في حوار مع موقع (إرفع صوتك).
"بدأنا عملاً مختلفاً في كل شيء، حتى في حفل افتتاحه. كان المسؤول آخر المتحدثين والشباب أول المتحدثين، حتى يستمع المسؤول لما لدى الشباب من كلام"، يقول عماد الذي التقى في هذا المشروع بالعديد من الشباب ممن آمن بقيمة السلام واتخذها قضيته الرئيسية في حياته.
"شباب رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ويحتاج لفرصة وتمكين حتى ينشر السلام في مجتمعه"، يردف عماد الذي يحلم أن يصل المشروع إلى آلاف الشباب ليكونوا سفراء السلام، كلّ في منطقته.
الأهداف
المشروع الذي تبناه معهد صحافة الحرب والسلام يهدف إلى تأهيل الشباب العراقي ومساعدته على مقاومة التطرف والانخراط بصورة فاعلة في الحياة السياسية من خلال أهداف قصيرة المدى منها بناء قدرات الشباب لمواجهة التطرف وتعزيز النشاط الديمقراطي المؤيد للسلام وتمكين الشباب من التواصل إقليمياً ووطنياً لتعزيز هذه القيم.
وعلى المدى الطويل، فإن أهداف المشروع الاستراتيجية تتضمن زيادة قدرات 150 من القيادات الشبابية وعشر منظمات من المجتمع المدني. هذا فضلاً عن إيجاد فرص للتأثير على نتائج السياسات من خلال تطوير مشاريع للمدافعة تزيد من فرص الشباب، وزيادة وسائل تبادل المعرفة بين المنظمات التي يقودها الشباب في العراق والمنطقة.
حتمية النجاح
"المجتمع مصاب بمرض خطير يهدد حياته ومستقبله وكل كيانه، والعلاج هو نشر السلام"، ويضيف عماد الذي يرى أن الشباب يجب أن يأخذ فرصته ودوره في نشر السلام "جرب العراقيون كل شيء، جربنا السياسيين، جربنا رجال الدين، جربنا العشائر واليوم نقول يجب أن نعطي الفرصة للشباب، فهم الوحيدون القادرون على نشر السلام بكل ما يمتلكوه من حب للحياة وتطلع للمستقبل ورغبة في النجاح في هذه المهمة".
ثقة عماد بنجاعة الشباب وقدرتهم على نشر السلام ليست مبنية على الأماني، لكنها نتاج مشاهدة واقعية للقدرة العالية للشباب المؤمن بحاجة المجتمع للسلام والتسامح كعلاج شافٍ لكل ما ينتج عن التطرف والإرهاب والعنف.
"شبابنا يريدون نشر السلام بكل ما يستطيعون.. تراهم يقيمون أنشطة على حسابهم الشخصي، ينشطون على المواقع، على أرض الواقع، يطلقون إسم السلام على مشاريعهم الخاصة، يحدثون الناس، يدعونهم ليكونوا فاعلين، يؤسسون المنظمات، يعزفون ضد العنف، يرسمون ويكتبون لينشروا وعياً جديداً"، يكمل عماد بصوت من الفخر بهذا الشباب.
ويقول عماد إنّ المبادرة تحاول تحصين الشباب من أفكار التطرف والوصول للشباب الذي قد يكون تأثر بأفكار التطرف "نحن نحاول الحوار مع أولئك الذين في الوسط أو ممن لا زال في مرحلة الاقتناع بأفكار التشدد والانضمام للجماعات الإرهابية، والحوار معهم، وإيصال رسالة السلام لهم، وخطأ مبادئ داعش ومؤيديها".
يتدرب الشباب في برنامج (سلام كوم) في ورشات تدريبية متعددة، تضمنت حوارات حول كيفية منع انضمام الشباب للتنظيمات المتطرفة وتطوير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن اكتساب مهارات أخرى متعددة تمكنهم من نشر قيم السلام.
"الشباب العراقي مثل سبائك من ذهب وقع عليها بعض الغبار. وكل ما نحتاج عمله هو نفض الغبار عن هذه السبائك ليتجلى للناس معدنها الأصيل"، هكذا يصرّ عماد على وصف أبناء وطنه ليختتم حديثه مع موقع (إرفع صوتك) بالقول إن النجاح ليس خياراً وإنما ضرورة.
"لا خيار أمامنا سوى نشر السلام وإلا فإنّ الخيار الآخر هو الموت".
*الصور: "من رسائل شبكة السلام العراقية سلام كوم"/ بترخيص من سلام كوم
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659