بقلم علي قيس:

كثيرة كانت الأصوات المنتقدة لغياب الدور العربي ضمن معسكر مكافحة التنظيمات الإرهابية خصوصاً في العراق وسورية، لكن سرعان ما تغيّرت نبرة بعض تلك الأصوات بعد إعلان السعودية تشكيل التحالف الإسلامي ضد الإرهاب.

تعدّدت الآراء بين متخوفين من قيادة الرياض لذلك التحالف، على اعتبار أنّها تلتزم النهج السلفي الذي يعتبر أساساً فكرياً لكثير من الجماعات الإسلامية المتشددة، فيما لم يغب الرأي المقابل، المرحِب بتشكيل هذا التحالف.

يؤكّد القيادي في قوّات الحشد الشعبي العراقي معين الكاظمي في حديث لموقع (إرفع صوتك) أنّ "التحالف الإسلامي هو محل ترحيب لدى قيادات الحشد، لكن ما يثير قلقها هو تصدّر السعودية لدول هذا التحالف، خصوصاً بعد أن اتهمت أصوات في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الفرنسي السعودية عقب تفجيرات باريس أنها مصدر الفكر التكفيري في العالم".

ويقول القيادي في الحشد الشعبي "نحن ننظر بعين الريبة إلى السعودية وتركيا التي جعلت أرضها ممراً للعناصر المسلحة، خصوصاً في ظلّ تغييب دول إسلامية مهمة عن هذا التحالف".

ووصف الكاظمي قرار السعودية تشكيل تحالف ضد الإرهاب بـ "المستعجل، من أجل التخفيف من وطأة الاتهامات الموجهة إليها بأنّها ترعى الإرهاب".

صراع السعودية وايران... عراقياً؟

في المقابل، اعتبر عضو البرلمان العراقي والقيادي في تحالف القوى العراقية الوطنية رعد الدهلكي "إعلان التحالف الإسلامي جزء من مسؤولية دول الجوار تجاه الأحداث الأمنية التي يشهدها العراق".

وقال الدهلكي في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) "رغم أنّ هذا التحالف جاء متأخراً لكنّ تشكيله الآن جيّد للوقوف مع العراق ضد جرائم تنظيم داعش، كما أنّه يوضح أن الإسلام يرفض فكر هذا التنظيم".

وشرح الدهلكي أن المنطقة تضمّ محورين رئيسيين، الأول هو الروسي – الإيراني، والمحور الثاني هو التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. "ومن رحّب بالتحالف الإسلامي لمكافحة الارهاب هي الدول العربية والجانب القريب لها من القوى السياسية داخل العراق، ومن عارض التحالف هي القوى المنضوية ضمن المحور الروسي الإيراني الذي يعمل على تقوية نفوذ طهران في المنطقة، والتي كانت بالأمس تعمل على إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والعرب".

وتابع العضو في تحالف القوى الوطنية الذي يضمّ غالبية القوى السنية في العراق "نأمل أن يعود العراق إلى الحاضنة العربية، من خلال التعاون مع التحالف الإسلامي ومن أجل الدفاع عن المنطقة"، داعياً إلى تجاوز الخلافات وجعل القضاء على تنظيم داعش وإعادة النازحين إلى مناطقهم "الهدف الأساس في التعامل مع موضوع التحالف الإسلامي لتجاوز الخلاف بشأنه".

*الصورة: قوة من الحشد الشعبي أثناء مشاركتهم في عمليات عسكرية مع الجيش العراقي في بيجي-2015/وكالة الصحافة الفرنسية

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024
تنظيم داعش أعلن المسؤولية عن 153 هجوما في العراق وسوريا خلال النصف الأول من عام 2024

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" تفاصيل جديدة بشأن العملية المشتركة التي نفذتها قوات أميركية وعراقية مؤخرا ضد داعش، وأسفرت عن مقتل 15 من عناصر التنظيم المتشدد غربي العراق، في واحدة من أكبر العمليات لمكافحة الإرهاب في البلاد في السنوات الأخيرة.

وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وعراقيين، إن سبعة جنود أميركيين تعرضوا لإصابات خلال العملية التي شارك بها أكثر من 200 جندي من كلا البلدين.

وأضافت أن العملية شملت مطاردة مسلحي داعش داخل أوكار تنتشر في مساحات واسعة وسط تضاريس نائية.

وذكر المسؤولون الأميركيون والعراقيون أن حجم ونطاق وتركيز العملية يسلط الضوء على عودة ظهور التنظيم المتشدد خلال الأشهر الأخيرة.

وفقا للصحيفة فقد كان الهدف الرئيسي للعملية هو الوصول لقائد ميداني كبير يشرف على عمليات تنظيم داعش في الشرق الأوسط وأوروبا.

وأفادت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) التي يقع الشرق الأوسط ضمن نطاق عملياتها، بأنها نفذت وقوات عراقية "غارة مشتركة في غرب العراق في الساعات الأولى من صباح يوم 29 أغسطس"، مما أسفر "عن مقتل 15 من عناصر داعش".

وأضافت في بيان أن "العملية استهدفت قادة داعش بهدف تعطيل وتقويض قدرات التنظيم على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات ضد المدنيين العراقيين، وكذلك ضد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في جميع أنحاء المنطقة وخارجها".

ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القادة المستهدفين من داعش، بما في ذلك القيادي الكبير، لحين إجراء تحليل الحمض النووي لجثثهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية جاءت في وقت أعلن رئيس الوزراء العراق محمد شياع السوداني وقادة الجيش العراقي أن بإمكان البلاد السيطرة على تهديدات داعش من دون مساعدة الولايات المتحدة.

وتتفاوض بغداد وواشنطن منذ عدة أشهر على اتفاق من شأنه إنهاء مهمة التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة في العراق، حيث يتواجد حوالي 2500 جندي أميركي.

ومع ذلك، أعلنت القيادة المركزية الأميركية في يوليو أن عدد الهجمات التي تبنى داعش المسؤولية عنها في العراق وسوريا تزايد بشكل ملحوظ ويكاد يقترب من ضعف الهجمات التي حصلت العام الماضي.

وأعلن تنظيم داعش المسؤولية عن 153 هجوما في البلدين خلال النصف الأول من عام 2024، حسبما قالت القيادة المركزية الأميركية، من دون أن تقدم تفاصيل دقيقة عن أرقام الهجمات حسب كل بلد.

وتنقل الصحيفة عن مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر القول إن العراق نجح في احتواء تحديات داعش في السنوات الأخيرة، مع انخفاض وتيرة العمليات إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق"، مضيفا أن "التعافي الواضح لداعش في سوريا المجاورة يثير قلقا كبيرا.

وأضاف ليستر: "لذا، فإن هذه الملاذات الآمنة القديمة لداعش، في صحراء الأنبار، ستحتاج إلى المتابعة بشكل مستمر، إذا كنا نريد تجنب تسرب داعش من سوريا إلى العراق في النهاية."

وأفاد مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى بأن الولايات المتحدة والقوات الحليفة الأخرى ساعدت القوات العراقية في تنفيذ أكثر من 250 عملية لمكافحة الإرهاب منذ أكتوبر الماضي.

لكن الصحيفة ذكرت أن هذه الغارة "لم تكن عادية" خاصة في ظل مشاركة  عدد كبير من القوات الأميركية الخاصة التي قادت الهجوم الأولي.

وتضيف الصحيفة أن أكثر من 100 عنصر من قوات العمليات الخاصة الأميركية وجنود آخرين بالإضافة لعدد أقل من الجنود العراقيين شاركوا في الهجوم الرئيسي الذي نفذ بواسطة طائرات الهليكوبتر.

وقالت السلطات العراقية في بيان إن العملية بدأت شرقي مجرى مائي يمر عبر صحراء الأنبار، في منطقة جنوب غرب الفلوجة.

وأكد جهاز المخابرات العراقي أن من القتلى "قيادات خطيرة كانوا يتخذون من صحراء الأنبار ملاذا لهم". وأشار إلى أنها بدأت بـ"ضربات جوية متتالية" لأربع مضافات يتواجد فيها الجهاديون، أعقبتها "عملية إنزال جوي في الموقع ثم اشتباك مع الإرهابيين".

وبحسب ليستر ومسؤولين أميركيين فقد استمرت العملية في اليوم التالي، مع مراقبة الطائرات المسيرة الأميركية للمنطقة، مؤكدين أن أكثر من 100 عنصر من القوات العراقية تايعوا الهجوم واعتقلوا اثنين من مسلحي داعش الذين فروا من الموقع في الليلة السابقة مع وثائق مالية ومعلومات عن التنظيم.

وتشير الصحيفة إلى أن محللين عسكريين أميركيين يدرسون المواد التي تم الاستيلاء عليها، والتي قال المسؤولون إنها قد تؤدي إلى غارات مستقبلية.